بحث في روايات نسيان القرآن بعد حفظه ^۱

للمحدّثين والفقهاء آراء مختلفة في بيان الروايات المعنية بنسيان القرآن، والجمع فيما بينها، وهي:

۱ - حرمة التقصير العمدي في التكرار والمداومة بحيث يؤدّي إلى نسيان القرآن.

وهذا الوجه يستفاد من مفهوم عبارات الشيخ الحرّ العاملي (رحمه اللَّه) والمحدّث النوري وغيرهما من المحدّثين؛ لأنّهما جعلا عنوان الباب المتضمّن لهذه الأحاديث: «باب أنّه لا يجوز ترك القرآن تركاً يؤدّي إلى النسيان».^۲

كما كتب الشيخ الحرّ العاملي في ذيل حديث في هذا الباب‏^۳ نفسه يدلّ على حرمة النسيان:
أقولُ : هذا مَحمولٌ عَلى مَن نَسِىَ بِغَيرِ تَفريطٍ وَ لا تَقصيرٍ وَ لَم يَكُن سَبَبُهُ التَّركَ وَ التَّهاوُنَ كَما مَرَّ .^۴

۲. كراهة التقصير في التكرار والمداومة بحيث يؤدّي إلى نسيان القرآن.

ذهب إلى هذا الرأي العديد من المحدّثين والفقهاء، وحملوا الروايات على الكراهة^۵.

عَلَيهِ بِكُلِّ آيَةٍ مِنهُ حَيَّةً تَكونُ قَرينَتَهُ إلَى النّارِ ، إلّا أن يَغفِرَ اللَّهُ لَهُ .^۱

۱۰۴۰. عنه صلى اللّه عليه و آله : عُرِضَت عَلَيَّ اُجورُ اُمَّتي حَتَّى القَذاةُ يُخرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ المَسجِدِ ، وعُرِضَت عَلَيَّ ذُنوبُ اُمَّتي ، فَلَم أرَ ذَنباً أعظَمَ مِن سورَةٍ مِنَ القُرآنِ أو آيَةٍ اُوتِيَها رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَها .^۲

۱۰۴۱. عنه صلى اللّه عليه و آله : مِن أكبَرِ ذَنبٍ تُوافي بِهِ اُمَّتي يَومَ القِيامَةِ ، سورَةٌ مِن كِتابِ اللَّهِ كانَت مَعَ أحَدِهِم فَنَسِيَها .^۳

۱۰۴۲. عنه صلى اللّه عليه و آله : ما مِن أحَدٍ يَتََعلَّمُ القُرآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ ، إلّا لَقِيَ اللَّهَ عزّ و جلّ أجذَمَ .^۴

ج - ما يَدُلّ عَلى عَدمِ حُرمَةِ نِسيانِ القُرآنِ‏

۱۰۴۳. الكافي عَن سَعيدِ بنِ عَبداللَّهِ الأعَرجِ : سَأَلتُ أبا عَبدِاللَّهِ عليه السلام عَنِ الرَّجُلِ يَقرَأُ القُرآنَ ثُمَّ يَنساهُ ثُمَّ يَقرَؤُهُ ثُمَّ يَنساهُ ، أَ عَلَيهِ فيهِ حَرَجٌ ؟ فَقالَ : لا .^۵

۱۰۴۴. الكافي عَن أَبي كَهمَسِ الهَيثَمِ بنِ عُبَيدٍ : سَأَلتُ أبا عَبدِاللَّهِ عليه السلام عَن رَجُلٍ قَرَأَ القُرآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ - فَردَدتُ عَليه ثَلاثاً - ، أَ عَلَيهِ فيهِ حَرَجٌ ؟ فَقالَ : لا .^۶