143
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی

- وأنتَ أعلَمُ بِهِ - قَد كانَ نَصِباً بي ، مُواظِباً عَلَيَّ ، يُعادي بِسَبَبي ، ويُحِبُّ فِيَّ ويُبغِضُ . فَيَقولُ اللَّهُ عزّ و جلّ : أدخِلوا عَبدي جَنَّتي ، وَاكسوهُ حُلَّهً مِن حُلَلِ الجَنَّةِ ، وتَوِّجوهُ بِتاجٍ .
فَإِذا فُعِلَ بِهِ ذلِكَ ، عُرِضَ عَلَى القُرآنِ فَيُقالُ لَهُ: هَل رَضيتَ بِما صُنِعَ بِوَلِيِّكَ؟ فَيَقولُ: يا رَبِّ ، إنّي أستَقِلُّ هذا لَهُ ، فَزِدهُ مَزيدَ الخَيرِ كُلِّهِ .
فَيَقولُ: وعِزَّتي وجَلالي وعُلُوّي وَارتِفاعِ مَكاني ، لَأَنحَلَنَّ لَهُ اليَومَ خَمسَةَ أشياءَ مَعَ المَزيدِ لَهُ ولِمَن كانَ بِمَنزِلَتِهِ ، ألا إنَّهُم شَبابٌ لا يَهرَمونَ ، وأصِحّاءُ لا يَسقُمونَ ، وأغِنياءُ لا يَفتَقِرونَ ، وفَرِحونَ لا يَحزَنونَ ، وأحياءٌ لا يَموتونَ .۱

۱۱۵۹. عنه عليه السلام : يَجي‏ءُ القُرآنُ يَومَ القِيامَةِ في أحسَنِ مَنظورٍ إلَيهِ صورَةً ، فَيَمُرُّ بِالمُسلِمينَ فَيَقولونَ: هذا رَجُلٌ مِنّا ، فَيُجاوِزُهُم إلَى النَّبِيّينَ ، فَيَقولونَ: هُوَ مِنّا ، فَيُجاوِزُهُم إلَى المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، فَيَقولونَ: هُوَ مِنّا ، حَتّى‏ يَنتَهِيَ إلى‏ رَبِّ الِعزَّةِ عزّ و جلّ ، فَيَقولُ: يا رَبِّ! فُلانُ بنُ فُلانٍ أظمَأتُ هَواجِرَهُ ، وأسهَرتُ لَيلَهُ في دارِ الدُّنيا ، وفُلانُ بنُ فُلانٍ لَم اُظمِئ هَواجِرَهُ ولَم اُسهِر لَيلَهُ ، فَيَقولُ تَبارَكَ وتَعالى‏ : أدخِلهُمُ الجَنَّةَ عَلى‏ مَنازِلِهِم ، فَيَقومُ فَيَتَّبِعونَهُ ، فَيَقولُ لِلمُؤمِنِ: اِقرَأ وَارقَه ، قالَ: فَيَقرَأُ ويَرقى‏ حَتّى‏ يَبلُغَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم مَنزِلَتَهُ الَّتي هِيَ لَهُ فَيَنزِلُها .۲

۱۱۶۰. الإمام الصادق عليه السلام : إذا جَمَعَ اللَّهُ عزّ و جلّ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، إذا هُم بِشَخصٍ قَد أقبَلَ ، لَم يُرَ قَطُّ أحسَنُ صورَةً مِنهُ ، فَإِذا نَظَرَ إلَيهِ المُؤمِنونَ - وهُوَ القُرآنُ - قالوا: هذا مِنّا ، هذا أحسَنُ شَي‏ءٍ رَأَينا ، فَإِذَا انتَهى‏ إلَيهِم جازَهُم ، ثُمَّ يَنظُرُ إلَيهِ الشُّهَداءُ حَتّى‏ إذَا انتَهى‏ إلى‏ آخِرِهِم جازَهُم ، فَيَقولونَ: هذَا القُرآنُ فَيَجوزُهُم كُلَّهُم ، حَتّى‏ إذَا انتَهى‏ إلَى المُرسَلينَ فَيَقولونَ: هذَا القُرآنُ فَيَجوزُهُم ، حَتّى‏ يَنتَهِىَ إلَى المَلائِكَةِ فَيَقولونَ: هذَا القُرآنُ فَيَجوزُهُم ، ثُمَّ يَنتَهي حَتّى‏ يَقِفَ عَن يَمينِ العَرشِ ، فَيَقولُ الجَبّارُ: وعِزَّتي وجَلالي

1.الكافي: ج ۲ ص ۵۹۶ ح ۱ عن سعد الخفّاف ، بحار الأنوار : ج ۷ ص ۳۱۹ ح ۱۶ .

