167
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

بحث في تشكيل القرآن الكريم وإعرابه ۱

اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وللحركات الإعرابية دور مهمّ في بيان معاني هذه اللغة، بحيث يؤدّي التغيير فيها إلى التغيير في معنى الجملة. وللاهتمام بالتشكيل (الضبط بالشَّكل) ضرورة مضاعفة في قراءة آيات القرآن وفهم معانيها؛ لأنّ الخطأ في تحديد حركات كلمات القرآن، لا يغيّر المعنى فقط، بل إنّه قد يوجد أحياناً معنى متناقضاً مع مراد اللَّه تعالى، وعلى سبيل المثال: فلو قرأنا كلمة «رسوله» في الآية: « أَنَّ اللَّهَ بَرِى‏ءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ »۲ مجرورة (لا مرفوعة) فإنّ الآية تعني - معاذ اللَّه - أنّ اللَّه بري‏ء من رسوله أيضاً، في حين أنّ هذا المعنى يخالف مراد اللَّه؛ ولو قرأنا كلمة «اللَّه» في الآية « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَؤُا »۳ مرفوعة (لا منصوبة) فسيكون المعنى: أنّ اللَّه يخشى العلماء، في حين المقصود من الآية أنّ العلماء يخشون اللَّه تعالى.

المعنى اللغوي والاصطلاحي‏

الإعراب: من مادة «ع ر ب»، مصدر من باب إفعال، ويعني في اللغة الإظهار والإفصاح، كما يطلق الإعراب على إيضاح الكلام للمخاطب بحيث لا يبقى فيه أيّ خطأ. وقد قدّمت له تعاريف مختلفة في اصطلاح النحويين‏۴، إلّا أنّ المراد من

1.كتب هذا البحث الفاضل الكريم حجّة الإسلام والمسلمين الدكتور السيّد محمود طيّب حسيني.

2.التوبة: ۳.

3.فاطر: ۲۸.

4.المفصّل: ج ۱ ص ۲۶.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
166

۱۲۴۹. عنه صلى اللّه عليه و آله : تَعَلَّمُوا القُرآنَ بِعَرَبِيَّتِهِ ، وإيّاكُم وَالنَّبرَ۱ فيهِ - يَعنِي الهَمزَ - .۲

۱۲۵۰. عنه صلى اللّه عليه و آله : النَّبرُ زِيادَةٌ فِي القُرآنِ .۳

۱۲۵۱. تاريخ بغداد عن عبد اللَّه : قَرَأَ مُعاذٌ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله فَهَمَزَ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُ صلى اللّه عليه و آله : اِقرَأ يا مُعاذُ ، ولا تَهمِز .۴

۱۲۵۲. الإمام الصادق عليه السلام : الهَمزُ زِيادَةٌ فِي القُرآنِ ، إلَّا الهَمزَ الأَصلِيَّ مِثلَ قَولِهِ عزّ و جلّ : « أَلَّا يَسْجُدُواْ لِلَّهِ الَّذِى يُخْرِجُ الْخَبْ‏ءَ فِى السَّمَوَ تِ وَالْأَرْضِ »۵ ومِثلَ قَولِهِ عزّ و جلّ : « وَ إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّ رَءْتُمْ »۶ .۷

1.النَّبْرُ : هَمْز الحرف . ولم تكن قريش تهمز في كلامها (النهاية : ج ۵ ص ۷ «نبر») .

2.معاني الأخبار: ص ۳۴۵ ح ۱ عن عمرو بن جميع عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۲۱۱ ح ۶ .

3.جامع الأحاديث للقمّي: ص ۱۲۴ ، تحف العقول: ص ۳۷۹ عن الإمام الصادق عليه السلام وفيه «الهمز» بدل «النبر».

4.تاريخ بغداد: ج ۲ ص ۳۳۹ ، كنز العمّال: ج ۱ ص ۶۱۱ ح ۲۸۰۷ .

5.النمل: ۲۵ .

6.البقرة: ۷۲ .

7.معاني الأخبار: ص ۳۴۵ ح ۱ عن عمرو بن جميع ، بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۲۱۱ ح ۶ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 37032
صفحه از 618
پرینت  ارسال به