211
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

يختم، فإنّ القارئ يبدأ من فوره ختمة اُخرى، وقد عدّ ذلك «أفضل الأعمال».۱

ويمكن توجيه التعارض الظاهري بين الروايات في هذا المجال بالاختلافات البشرية والزمانية والمكانية وما إلى ذلك، والكلام فيها إجمالاً كما يلي:

۱. الاختلاف البشري (اختلاف قابليات القرّاء)

يمكن لقدرات القرّاء وقابلياتهم وعدم تساويهم في مهاراتهم في القراءة أن تكون مؤثّرة في قصر زمان ختم القرآن وطوله؛ ولذلك فإنّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام كانوا لا يسمحون لبعض القرّاء بأن يختموا القرآن في أقلّ من شهر. ولايجيزون لبعض آخر ختمه في أقلّ من اُسبوع‏۲، إلّا أنّه جاء في رواية صحيحة السند أنّهم أذنوا لبعض الأصحاب بختم القرآن في كلّ ليلة۳. ويمكن أن يدلّ هذا النوع من الروايات على اختلاف الاستعداد والكفاءة الذاتية للأشخاص‏۴ في الانتفاع من القرآن الكريم.

وهنالك حديث عن النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله هو شاهد جيّد لما ذكرناه، حيث جاء فيه أنّ ختم القرآن في سبعة أيّام هو عمل المقرّبين، وختمه في خمسة أيّام هو من عمل الصدّيقين، وختمه في ثلاثة أيّام من عمل الأنبياء، ثمّ قال:
لا يفقه من قرأ القرآن في أقلّ من ثلاث.۵

وقال صلى اللّه عليه و آله لرجل أبدى استعداده لختم القرآن خلال أقلّ من شهر قال:

«قال صلى اللّه عليه و آله : فاقرأهُ في كل عشرين . قال : قلت : يا بني اللَّه إني اُطيق افضل من ذلك .

قال صلى اللّه عليه و آله : فاقرأه فى كل عشر . قال قلت : يا نبي اللَّه اني اطيق افضل من ذلك .

قال صلى اللّه عليه و آله : فاقراه في كل سبع ولا تزد على ذلك».۶

1.راجع: ص ۲۰۳ (فضيلة ختم القرآن).

2.راجع: ص ۲۰۶ ح ۱۳۷۲.

3.راجع: ص ۲۰۶ ح ۱۳۶۹.

4.راجع: ص ۱۵۱ ح ۱۱۹۳.

5.راجع: ص ۲۰۵ ح ۱۳۶۶.

6.راجع: ص ۲۰۶ ح ۱۳۶۹.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
210

بركات ختم القرآن‏

ورد كثير من التأكيد في روايات أهل البيت عليهم السلام على فضل ختم القرآن، وذكر في بعضها مزيد من الثواب والبركات لختمه، وجاء بعضها مقيّداً بأزمنة خاصة مثل شهر رمضان المبارك‏۱، أو بأمكنة خاصّة مثل مكّة المكرّمة۲. وبعضها الآخر مطلق، مثل إجابة الدعاء.۳

ومن أشهر الروايات في بركات ختم القرآن، رواية عن النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله ، ورد فيها أنّ:
مَن خَتَمَ القُرآنَ فَكَأَنَّما اُدرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَينَ جَنبَيهِ ، ولكِنَّهُ لا يوحى‏ إلَيهِ .۴

مدّة ختم القرآن‏

وردت روايات كثيرة ومختلفة عن النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله والأئمّة المعصومين عليهم السلام في يستغرق الزمان الذي يستغرق لقراءة: كلّ القرآن كي يتحقّق عنوان «ختم القرآن» وهل هو بضع ساعات، أو أيّام أو شهور؟ بحيث خصّصت في بعض المصادر الروائية الشيعية والسنيّة أبواب لهذا الموضوع. واستناداً إلى الكثير من الروايات فإنّ أقلّ مدّة لختم القرآن هي ثلاثة أيّام.۵

ويبدو من وصايا المعصومين عليهم السلام ببدء الختم الجديد للقرآن عند انتهاء الختم السابق، أنّ تلاوة القرآن في قالب «ختم القرآن» تتمتّع بالمزيد من الفضل والثواب. وعبّر الأئمّة المعصومون عليهم السلام عن الختم المنظّم للقرآن ب «الحلّ والرحلة»، أي الحلّ والترحال، ويعبّر عن مثل هذا القارئ ب «الحال المرتحل»، والمراد أنّ القرآن عندما

1.راجع: ص ۱۵۰ (ربيع التّلاوة).

2.راجع: ص ۲۱۹ (بركة ختم القرآن في مكّة).

3.راجع: ص ۲۱۸ (استجابة الدعاء عند ختم القرآن).

4.راجع: ص ۲۰۴ ح ۱۳۶۰.

5.راجع: ص ۲۰۵ (مدّة ختم القرآن).

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34463
صفحه از 618
پرینت  ارسال به