- وأنتَ أعلَمُ بِهِ - قَد كانَ نَصِباً بي ، مُواظِباً عَلَيَّ ، يُعادي بِسَبَبي ، ويُحِبُّ فِيَّ ويُبغِضُ . فَيَقولُ اللَّهُ عزّ و جلّ : أدخِلوا عَبدي جَنَّتي ، وَاكسوهُ حُلَّهً مِن حُلَلِ الجَنَّةِ ، وتَوِّجوهُ بِتاجٍ .
فَإِذا فُعِلَ بِهِ ذلِكَ ، عُرِضَ عَلَى القُرآنِ فَيُقالُ لَهُ: هَل رَضيتَ بِما صُنِعَ بِوَلِيِّكَ؟ فَيَقولُ: يا رَبِّ ، إنّي أستَقِلُّ هذا لَهُ ، فَزِدهُ مَزيدَ الخَيرِ كُلِّهِ .
فَيَقولُ: وعِزَّتي وجَلالي وعُلُوّي وَارتِفاعِ مَكاني ، لَأَنحَلَنَّ لَهُ اليَومَ خَمسَةَ أشياءَ مَعَ المَزيدِ لَهُ ولِمَن كانَ بِمَنزِلَتِهِ ، ألا إنَّهُم شَبابٌ لا يَهرَمونَ ، وأصِحّاءُ لا يَسقُمونَ ، وأغِنياءُ لا يَفتَقِرونَ ، وفَرِحونَ لا يَحزَنونَ ، وأحياءٌ لا يَموتونَ .۱
۱۱۵۹. عنه عليه السلام : يَجيءُ القُرآنُ يَومَ القِيامَةِ في أحسَنِ مَنظورٍ إلَيهِ صورَةً ، فَيَمُرُّ بِالمُسلِمينَ فَيَقولونَ: هذا رَجُلٌ مِنّا ، فَيُجاوِزُهُم إلَى النَّبِيّينَ ، فَيَقولونَ: هُوَ مِنّا ، فَيُجاوِزُهُم إلَى المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، فَيَقولونَ: هُوَ مِنّا ، حَتّى يَنتَهِيَ إلى رَبِّ الِعزَّةِ عزّ و جلّ ، فَيَقولُ: يا رَبِّ! فُلانُ بنُ فُلانٍ أظمَأتُ هَواجِرَهُ ، وأسهَرتُ لَيلَهُ في دارِ الدُّنيا ، وفُلانُ بنُ فُلانٍ لَم اُظمِئ هَواجِرَهُ ولَم اُسهِر لَيلَهُ ، فَيَقولُ تَبارَكَ وتَعالى : أدخِلهُمُ الجَنَّةَ عَلى مَنازِلِهِم ، فَيَقومُ فَيَتَّبِعونَهُ ، فَيَقولُ لِلمُؤمِنِ: اِقرَأ وَارقَه ، قالَ: فَيَقرَأُ ويَرقى حَتّى يَبلُغَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم مَنزِلَتَهُ الَّتي هِيَ لَهُ فَيَنزِلُها .۲
۱۱۶۰. الإمام الصادق عليه السلام : إذا جَمَعَ اللَّهُ عزّ و جلّ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، إذا هُم بِشَخصٍ قَد أقبَلَ ، لَم يُرَ قَطُّ أحسَنُ صورَةً مِنهُ ، فَإِذا نَظَرَ إلَيهِ المُؤمِنونَ - وهُوَ القُرآنُ - قالوا: هذا مِنّا ، هذا أحسَنُ شَيءٍ رَأَينا ، فَإِذَا انتَهى إلَيهِم جازَهُم ، ثُمَّ يَنظُرُ إلَيهِ الشُّهَداءُ حَتّى إذَا انتَهى إلى آخِرِهِم جازَهُم ، فَيَقولونَ: هذَا القُرآنُ فَيَجوزُهُم كُلَّهُم ، حَتّى إذَا انتَهى إلَى المُرسَلينَ فَيَقولونَ: هذَا القُرآنُ فَيَجوزُهُم ، حَتّى يَنتَهِىَ إلَى المَلائِكَةِ فَيَقولونَ: هذَا القُرآنُ فَيَجوزُهُم ، ثُمَّ يَنتَهي حَتّى يَقِفَ عَن يَمينِ العَرشِ ، فَيَقولُ الجَبّارُ: وعِزَّتي وجَلالي