213
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

ويبدو من مجموع روايات ختم القرآن أنّ التلاوة المطلوبة هي تلك التلاوة المقترنة بالحيوية، والتدبّر في المعاني، وخشوع القلب، وصفاء الباطن، وبذلك فإنّ اختلاف الروايات في زمان ختم القرآن يعود إلى القابليات الذاتية للقرّاء والتأثير المعنوي لبعض الأزمنة والأمكنة المقدّسة.

ومن مواضع مظنّة استجابة الدعاء: ختم القرآن؛ ولذلك يعدّ الدعاء من آداب ختم القرآن، وقد ذكرت المصادر الروائية الكثير من الأدعية لختم القرآن‏۱ تتقارب نصوصها، ومن بينها دعاء الإمام السجّاد عليه السلام الذي يبدأ بقوله:
اللّهُمَّ إنَّكَ أعَنتَني على خَتمِ كِتابِكَ الَّذى أنزَلتَهُ نوراً و جَعَلتَهُ مُهَيْمِناً على‏ كُلِّ كِتابٍ أنزَلتَهُ و فَضَّلتَهُ على‏ كُلِّ حَديثٍ قَصَصتَهُ... .۲

ولهذا الدعاء مضامين سامية حيث تضمّن مباحث جليلة، مثل: عظمة القرآن، وآداب التلاوة، ومعرفة القرآن، ومعرفة الدليل.

1.راجع: ص ۲۱۴ (الدعاء عند ختم القرآن).

2.راجع: ص ۲۱۵ ح ۱۳۸۰.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
212

۲. الاختلاف الزماني‏

يبدو من بعض الروايات أنّ للأزمنة المباركة مثل شهر رمضان أثراً في كيفية ختم القرآن‏۱، ففي هذه الأيّام يزداد النشاط الروحي والاستعداد القلبي لتلاوة القرآن الكريم وفهمه من جهة، ومن جهة اُخرى تكون فضيلة القرآن أكثر. جاء في رواية أنّ الإمام الصادق عليه السلام أذن لأبي بصير بأن يختم القرآن في أقلّ من ستّة أيّام، إلّا أنّه أجاز له في تلك الرواية نفسها أن يختم القرآن أثناء شهر رمضان المبارك في ثلاثة أيّام‏۲. ويبدو أنّ سبب هذين الحكمين المختلفين، هو خصوصية شهر رمضان المبارك وفضله.

۳. الاختلاف المكاني‏

ظاهر بعض الروايات أنّ بعض الأمكنة المقدّسة - مثل مكّة المكرّمة - تتمتّع بفضيلة أكثر لختم القرآن‏۳؛ ولذلك فقد تكون الاختلافات في الروايات في تعيين مدّة ختم القرآن، راجعة للاختلاف المكاني، فقد قال الإمام الباقر عليه السلام كما روى أبو حمزة الثمالي:
من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى‏ جمعة أو أقل من ذلك أو اكثر وختمه في يوم جمعةٍ كتبَ له من الأجر والحسنات من اول جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها وإن ختمه في سائر الأيام فكذلك. ۴

وفضلاً عمّا مضى، فإنّ بالإمكان اعتبار موضوع بعض روايات النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله : ختم «مقدار من القرآن»، كما قال صلى اللّه عليه و آله في إحدى الروايات: «خَتمُ القُرآنِ إلى‏ حَيثُ تَعلَمُ». ۵وكان ختم القرآن للمسلمين في صدر الإسلام، بنفس المقدار الذي كان قد نزل آنذاك على النبيّ صلى اللّه عليه و آله وقرأه لهم.

1.راجع: ص ۱۵۰ ح ۱۱۹۲.

2.راجع: ص ۱۵۰ (ربيع التّلاوة).

3.راجع: ص ۲۱۹ (بركة ختم القرآن بمكّة).

4.راجع: ص ۲۲۰ ح ۱۳۸۷.

5.راجع: ص ۲۰۷ ح ۱۳۷۵.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34694
صفحه از 618
پرینت  ارسال به