91
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

ومن الواضح أن ضمير الهاء في نهاية الكلمة «أنزلناه» يعود إلى «الكتاب المبين»: القرآن، وهو يعني نزوله في ليلة واحدة. وفضلاً عن ذلك فقد أقسم اللَّه ب «الكتاب المبين» وهذا يدلّ على أن المراد كل القرآن، وأنّه بأجمعه نزل قبل ذلك؛ لأنّ القسم بقسم منه خلاف للعرف الغالب والظاهر.۱

ب - روايات أهل البيت عليهم السلام

دلّت الروايات الشريفة على نزول القرآن بشكل دفعي أيضاً إضافة إلى نزوله التدريجي، ومن هذه الروايات :

۱ . رواية تصرح بأنّ القرآن نزل مرّة كاملاً في شهر رمضان إلى البيت المعمور ونزل تدريجياً خلال مدة عشرين سنة على النبي صلى اللّه عليه و آله وأنّ القرآن كغيره من الكتب السماويّة نزل دفعياً :
نَزَلَ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً في شَهرِ رَمَضانَ إلَى البَيتِ المَعمورِ ، ثُمَّ نَزَلَ في طولِ عِشرينَ سَنَةً.
ثُمَّ قالَ : قالَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله : نَزَلَت صُحُفُ إبراهيمَ في أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، واُنزِلَتِ التَّوراةُ لِسِتٍّ مَضَينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، واُنزِلَ الإِنجيلُ لِثَلاثَ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن شَهرِ رَمَضانَ ، واُنزِلَ الزَّبورُ لِثَمانِ عَشرَةَ خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، واُنزِلَ القُرآنُ في ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ .۲

۲ . رواية بشأن الآية: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَرَكَةٍ» حيث إنّ المقصود من «الليلة المباركة» ليلة القدر من شهر رمضان، وتبيّن أنّ القرآن لم ينزل إلّا في ليلة القدر:
لَيلَةُ القَدرِ وهِيَ في كُلِّ سَنَةٍ في شَهرِ رَمَضانَ فِي العَشرِ الأَواخِرِ ، فَلَم يُنزَلِ القُرآنُ إلّا في لَيلَةِ القَدرِ .۳

1.تفسير الطبري: ج ۲ ص ۱۹۶ - ۱۹۸؛ التسهيل: ج ۴ ص ۳۴.

2.راجع: ص ۸۷ ح ۱۱۹.

3.راجع: ص ۸۵ ح ۱۱۴.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
90

البلاغي‏۱ والعلّامة الطباطبائي‏۲ وكثير من علماء أهل السنّة.۳

وجاء مؤيّد وهذا الرأي بأدلّة وشواهد لإثبات النزول الدفعي، وأهمّها:

أ - الآيات القرآنية

نزل القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان بصريح الآية ۱۸۵ من سورة البقرة ، والآية الاُولى‏ من سورة القدر والآيتين الثانيّة والثالثة من سورة الدخان . ولأنّ النزول التدريجي للقرآن في الليالي والأيّام الاُخرى، يمثّل حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها، فالمراد من النزول المذكور في هذه الآيات لابدّ أن يكون غير النزول التدريجي. كما يدلّ ظاهر الآيات المذكورة على نزول كلّ القرآن، لا قسم منه، وهذه الآيات هي:

۱. الآية ۱۸۵ من سورة البقرة التي تصرّح بأنّ القرآن نزل في هذا الشهر:
«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ».

والشاهد الآخر على هذا الادعاء إضافة إلى ما ذكرناه: أن هدف الآية هو ذكر خصوصية واعتبار وتكريم لشهر رمضان؛ ولذلك يجب أن يكون المراد نزول كلّ القرآن (الدفعي)؛ لأنّ النزول التدريجي لآيات القرآن وسوره حدث في الكثير من الشهور الاُخرى ولا يثبت أيّ خصوصية لشهر رمضان كي يكرَّم.

۲. الآية الاُولى من سورة القدر التي تصرح بنزول القرآن في ليلة القدر:
«إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ».

۳. الآيتان الثانية والثالثة من سورة الدخان اللتان تبينان نزوله في ليلة مباركة من خلال القسم بالكتاب المبين (القرآن):
«وَ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ».

1.آلاء الرحمن في تفسير القرآن: ج ۱ ص ۱۶۰.

2.الميزان في تفسير القرآن: ج ۲ ص ۱۵ - ۱۸.

3.راجع: البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۲۸؛ الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۱۷ - ۱۲۳؛ روح المعاني: ج ۳۰ ص ۱۸۹.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27792
صفحه از 616
پرینت  ارسال به