۲. الاختلاف الزماني
يبدو من بعض الروايات أنّ للأزمنة المباركة مثل شهر رمضان أثراً في كيفية ختم القرآن۱، ففي هذه الأيّام يزداد النشاط الروحي والاستعداد القلبي لتلاوة القرآن الكريم وفهمه من جهة، ومن جهة اُخرى تكون فضيلة القرآن أكثر. جاء في رواية أنّ الإمام الصادق عليه السلام أذن لأبي بصير بأن يختم القرآن في أقلّ من ستّة أيّام، إلّا أنّه أجاز له في تلك الرواية نفسها أن يختم القرآن أثناء شهر رمضان المبارك في ثلاثة أيّام۲. ويبدو أنّ سبب هذين الحكمين المختلفين، هو خصوصية شهر رمضان المبارك وفضله.
۳. الاختلاف المكاني
ظاهر بعض الروايات أنّ بعض الأمكنة المقدّسة - مثل مكّة المكرّمة - تتمتّع بفضيلة أكثر لختم القرآن۳؛ ولذلك فقد تكون الاختلافات في الروايات في تعيين مدّة ختم القرآن، راجعة للاختلاف المكاني، فقد قال الإمام الباقر عليه السلام كما روى أبو حمزة الثمالي:
من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة أو أقل من ذلك أو اكثر وختمه في يوم جمعةٍ كتبَ له من الأجر والحسنات من اول جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها وإن ختمه في سائر الأيام فكذلك. ۴
وفضلاً عمّا مضى، فإنّ بالإمكان اعتبار موضوع بعض روايات النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله : ختم «مقدار من القرآن»، كما قال صلى اللّه عليه و آله في إحدى الروايات: «خَتمُ القُرآنِ إلى حَيثُ تَعلَمُ». ۵وكان ختم القرآن للمسلمين في صدر الإسلام، بنفس المقدار الذي كان قد نزل آنذاك على النبيّ صلى اللّه عليه و آله وقرأه لهم.