ينبغي له الانتفاع بجميع ما توصّل إليه علماء النحو وبآرائهم وتجاربهم ، وعليه - في الوقت نفسه - أن يعتبر القرآن نفسه الحكم النهائي والمعيار الرئيس لتقييم صحّة الإعراب، وأن يأخذ بنظر الاعتبار وبالقدر الممكن أقلّ نسبة من التقدير والتأويل في إعراب الآيات من خلال الأخذ بظواهرها.
ولعلّ بإمكاننا أن نجيب عن هذا السؤال وهو: هل القرآن الكريم ميزان آداب اللغة العربية وقواعدها، أم أنّه تابع لها وموزون من قبلها؟ ربما يمكن القول بأنّه موزون قبل إثبات إعجازه، وميزان بعد ذلك؛ لأنّ القرآن هو كلام اللَّه سبحانه، وهو أفصح النثر العربي وأبلغه.
أنواع الإعراب وعلاماته
الإعراب على أربعة أنواع: نوعان منه (النصب والرفع) مشتركان بين الاسم والفعل، ونوع واحد خاصّ بالاسم (الجرّ)، ونوع خاصّ بالفعل (الجزم)۱. كما أن للإعراب أشكالاً وعلامات مختلفة، وقسّمه علماء النحو إلى شكلين: أصلي وفرعي. والعلامات الأصلية للإعراب هي: الضمّة للرفع، والفتحة للنصب، والكسرة للجرّ، والسكون للجزم. والعلامات الفرعية على أشكال مختلفة هي:
۱. الألف في المثنى، والواو في جمع المذكّر السالم والأسماء الستّة، والنون في الصيغ السبع للفعل المضارع، أي صيغتي جمع المذكّر، والصيغ الأربع للتثنية، والمفرد المؤنّث المخاطب (الأفعال الخمسة)؛ ولها دور الضمّة وعلامة الرفع.
۲. الياء في المثنى وجمع المذكّر السالم، والألف في الأسماء الستّة، والكسرة في جمع المؤنّث السالم، وحذف النون في الأفعال المضارعة الخمسة المذكورة، حيث تؤدّي دور إعراب النصب بدلاً من الفتحة.
۳. الياء في المثنى وجمع المذكّر السالم والأسماء الستّة، والفتحة في الأسماء