كما اعتبر إعراب الكلام - في رواية اُخرى عن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله - مقدّمة لإعراب القرآن:
أَعْرِبوا الكلامَ كىْ تَعرِبُوا القرآنَ .۱
والمراد هنا من الإعراب، التلفّظ الصحيح والواضح للكلمات، ويمكن أن يراد منه التلفّظ الصحيح لحركات أواخر الكلمات، ولكلّ حروف الكلمة وأصواتها في الوقت ذاته.
خلفية الإعراب
يعتبر الإعراب من خصوصيّات اللغة العربية، وله دور بالغ الأهمّية في التفاهم، وبناء عليه فالإعراب جزء لا يتجزّأ من اللغة العربية؛ إذ لا يمكنها إيصال المعاني من دونه. وأمّا خلفية «علم الإعراب» وعلاماته - أي العلامات التي تدلّ على نوع إعراب الكلمات - فتعود إلى القرن الأول الهجري، ويمكن القول بأن علم الإعراب، وخاصّة إعراب القرآن، انبثق من القرآن الكريم.۲
وفي البدء كان كتّاب الوحي عند كتابة القرآن يسجّلون الكلمات من دون نقط وإعراب، ولعلّ كتابة القرآن من غير هذه العلامات لم تكن تسبّب مشكلة للأشخاص الذين عاشوا في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، إلّا أنّها كانت تؤدّي أحياناً إلى القراءة بطرق مختلفة وتغيير المعاني بالنسبة إلى الأجيال اللاحقة، وكذلك لغير العرب الذين اعتنقوا الإسلام واختلطوا مع المسلمين؛ ولهذا بدت الحاجة إلى حلّ شامل ينهي الاختلافات والتغيير والتحريف المعنويين للقرآن الكريم أيضاً.
والروايات في التعريف بأوّل من أثبت الإعراب للقرآن مختلفة۳، فيذكر عادة أبو