من سورة القيامة: «لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُوَ قُرْءَانَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ».
ويدلّ ظاهر هذه الآيات على أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله كان عالماً من قبل بما كان يوحى إليه، وأنّه كان يسبق الوحي في قراءة الآيات، وأنّ اللَّه تعالى منعه من ذلك.۱
۲. النزول التدريجي
طبقاً لهذا الرأي فإنّ نزول القرآن الكريم بدأ في ليلة القدر من السنة الاُولى للبعثة واستمرّ عشرين أو ۲۳ سنة تدريجياً حتّى اكتمل، ولم يكن للقرآن الكريم نزول دفعي، و أنّ الاعتقاد بوجود مثل هذا النزول غير معقول۲. ويرى هذا الرأي عامر الشعبي۳ وابن اسحاق۴ والشيخ المفيد۵ وعدد من الباحثين القرآنيين المعاصرين.۶
الأدلّة والشواهد
أهمّ الأدلّة والشواهد على رأي النزول التدريجي ورفض الرأي الأوّل هي:
۱. تصريح القرآن الكريم نفسه بتدريجية نزوله.
أ - تبيّن الآية ۱۰۶ من سورة الإسراء أنّ هذا الكتاب ينزل قسماً قسماً كي يقرأه النبي على الناس بهدوء:
«وَ قُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُعَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَ نَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً».
ب - ينقل القرآن في الآية ۳۲ من سورة الفرقان كلام الكافرين الذين قالوا
1.الميزان في تفسير القرآن: ج ۲ ص ۱۸.
2.تاريخ قرآن، محمد هادي معرفت: ص ۳۵ و ۳۶.
3.راجع: الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۴۰.
4.راجع: مجمع البيان: ج ۲ ص ۴۹۷؛ سيرة ابن اسحاق: ص ۱۳۰.
5.راجع: بحار الأنوار: ج ۱۸ ص ۲۵۱.
6.راجع: تاريخ قرآن، محمد هادي معرفت: ص ۳۵ و ۳۶.