2.الكافي: ج ۲ ص ۶۰۱ ح ۱۱ عن جابر .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
142

بِطاعَتِكَ ، ويَجتَنِبُ فِيَّ مَعصِيَتَكَ ، ويُقيمُ فِيَّ حُدودَكَ .
فَيَقولُ: صَدَقتَ . فَيَكونُ لَهُ نورٌ يَصدَعُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ، حَتّى‏ يَدخُلَ الجَنَّةَ ، ثُمَّ يُقالُ لَهُ: اِقرَأ وَارقَ ، فَلَكَ بِكُلِّ حَرفٍ دَرَجَةٌ فِي الجَنَّةِ ، حَتّى‏ تُساوِيَ النَّبِيّينَ وَالشُّهَداءِ ، هكَذا - وجَمَعَ بَينَ المُسَبِّحَةِ وَالوَسَطِ - .۱

۱۱۵۷. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : يَجي‏ءُ القُرآنُ يَومَ القِيامَةِ كَالرَّجُلِ الشّاحِبِ‏۲ ، فَيَقولُ: أنَا الَّذي أسهَرتُ لَيلَكَ وأظمَأتُ نَهارَكَ .۳

۱۱۵۸. الإمام الباقر عليه السلام - لِسَعدٍ الخَفّافِ - : يا سَعدُ ، تَعَلَّمُوا القُرآنَ ؛ فَإِنَّ القُرآنَ يَأتي يَومَ القِيامَةِ في أحسَنِ صورَةٍ نَظَرَ إلَيهَا الخَلقُ ... حَتّى‏ يَنتَهِيَ إلى‏ رَبِّ العِزَّةِ تَبارَكَ وتَعالى‏ فَيَخِرَّ تَحتَ العَرشِ .
فَيُناديهِ تَبارَكَ وتَعالى‏: يا حُجَّتي فِي الأَرضِ ، وكَلامِيَ الصّادِقَ النّاطِقَ ارفَع رَأسَكَ ، وسَل تُعطَ ، وَاشفَع تُشَفَّع .
فَيَرفَعُ رَأسَهُ ، فَيَقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى‏: كَيفَ رَأَيتَ عِبادي؟ فَيَقولُ: يا رَبِّ ، مِنهُم مَن صانَني وحافَظَ عَلَيَّ ولَم يُضَيِّع شَيئاً ، ومِنهُم مَن ضَيَّعَني وَاستَخَفَّ بِحَقّي وكَذَّبَ بي ، وأنَا حُجَّتُكَ عَلى‏ جَميعِ خَلقِكَ .
فَيَقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى‏: وعِزَّتي وجَلالي وَارتِفاعِ مَكاني لَاُثيبَنَّ عَلَيكَ اليَومَ أحسَنَ الثَّوابِ ، ولَاُعاقِبَنَّ عَلَيكَ اليَومَ أليمَ العِقابِ... فَيَأتِي الرَّجُلَ مِن شيعَتِنا ... ويَقولُ: ما تَعرِفُني؟ فَيَقولُ: نَعَم ، فَيَقولُ القُرآنُ: أنَا الَّذي أسهَرتُ لَيلَكَ وأنصَبتُ عَيشَكَ ... فَيَنطَلِقُ بِهِ إلى‏ رَبِّ العِزَّةِ تَبارَكَ وتَعالى‏ فَيَقولُ: يا رَبِّ يا رَبِّ ، عَبدُكَ

1.درر الأحاديث النبويّة : ص ۲۵ عن الإمام زين العابدين عن أبيه عن جدّه عليهم السلام .

2.الشاحب : المتغيّر اللون والجسم لعارض من سفر أو مرض ونحوهما (النهاية : ج ۲ ص ۴۴۸ «شحب» ) .

3.سنن ابن ماجة: ج ۲ ص ۱۲۴۲ ح ۳۷۸۱ ، المستدرك على الصحيحين: ج ۱ ص ۷۴۲ ح ۲۰۴۳ ، مسند ابن حنبل: ج ۹ ص ۱۵ ح ۲۳۰۳۷ وفيه «هواجرك» بدل «نهارك» وكلّها عن بريدة ، كنز العمّال: ج ۱ ص ۵۲۰ ح ۲۳۲۸ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 34674
صفحه از 618
پرینت  ارسال به