79
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

و تجدر الإشارة إلي أنّه لا منافاة بين الوجوه الثلاثة المذكورة؛ وبناء على ذلك يمكن أن تؤخذ هذه الوجوه بنظر الاعتبار في هذه التسمية.

وقد ذكر القرآن الكريم «الفرقان» في سبع آيات‏۱ لا يراد منها القرآن إلا في آيتين‏۲، واستخدم اسم «الفرقان» للقرآن في الكثير من الروايات، خاصة عندما يذكر القرآن إلى جانب الكتب السماوية الأخرى.۳

واعتبر الكثير من المفسرين مثل الطبري‏۴ والفخر الرازي‏۵ وأبي الفتوح الرازي‏۶ والشيخ الطوسي‏۷ الفرقان من أسماء القرآن الرئيسة، ولكنّ هذه الكلمة لا تمثّل الاسم الخاصّ به؛ وعدّها بعض علماء اللغة بمعنى مطلق «كلام اللَّه»۸، واعتبرها بعضٌ آخر بمعنى كلّ شي‏ء۹ أو كلّ كتاب سماوي‏۱۰ يفرق بين الحقّ والباطل؛ ولذلك فإنّها تستخدم للكتب السماوية الأخرى أيضاً، وعلى سبيل المثال فقد اُطلقت في آيتين من هذه الآيات نفسها على التوراة: الكتاب السماوي للنبيّ موسى عليه السلام : الاُولى هي الآية ۵۳ من سورة البقرة: «وَ إِذْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَ الْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»، والاُخرى هي الآية ۴۸ من سورة الأنبياء: «وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى‏ وَ هَرُونَ الْفُرْقَانَ».

1.البقرة : ۵۳ و ۱۸۵، آل عمران: ۴، الأنفال: ۴۱ و ۲۹، الأنبياء: ۴۸، الفرقان: ۱.

2.آل عمران : ۴ ؛ الفرقان : ۱.

3.كنموذج، راجع : الخصال: ص ۴۵۷ ح ۱؛ علل الشرائع: ص‏۱۶۱ ح ۳؛ كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۴ ص ۱۷۷ ح ۵۴۰۳؛ مسند ابن حنبل: ج ۳ ص ۲۷۶ ح ۸۶۹۰ و ص ۳۸۸ ح ۹۳۵۶؛ سنن الترمذي: ج ۵ ص ۱۵۵ ح ۲۸۷۵.

4.تفسير الطبري، ج ۱ الجزء ۱ ص ۴۲.

5.تفسير الفخر الرازي: ج ۲ ص ۱۶.

6.روض الجنان: ج ۱ ص ۸.

7.التبيان في تفسير القرآن: ج ۱ ص ۱۷.

8.مفردات ألفاظ القرآن: ج ۲ ص ۶۳۴ مادة "فرق".

9.مجمع البحرين: ج ۳ ص ۱۳۸۷؛ تاج العروس: ج ۱۳ ص ۳۹۶ مادة "فرق".

10.ترتيب كتاب العين: ص ۶۲۵؛ تفسير البيضاوي: ج ۳ ص ۲۱۵؛ البحر المحيط: ج ۲ ص ۳۹۴ مادة "فرق".


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
78

۲. الفرقان‏

الفرقان: مصدر بمعنى اسم الفاعل، من مادة «ف ر ق» التي تعني الفصل والتفريق بين شيئين‏۱. وقد سمّي القرآن ب«الفرقان» لأنه يفرق بين الحق والباطل‏۲. وكلمة «الفرقان» أبلغ من «الفرق» في الإشارة إلى خصوصية القرآن هذه؛ لأنها تستخدم للتفريق بين الحقّ والباطل.۳
يقول الشيخ الصدوق رحمه اللّه:
وَالفُرقانُ هُوَ القُرآنُ و إنَّما سَمَّاهُ فُرقاناً لأنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ فَرَّقَ بِه بَينَ الْحَقِّ وَ الباطِلِ .۴

وفي حديث قدسي يخاطب اللَّه تعالي فيه موسى عليه السلام :
وَلَأَنزِلَنَّ عَلَيهِ قُرآناً فُرقاناً شِفاءً لِما فِى الصُّدورِ مِن نَفْثِ الشَّيطانِ .۵

إلا أن وجهين آخرين ذكرا في الحديثين اللذين جاءا في النص لبيان هذا الاسم:

الوجه الأول:

سمي القرآن ب«الفرقان» لأنّ آياته وسوره نزلت متفرّقة خلافاً للكتب السماوية الاُخرى التي نزلت دفعة واحدة.۶

الوجه الثاني:

المراد من القرآن: كلّ كتاب اللَّه دفعة سواء المحكم والمتشابه، والمقصود من الفرقان: الآيات المحكمة التي يجب العمل بها.۷

1.مفردات ألفاظ القرآن: ص ۶۳۳؛ لسان العرب: ج ۱۰ ص ۲۹۹ - ۳۰۰، ترتيب كتاب العين: ص ۶۲۵ مادة "فرق".

2.تفسير الفخر الرازي: ج ۲ ص ۱۶، تفسير البيضاوي: ج ۳ ص‏۲۱۵؛ روض الجنان: ج ۱ ص ۱۰ .

3.مفردات ألفاظ القرآن: ص ۶۳۳ مادة "فرق".

4.التوحيد: ص ۲۱۷.

5.الكافي: ج ۸ ص ۴۴ ح ۸ .

6.راجع: ص ۳۳ ح ۷.

7.راجع: ص ۳۳ ح ۸.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27606
صفحه از 616
پرینت  ارسال به