93
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

د - الأدلّة والشواهد العقلية

۱. حدثت بعثةُ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله - استناداً إلى الرأي المشهور عند الإمامية۱ وبعض روايات أهل السنة۲ - في ۲۷ رجب‏۳ . هذا من جهة ، ومن جهة اُخري يتّفق المفسّرون والمتخصّصون من الفريقين على تزامن البعثة مع بداية النزول‏۴ ؛ وبناء على ذلك فنزول القرآن في شهر رمضان - والذي تشير إليه الآيات والروايات - هو النزول الدفعي للقرآن كلّه ، لا بداية النزول التدريجي ؛ لأنّ النزول التدريجي بدأ من شهر رجب .

۲. جاء في الآيات التي تحدّثت عن نزول القرآن في شهر رمضان التعبير ب «الإنزال»، وهو يدلّ على النزول الدفعي.

غير أنّ بعض الباحثين القرآنيين مثل الراغب الإصفهاني (ت ۴۲۵ق) قالوا بأنّ التنزيل من باب التفعيل، ويدلّ في الغالب على النزول التدريجي، وأمّا «الإنزال» من باب الإفعال فهو أعمّ منه، ويدلّ على هذا المعنى، وكذلك على النزول الدفعي‏۵. ويتّفق الفخر الرازي (ت ۶۰۶ ق) أيضًا معه علي هذا الرأي، إلّا أنه اعتبر هذا الاستعمال دائميًا، لا غالبياً۶. ويصرّح الراغب بأنّ تعبير «الإنزال» لا «التنزيل» هو ما جاء في الآيات: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَرَكَةٍ»۷، و«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ

1.راجع: الكافي: ج ۴ ص ۱۴۹؛ مرآة العقول: ج ۱۶ ص ۳۶۵؛ بحار الأنوار: ج ۱۸ ص ۱۹۰.

2.الدّر المنثور: ج ۳ ص ۲۳۵؛ كنز العمّال: ج ۱۲ ص ۳۱۲ ح ۳۵۱۶۹.

3.عن إثبات هذا القول راجع : " پژوهشى در باره آغاز نزول قرآن" جعفر نكونام ، صحيفة مبين : العدد ؛ ۲۶ ، ص ۵۱ - ۵۲ .

4.راجع: الميزان في تفسير القرآن: ح ۲ ص ۱۶؛ الدّر المنثور: ج ۶ ص ۳۶۸، تفسير الطبري: ج ۳۰ ص ۳۱۸ - ۳۱۹؛ تفسير السمرقندي: ج ۳ ص ۴۹۳؛ تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۳؛ السيرة النبوية لابن هشام: ج ۱ ص ۱۵۷؛ المناقب لابن شهرآشوب: ج ۱ ص ۷۳.

5.مفردات ألفاظ القرآن: ص ۷۹۹ - ۸۰۰.

6.تفسير الفخر الرازي: ج ۲ ص ۱۱۶و ج ۵ ص ۹۵.

7.الدخان، الآية ۳.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
92

۳ . الرواية الواردة في ذيل الآية الاُولى من سورة القدر والتي تؤكّد أنّ القرآن نزل في ليلة القدر:
صَدَقَ اللَّهُ عزّ و جلّ ، أنزَلَ اللَّهُ القُرآنَ في لَيلَةِ القَدرِ .۱

ويجدر القول بأنّه نظراً إلى كون نزول القرآن بنحوٍ تدريجي في غير ليلة القدر أمراً مسلّماً، يتّضح أنّ المراد من الروايات المذكورة - التي لم تتحدّث إلّا عن نزول واحد وفي ليلة القدر من شهر رمضان، بل إنّ البعض منها ينفي النزول في غير هذا الشهر - هو النزول الدفعي، بمعنى أنّ الروايات المذكورة تخبرنا عن نزول آخر غير النزول التدريجي.

ج - روايات أهل السنّة

تؤيّد روايات أهل السنّة الرأي القائل بالنزول الدفعي، ولها مضمون قريب للغاية من روايات أهل البيت عليهم السلام . ويعتبر بعضها القرآن ذا نزول دفعي في شهر رمضان كالكتب السماوية الاُخرى ، مثل رواية : جابر بن عبد اللَّه الأنصاري‏۲ ورواية واثلة بن الأسقع .۳

ويؤكّد عدد آخر أنّ القرآن نزل مرّتين: إحداهما دفعية في شهر رمضان، والاُخرى طول رسالة النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، مثل الرواية التي يتّصل سندها بابن عبّاس‏۴، والرواية التي تصف نزول القرآن إلى بيت العزّة أولاً ثمّ على النبيّ صلى اللّه عليه و آله بمناسبات مختلفة للإجابة عن أسئلة الناس:
نَزَلَ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً فى شَهرِ رَمَضانَ فى لَيلَةِ القَدرِ فَجُعِلَ فى بَيتِ العِزَّةِ ثمّ اُنزِلَ عَلى النَّبِىّ صلى اللّه عليه و آله فى عِشرينَ سَنَةً جَوابَ كَلامِ النّاسِ .۵

1.راجع: ص ۸۵ ح ۱۱۳.

2.راجع: الدّر المنثور: ج ۱ ص ۱۸۹.

3.راجع: الدّر المنثور: ج ۱ ص ۱۸۹.

4.الدّر المنثور: ج ۱ ص ۱۸۹.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27780
صفحه از 616
پرینت  ارسال به