الأسود الدؤلي (ت ۶۹ق) باعتباره أوّل من وضع الإعراب والحركات للقرآن الكريم، بمساعدة يحيى بن يَعمر. وكان التحريك أوّل الأمر بسيطاً للغاية حيث استعملوا النقطة لإظهار الحركات بأنّ توضع نقطة على الحرف الأخير من الكلمة للنصب، ونقطة تحته للجرّ، ونقطة بعد ذلك الحرف نفسه للرفع۱، واستعملوا للتنوين نقطتين بالاُسلوب نفسه أيضاً، ولم تستعمل النقطة آنذاك للتمييز بين الحروف المتشابهة، كما كانت النقط الإعرابية تكتب بلون مختلف عن ألوان الحروف والكلمات۲. وجدير بالذكر أنّ هذا التحريك تمّ حسب الرأي المشهور والمقبول عند المسلمين.
وبعد ما يقرب من قرن حلّت الأشكال الخاصّة محلّ النقط الإعرابية، وذلك على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت۱۷۵ق)، حيث وضع مستطيلاً على الحرف للنصب، ومستطيلاً تحته للجرّ، وواواً صغيرة فوقه للضمّ، وأضاف الشكل المشابه للحركة الاُولى نفسها لكلّ تنوين. كما استعمل أسنان حرف السين للتشديد، ورأس حرف الصاد للسكون. ثمّ استعملت العلامات تدريجياً لإظهار حركة الحروف الاُخرى للكلمة، فضلاً عن إظهار الحركات في الحرف الأخير منها.۳
وكان الهدف من تحريك القرآن - حتّى النصف الثاني من القرن الثاني الهجري - القراءة الصحيحة له بنفس ما نقل عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، واستنباط المعاني الصحيحة من الآيات، ومنع الاجتهاد في القراءات. ومع هذا فإنّنا نلاحظ ظهور الاجتهاد والاختلاف في تحريك بعض كلمات القرآن، بنحو محدود بين القرّاء، ممّا أدّى إلى اختلافات في تفسير بعض الآيات.۴
وفي النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، طرأ تطوّر واضح في علم إعراب