89
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

بحث في النزول الدفعي والتدريجي للقرآن الكريم ۱

النزول مصدر من مادّة «ن ز ل» بمعنى هبوط الشي‏ء (المادّي أو المعنوي) الذي تكون رتبته الحقيقية عالية۲. والمراد من «نزول القرآن» اصطلاحاً نزوله من جانب اللَّه تعالى على رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، وهذا الموضوع من المواضيع الرئيسة في علوم القرآن، وله بحوث واسعة النطاق في هذا الفرع العلمي.

وكيفيّة نزول القرآن من المسائل المهمّة التي وقع البحث فيها. ولا اختلاف في أنّه نزل على النبيّ صلى اللّه عليه و آله تدريجياً وفي أوضاع ومناسبات مختلفة، إلّا أن هنالك اختلافاً بين الباحثين القرآنيين في نزوله دفعة واحدة. وقد قُدّمت في هذا المجال آراء عديدة أهمّها الرأيان التاليان:

۱. النزول التدريجي والنزول الدفعي‏

للقرآن نزولان: أحدهما «تدريجي» بدأ في ۲۷ رجب واستمرّ طيلة الرسالة حتّى بلغ الكمال‏۳، والآخر «دفعي» نزل فيه على النبيّ صلى اللّه عليه و آله في ليلة القدر من شهر رمضان في السنة الاُولى من البعثة دفعة واحدة. و ممّن يري هذا الرأي الشيخ الصدوق‏۴ والفيض الكاشاني‏۵ والعلامة المجلسي‏۶ وأبو عبداللَّه الزنجاني‏۷ومحمد جواد

1.كتب هذا البحث السيّد الفاضل إبراهيم أحمديان.

2.التحقيق في كلمات القرآن الكريم: ج ۱۲ ص ۷۸؛ مفردات ألفاظ القرآن: ص ۷۹۹.

3.بحار الأنوار: ج ۱۸ ص ۲۵۳.

4.راجع: بحار الأنوار: ج ۱۸ ص ۲۵۰ - ۲۵۱.

5.راجع: تفسير الصافي: ج ۱ ص ۶۴.

6.راجع: بحار الأنوار ج ۱۸ ص ۲۵۳ - ۲۵۴.

7.راجع: تاريخ القرآن للزنجاني: ص ۳۸ - ۳۹.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
88

« وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَ حِدَةً كَذَ لِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَ رَتَّلْنَهُ تَرْتِيلاً ».۱

الحديث‏

۱۲۰. الإمام الباقر عليه السلام : لَيسَ أحَدٌ أرفَقَ مِنَ اللَّهِ عزّ و جلّ ، فَمِن رِفقِهِ تَبارَكَ وتَعالى‏ أنَّهُ نَقَلَهُم مِن خَصلَةٍ إلى‏ خَصلَةٍ ، ولَو حَمَلَ عَلَيهِم جُملَةً لَهَلَكوا.۲

۱۲۱. الكافي عن بعض أصحابنا مُرسَلاً : إنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ إذا أرادَ أن يَفتَرِضَ فَريضَةً أنزَلَها شَيئاً بَعدَ شَي‏ءٍ حَتّى‏ يُوَطِّنَ النّاسُ أنفُسَهُم عَلَيها ، ويَسكُنوا إلى‏ أمرِ اللَّهِ عزّ و جلّ ونَهيِهِ فيها ، وكانَ ذلِكَ مِن فِعلِ اللَّهِ عزّ و جلّ عَلى‏ وَجهِ التَّدبيرِ فيهِم أصوَبَ وأقرَبَ لَهُم إلَى الأَخذِ بِها وأقَلَّ لِنِفارِهِم مِنها۳.۴

۱۲۲. سنن الترمذي : عن عمر أنّه قال : اللَّهُمَّ بَيِّن لَنا فِي الخَمرِ بَيانَ شِفاءٍ ؛ فَنَزَلَتِ الَّتي فِي البَقَرَةِ : « يَسَْلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ... » الآية ، فَدُعِيَ عُمَرُ ، فَقُرِئَت عَلَيهِ ، فَقالَ : اللَّهُمَّ بَيِّن لَنا فِي الخَمرِ بَيانَ شِفاءٍ ، فَنَزَلَتِ الَّتي فِي النِّساءِ : « يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ الصَّلَوةَ وَأَنتُمْ سُكَرَى‏ » ، فَدُعِيَ عُمَرُ ، فَقُرِئَت عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : اللَّهُمَّ بَيِّن لَنا فِي الخَمرِ بَيانَ شِفاءٍ ، فَنَزَلَتِ الَّتي فِي المائِدَةِ : « إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَ وَةَ وَالْبَغْضَآءَ فِى الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ » إلى قوله : « فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ » ، فَدُعِيَ عُمَرُ ، فَقُرِئَت عَلَيهِ ، فَقالَ : اِنتَهَينا ، اِنتَهَينا .۵

1.الفرقان : ۳۲.

2.الكافي : ج ۶ ص ۳۹۵ ح ۳ ، تهذيب الأحكام : ج ۹ ص ۱۰۲ ح ۴۴۳ كلاهما عن زرارة.

3.هذه الرواية هي حول النزول التدريجي لحرمة الخمر ، علماً إنّها لم تسند إلى الإمام عليه السلام .

4.الكافي : ج ۶ ص ۴۰۷ ح ۲ ، فقه القرآن للراوندي : ج ۲ ص ۲۸۳ عن عليّ بن يقطين عن الإمام الكاظم عليه السلام ، وسائل الشيعة : ج ۲۵ ص ۳۰۲ ح ۳۱۹۵۹ .

5.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۲۵۳ ح ۳۰۴۹ ، سنن النسائي : ج ۸ ص ۲۸۲ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۳۰۵ ح ۳۱۰۱ ، السنن الكبرى : ج ۸ ص ۴۹۵ ح ۱۷۳۲۴ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27240
صفحه از 616
پرینت  ارسال به