بحث في ختم القرآن ومدّته ۱
تعني كلمة «الختم» في اللغة بلوغ نهاية كلّ شيء، ويشتقّ منها الختم، وهو الطبع على الشيء والخاتم مشتقّ منه؛ لأنّه يختم به۲. و«ختم القرآن» اصطلاحاً موافق لمعناه اللغوي وهو: قراءة القرآن الكريم من بدايته حتى نهايته، ولم يتحدّث القرآن الكريم عن الختم، بل دعا الجميع إلى القراءة بالقدر الميسور:
« فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ ».۳
واستناداً إلى رواية عن الإمام الصادق عليه السلام ، فالمراد من « مَا تَيَسَّرَ » مقدار التلاوة التي يمكن للقارئ أن يقرأها بخشوع قلب وصفاء باطن، حيث قال عليه السلام :
ما تَيَّسَرَ لَكُم فيهِ خُشُوعُ القَلبِ وَ صَفاءُ السِّرِّ .۴
وبالطبع فإنّ مثل هذه القراءة تتمّ في حالة الحيوية والنشاط الروحي، لا في الكسل والتعب والتكلّف.
وعرف المسلمون عنوان «ختم القرآن» منذ صدر الإسلام، فقد تحدّث النبيّ صلى اللّه عليه و آله وأئمّة أهل البيت عليهم السلام والصحابة عن كيفية ختم القرآن الكريم وزمانه واُسلوبه وثوابه۵. ولعلّ اختيار عبارة «مجلس الختم» لمجالس الفاتحة على الأموات في إيران، اُخذ من «ختم القرآن»؛ لأنّه يختم مرّة أو أكثر في مثل هذه المجالس.