77
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

ويتفق معظم علماء الفريقين على أنّ «القرآن» كلمة عربية مشتقّة مهموزة من مادة «ق رأ»، ومصدر بمعنى الوصف‏۱، حيث تحولت إلى اسم للكتاب السماوي للنبيّ محمد صلى اللّه عليه و آله على نمط «العَلَم المنقول»، إلا أنّهم يختلفون في معنى «القرآن»، فالبعض يعتبر القرآن من «قرأ» بمعنى التلاوة۲، ويعتبره بعض آخر من هذه المادة نفسها بمعنى الجمع؛ أي إن الحروف والآيات والسور جُمعت كلّها في القرآن. وقد نقل ابن عطية الأندلسي‏۳ و أبو الفتوح الرازي ۴ وفخر الدين الرازي‏۵الرأيين وأسماء أصحابهما وأدلّتهم.

وأكّد بعض الباحثين القرآنين بعد دراسة الأسماء والأوصاف الاُخرى عدم وجود اسم آخر لكتاب المسلمين سوى القرآن‏۶؛ لأنّ الاسماء الاُخرى هي في الحقيقة أوصاف له‏۷. وهنالك شواهد تؤيّد هذا الرأي، منها: أنّ هذه الكلمة هي المستخدمة غالباً في آيات القرآن الكريم للإشارة إلى الوحي، كما استخدمت هذه الكلمة نفسها في غالب الروايات للإشارة إلى القرآن، فمثلاً يصرّح الإمام زين العابدين عليه السلام في دعاء له عند وصف الرسول صلى اللّه عليه و آله بأنّ اللَّه سمى كتابه «القرآن»:
وَ خَصَصتَهُ بِالكِتابِ المُنزَلِ عَلَيهِ وَالسَّبعِ المَثانى المُوحاةِ إلَيهِ وَ أسمَيتَهُ القُرآنَ وَ أكنَيتَهُ الفُرقانَ العَظيمَ .۸

1.كنموذج، راجع: تفسير الطبري، ج ۱ ص ۶۴؛ "اسامي وعناوين قرآن كريم"، سيد محمّد باقر حجتي، ميراث جاودان: السنة ۴، العدد ۱، ص ۱۹.

2.تفسير الطبري: ج ۱ الجزء ۱ ص ۶۴، تفسير الثعالبي: ج ۱ ص ۱۵۰ - ۱۵۱.

3.المحرّر الوجيز: ج ۱ ص ۵۶.

4.روض الجنان: ج ۱ ص ۸ .

5.تفسير الفخر الرازي: ج ۲ ص ۲۱۳؛ البيان في تفسير القرآن: ج ۱ ص ۱۷ - ۱۸.

6.كنموذج ، راجع : "تحليلى، در باره اسامى و عناوين قرآن كريم" سيد محمد باقر حجتى، سخنرانى‏ها و مقالات: مجموعة ۱، ص ۱۶۷.

7.التسهيل لعلوم التنزيل: ج ۱ ص ۷.

8.راجع: ج ۲ ص ۷۱ ح ۸۹۲ و أيضاً: الاقبال: ج ۱ ص ۴۹۰.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
76

الأسماء الأربعة.۱

ولم يأخذ الآلوسي (ت‏۱۲۷۰ق) إلّا بالاسمين «القرآن» و«الفرقان»، ويؤكّد أنّ الأسماء الاُخرى تعود في الحقيقة إليهما.۲

ويصرّح محمّد بن عبد الرحيم النهاوندي (ت‏۱۳۳۰ق) أنّ الأسماء الاُخرى هي صفات وألقاب على ما يبدو، سوى «القرآن»۳ فهو اسم.

كما أنّ الزرقاني (ت ۱۳۶۷ق) يرى أنّ للقرآن خمسة أسماء۴ وليس له اسم آخر.

ويعتبر بعض الباحثين المعاصرين الأسماء الاُخرى صفات، سوى «القرآن».۵

وسنذكر الآن الأسماء التي تتّفق عليها معظم المصادر التفسيرية والقرآنية، ونشرحها باختصار، ثمّ نقدّم قائمةً بالصفات.

وكما مرّ، فإن معظم الباحثين القرآنيين ذكروا له أربعة اسماء أو خمسة:

۱. القرآن‏

«القرآن» هو أشهر أسماء الكتاب السماوي للنبيّ محمّد صلى اللّه عليه و آله ، بل هو اسمه الأصلي. وقد جاءت هذه الكلمة سبعين مرّة في القرآن، إلاّ أن أربعاً منها جاءت بمعنى آخر غير القرآن الكريم، وذلك في الآيتين ۱۷ و۱۸ من سورة القيامة، ومرّتين في الآية ۷۸ من سورة الإسراء. وهنالك اختلاف كبير بشأن مادّة «القرآن» ومعناه، فمن جملة ذلك: هل هذه الكلمة مشتقّة أم جامدة وهل هي مصدر أم وصف؟ وما إلى ذلك.۶

1.التبيان في تفسير القرآن: ج ۱ ص ۱۸؛ مجمع البيان: ج ۱ ص ۸۲؛ المحرر الوجيز: ج ۱ ص ۵۶.

2.تفسير الآلوسي: ج ۱ ص ۹.

3.نفحات الرحمن: ج ۱ ص ۵۹ - ۶۰.

4.مناهل العرفان: ج ۱ ص ۷ - ۸.

5.كنموذج ، راجع: "اسامي وعناوين قرآن كريم" سيد محمّد باقر حجتي، ميراث جاودان، السنة ۴، العدد ۱، ص ۱۹.

6.للاطّلاع على تفصيل وجهات نظرهم وأدلتهم راجع: البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۷۷و ۲۷۸؛ علوم القرآن عند المفسرين: ج ۱ ص ۴۰ - ۴۱: الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۵۰ - ۵۱.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27495
صفحه از 616
پرینت  ارسال به