99
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

نزوله بأجمعه‏۱. وفي الآيات ۱ - ۳ من سورة الدخان: «حم * وَ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَرَكَةٍ» اقترنت كلمة الكتاب بألف ولام العهد، وليس القصد منها كل القرآن، بل المراد القدر الذي كان معهوداً للناس‏۲، وهو القسم المنزل منه حتى ذلك الزمان فحسب.

۴. تدلّ دراسة مواضع استخدام «التنزيل» و «الإنزال» في القرآن على أنّ رأي مؤيّدي النزول الدفعي والتدريجي - واختصاص استخدام الإنزال بالنزول الدفعي والتنزيل بالنزول التدريجي - ليس مقبولاً؛ لأنّ هذين التعبيرين ومن جملتهما في الآية: «وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً»۳ حيث استخدم بعضهما بدل بعض.۴

۵. إنّ الروايات التي استخدمت لإثبات الرأي السابق أخبار آحاد، وخبر الواحد لا يؤدّي إلى العلم، في حين أنّ عدداً أكبر من الروايات الأكثر شهرة، يتفق مع رأي النزول التدريجي.۵

۶. أخبر اللَّه في الآية ۱۸۵ من سورة البقرة عن نزول القرآن في هذا الشهر «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ». وإذا كان القرآن قد نزل إلى البيت المعمور في السماء الرابعة، فما فائدة مثل هذا النزول الذي لم يكن الناس ينتفعون منه؟ وفضلاً عن ذلك، فإنّ ذكر اللَّه لنزول القرآن في هذا الشهر هو لتكريم شهر رمضان وتعظيمه، فأيّ تكريم له في النزول إلى البيت المعمور، من دون أن يكون قد نزل على النبيّ وبلغ الناس؟۶

1.تاريخ قرآن، محمد هادي معرفت: ص ۳۵.

2.پژوهشى درباره آغاز نزول قرآن، جعفر نكونام، صحيفة مبين، العدد ۲۶ ربيع ۱۳۸۰، ص ۵۹.

3.الفرقان: ۳۲ وراجع : البقرة: ۲۲ و ۱۶۴، آل عمران: ۹۳، الأنعام: ۹۹ و ۱۱۴، الإسراء: ۹۵، إبراهيم: ۳۲، الرعد : ۱۷.

4.كاوشى نو در چگونگى نزول قرآن، علي أصغر ناصحيان، علوم ومعارف قرآن: العدد ۵، ص ۴۸ - ۵۰.

5.رسائل المرتضى: ج ۱ ص ۴۰۳؛ التمهيد في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۵۰.

6.كاوشى نو در چگونگى نزول قرآن، على اصغر ناصحيان، علوم معارف قرآن، العدد ۵، ص ۷۰.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
98

تعريضاً :
«وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً».

يمثّل هذا الكلام اعتراضاً على النزول التدريجي للقرآن، أي إن كان محمّداً صلى اللّه عليه و آله نبيّاً فلابدّ أن يكون دينه كاملاً وتامّاً، ولنزلت اُصوله وفروعه وفرائضه وسننه مرّة واحدة، في حين أنّ الأمر ليس كذلك، فهو يعدّ كلاماً لكلّ حادثة، وأجزاء كتابه ليست منظّمة، بل هي أقوال متفرّقة۱. ويتحدّث اللَّه في نهاية الآية عن فائدة النزول التدريجي دون أن يكذّب ادّعاء الكافرين قائلاً:
«كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ‏فُؤَادَكَ».

۲. الآية «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ» والآيات المشابهة التي تتحدّث حسب الظاهر عن النزول الدفعي في شهر رمضان تخبرنا عن الماضي وما نزل من قبل، ولا شكّ في أنّ هذه الآيات نفسها جزء من القرآن؛ وعلى هذا لا يمكن القول: إنّ القرآن كلّه نزل في ليلة القدر. وهذه الآيات لا يمكن أن تخبر عن نفسها أيضاً إلّا إذا كانت قد نزلت هي ذاتها في ليلة القدر وكانت في صيغة المضارع مثل: «الذي ينزل» أو «إنّا ننزله» لا الماضي، في حين أنّ الأمر ليس كذلك. والنتيجة: أنّ المراد من النزول في ليلة القدر هي بداية النزول، لا النزول الدفعي للقرآن.۲

۳. الآيات التي تتحدّث عن نزول القرآن في ليلة القدر وتمسّك بها الفريق الأوّل لا تدلّ على النزول الدفعي؛ لأنّ قسماً من القرآن لم يكن قد نزل في وقت نزول هذه الآيات؛ ولذلك فإنّه لم يكن يتبادر من كلمة «القرآن» سوى قسم منه حسب الفهم العرفي. واستخدم اللَّه سبحانه أيضاً لفظ «القرآن» بمعنى القسم المنزل منه حسب الفهم العرفي للمخاطبين في عهد النزول، لا كلّه، وبذلك فإن المراد من القرآن هو قسم منه، والمراد من «نزول القرآن» في الآيات المذكورة بداية نزول القرآن لا

1.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۵ ص ۲۰۹ - ۲۱۰.

2.تاريخ قرآن، محمد هادي معرفت: ص ۳۸.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27590
صفحه از 616
پرینت  ارسال به