يختم، فإنّ القارئ يبدأ من فوره ختمة اُخرى، وقد عدّ ذلك «أفضل الأعمال».۱
ويمكن توجيه التعارض الظاهري بين الروايات في هذا المجال بالاختلافات البشرية والزمانية والمكانية وما إلى ذلك، والكلام فيها إجمالاً كما يلي:
۱. الاختلاف البشري (اختلاف قابليات القرّاء)
يمكن لقدرات القرّاء وقابلياتهم وعدم تساويهم في مهاراتهم في القراءة أن تكون مؤثّرة في قصر زمان ختم القرآن وطوله؛ ولذلك فإنّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام كانوا لا يسمحون لبعض القرّاء بأن يختموا القرآن في أقلّ من شهر. ولايجيزون لبعض آخر ختمه في أقلّ من اُسبوع۲، إلّا أنّه جاء في رواية صحيحة السند أنّهم أذنوا لبعض الأصحاب بختم القرآن في كلّ ليلة۳. ويمكن أن يدلّ هذا النوع من الروايات على اختلاف الاستعداد والكفاءة الذاتية للأشخاص۴ في الانتفاع من القرآن الكريم.
وهنالك حديث عن النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله هو شاهد جيّد لما ذكرناه، حيث جاء فيه أنّ ختم القرآن في سبعة أيّام هو عمل المقرّبين، وختمه في خمسة أيّام هو من عمل الصدّيقين، وختمه في ثلاثة أيّام من عمل الأنبياء، ثمّ قال:
لا يفقه من قرأ القرآن في أقلّ من ثلاث.۵
وقال صلى اللّه عليه و آله لرجل أبدى استعداده لختم القرآن خلال أقلّ من شهر قال:
«قال صلى اللّه عليه و آله : فاقرأهُ في كل عشرين . قال : قلت : يا بني اللَّه إني اُطيق افضل من ذلك .
قال صلى اللّه عليه و آله : فاقرأه فى كل عشر . قال قلت : يا نبي اللَّه اني اطيق افضل من ذلك .
قال صلى اللّه عليه و آله : فاقراه في كل سبع ولا تزد على ذلك».۶