81
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

والموصوف‏۱ والمضاف إليه‏۲ والجمع‏۳أكثر من ۲۵۰ مرّة في القرآن، وأكثر من ذلك في الروايات، حيث لها الحصّة الأكبر من الاستخدام بعد كلمة «القرآن» للإشارة إلى القرآن. كما جاءت في الكثير من الروايات مقترنة بلام التعريف، مثل هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام :
كُلُّ شَى‏ءٍ مَردودٌ إلَى الكِتابِ وَ السُّنَةِ .۴

أو مضافة إلى كلمة «اللَّه» المباركة، مثل حديث الثقلين الشهير:
إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَقَلَينِ: كِتابَ اللَّهِ و عِترَتي أهلَ بَيتي .۵

وقد ذكر الكثير من المفسّرين «الكتاب» في عداد الأسماء الرئيسة للقرآن الكريم‏۶، ولكن كلّما استخدمت هذه الكلمة في القرآن أو الحديث للإشارة إلى القرآن، فإنّها تأتي مع قرينةٍ مقالية أو مقامية؛ ولذلك فإنّ المراد من «الكتاب» في عدد من الآيات ليس القرآن، بل بقية الكتب السماوية أو معانٍ اُخرى‏۷، مثل الآية التالية التي يتحدّث فيها المسيح عليه السلام عن الكتاب (الإنجيل) الذي أنزله اللَّه عليه:
«قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِىَ الْكِتَابَ».۸

۴. الذكر

هذه الكلمة مصدر من مادة «ذ ك ر» و وردت في قواميس اللغة بمعان مختلفة مثل الذكر (القلبي، أو اللساني)، والشرف والعزّة۹، لكنّ المعنى الرئيس لمادّة «ذ ك ر» هو

1.كنموذج، النمل: ۱، فصلت: ۴۱.

2.كنموذج، آل عمران: ۶۴.

3.سبأ: ۴۴، البينة: ۳.

4.راجع: ص ۳۷ ح ۱۹.

5.راجع: ص ۳۷ ح ۱۶.

6.تفسير الطبري: ج ۱ الجزء۱ ص ۴۲، التبيان في تفسير القرآن، ج ۱ ص ۱۷؛ تفسير الفخر الرازي: ج ۲ ص ۱۶.

7.راجع: معالم المدرستين: ج ۲ ص ۱۳ - ۱۴.

8.مريم: ۳۰.

9.العين: ج ۵ ص ۳۴۶؛ مفردات ألفاظ القرآن: ص ۳۲۸؛ القاموس المحيط والقابوس الوسيط: ج ۲ ص ۱۰۷۱ - ۱۰۷۲ مادة "ذكر".


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
80

۳. الكتاب‏

الكتاب: مصدر بمعنى اسم المفعول، من مادة «ك ت ب». وفسّر علماء اللغة القدامى هذه المادة بالضم والجمع بين شيئين أو عدة أشياء، والكتابة، والإيجاب، والخياطة۱وغيرها، إلا أنّ بعض علماء اللغة المعاصرين يرون أنّ المعنى الأصلي لهذه الكلمة هو التقرير والتثبيت الخارجي للشي‏ء المقصود، غير أنّه لم يكتسب الصورة الخارجية بعد، نعم قد يحدث التقرير والتثبيت بالجمع أحياناً وبالكتابة، والإيجاب وما إلى ذلك ثالثة. وهكذا فإنّ المعاني المذكورة كلّها مصاديق لمعنى واحد۲، و الكتاب إنّما سمي بهذا الاسم لأنّه يسجّل ويجمع بين دفّتيه المعاني والكلمات والمقاصد غير المكتوبة.

وقال بعض الباحثين القرآنيين في سبب تسمية القرآن ب«الكتاب»: إنّ القرآن الكريم يجمع بشكل خاصّ وبليغ أنواع الآيات والأحكام والقصص والأخبار والعلوم، وما يناسب المعنى اللغوي ل «الكتاب» هو(الجمع)، وهذه الكلمة تلتقي من حيث المعنى مع كلمة «القرآن» التي تتضمّن هي أيضاً معنى «الجمع» إلّا أنّ كلمة القرآن تشير إلى شمولية الوحي المحمّدي بالنسبة لكتب الأنبياء السابقين أو العلوم، وكلمة «الكتاب» إلى شمولية الكتاب الإلهي للآيات والأحكام والقصص والأخبار والعلوم.۳

ورد لفظ «الكتاب» بأشكال مختلفة مثل: المعرّف بالألف واللام‏۴ والنكرة۵

1.ترتيب كتاب العين: ص ۶۹۹؛ مفردات ألفاظ القرآن: ص ۶۹۹؛ لسان العرب: ج ۱ ص ۶۹۸، مجمع البحرين: ج ۳ ص ۱۵۴۹ مادة «كتب».

2.راجع: التحقيق في كلمات القرآن الكريم: ج ۱ ص ۲۱ مادة "كتب".

3."اسامى و عناوين قرآن كريم" السيد محمد باقر حجتي، ميراث جاودان: السنة ۳، العددان ۳ و ۴، ص ۲۴.

4.كنموذج، البقرة : ۲.

5.كنموذج ، النساء : ۱۵۳.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27504
صفحه از 616
پرینت  ارسال به