209
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

بحث في ختم القرآن ومدّته ۱

تعني كلمة «الختم» في اللغة بلوغ نهاية كلّ شي‏ء، ويشتقّ منها الختم، وهو الطبع على الشي‏ء والخاتم مشتقّ منه؛ لأنّه يختم به‏۲. و«ختم القرآن» اصطلاحاً موافق لمعناه اللغوي وهو: قراءة القرآن الكريم من بدايته حتى نهايته، ولم يتحدّث القرآن الكريم عن الختم، بل دعا الجميع إلى القراءة بالقدر الميسور:
« فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ ».۳

واستناداً إلى رواية عن الإمام الصادق عليه السلام ، فالمراد من « مَا تَيَسَّرَ » مقدار التلاوة التي يمكن للقارئ أن يقرأها بخشوع قلب وصفاء باطن، حيث قال عليه السلام :
ما تَيَّسَرَ لَكُم فيهِ خُشُوعُ القَلبِ وَ صَفاءُ السِّرِّ .۴

وبالطبع فإنّ مثل هذه القراءة تتمّ في حالة الحيوية والنشاط الروحي، لا في الكسل والتعب والتكلّف.

وعرف المسلمون عنوان «ختم القرآن» منذ صدر الإسلام، فقد تحدّث النبيّ صلى اللّه عليه و آله وأئمّة أهل البيت عليهم السلام والصحابة عن كيفية ختم القرآن الكريم وزمانه واُسلوبه وثوابه‏۵. ولعلّ اختيار عبارة «مجلس الختم» لمجالس الفاتحة على الأموات في إيران، اُخذ من «ختم القرآن»؛ لأنّه يختم مرّة أو أكثر في مثل هذه المجالس.

1.كتب هذا البحث الفاضل الكريم السيّد حسين أشرفي.

2.معجم مقاييس اللغة و لسان العرب: مادّة «ختم».

3.المزمل: ۲۰.

4.راجع: ص ۱۹۱ ح ۱۳۱۳.

5.راجع: ص ۲۰۳ (الفصل الخامس : ختم القرآن ومدّته).


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
208
  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 36889
صفحه از 618
پرینت  ارسال به