75
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

وجدير بالذكر أنّ اسم العَلَم (الاسم الذي يكون مسمّاه معيّناً دائماً من دون وجود أيّ قيد)۱ له في علم النحو تقسيمات عديدة باعتبارات مختلفة، منها:

۱. الاسم والكنية واللقب.

۲. المرتجل والمنقول.

فاللقب: اسم يطلق على المسمّى لمدحه أو ذمه، والكنية: اسم مركّب يطلق على الشخص من باب الاحترام تجنباً لذكر اسمه، ويبدأ دوماً بكلمة «الأب» أو «الأم» أو «الابن» أو «البنت».۲

وقد عرّف النحويّون «الاسم» بقولهم: عَلَم ليس كنيةً ولا لقباً.۳

والعلم «المرتجل»: هو العَلَم الذي ليس له خلفية الاستعمال إلا في العلمية الفعلية، والعلم المنقول: هو الذي استخدم سابقاً لمسمّى آخر ثم استعمل للمسمّى الفعلي وأصبح عَلَماً.

وللمسمّى السابق في العَلَم المنقول أقسام، من جملتها: الصفة مثل «الحارث»، والمصدر مثل «الفضل»، واسم الجنس مثل «الأسد»، والجملة مثل: «تأبّط شراً».۴

ويمكن لكل أقسام الاسم أن تتبدّل إلى علم منقول؛ ولذلك فإنّ ما ذكره الباحثون القرآنيون ك « اسم » للقرآن يمكن أن يكون في الأصل أحد هذه الأقسام ، سوى الكنية.

و ربما لم يذكر الطبري (ت ۳۱۰ق) سوى أربعة أسماء لتفريقه بين الاسم وهذه الأقسام، وهي: «القرآن» و«الكتاب» و«الفرقان» و«الذكر».۵

كما ذكر الشيخ الطوسي (ت ۴۶۰ق) والطبرسي (ت‏۵۴۸ق) خصوص هذه

1.شرح ابن عقيل: ج ۱ ص ۱۱۸.

2.شرح ابن عقيل: ج ۱ ص ۱۱۹.

3.شرح ابن عقيل: ج ۱ ص ۱۱۹.

4.شرح ابن عقيل: ج ۱ ص ۱۲۵.

5.تفسير الطبري: ج ۱ الجزء ۱ ص ۴۱ -۴۲.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
74

أسماء القرآن‏

ذكر العديد من المفسّرين والباحثين القرآنيين كثيراً من الأسماء للقرآن، رغم أنّهم لا يتفقون في عددها، فقد ذكر أبو الفتوح الرازي (ت ۵۵۴ق) نحو ۴۳ اسماً۱، وذكر فخر الدين الرازي (ت ۶۰۶ق) ۳۲ اسماً۲، وذكر القاضي أبو المعالي شيذلة (ت ۴۹۴ق) ۵۵ اسماً، نقلها بدر الدين الزركشي (ت‏۷۹۴ق) والسيوطي (ت‏۹۱۱ق) أيضاً وتحدّثا عن سبب تسمية القرآن بها۳. وقال الزركشي أبو الحسن عليّ بن أحمد الحرالي (ت ۶۳۷ق):

«كان له كتاب في هذا الموضوع، وعدّ للقرآن أكثر من تسعين اسماً».۴

كما ذكر ابن عربي (ت ۶۵۶ق) الكثير من أسماء القرآن.۵

ويرى فريق آخر من الباحثين القرآنيين أنّ القرآن ليس له أكثر من اسم واحد إلى خمسة أسماء، وأنّ ما أضافه الآخرون هو وصف للقرآن لا أسماؤه، مثل كلمة «الكريم» التي اعتبرت من أسماء القرآن استناداً إلى الآية «إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ»۶، فهي وصف لكلمة «القرآن» ولا يمكن اعتبارها «اسماً» و «علماً» للقرآن؛ وكذلك الآية: «وَ هَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ»۷ استند إليها في اعتبار كلمة «مبارك» من اسماء القرآن‏۸. وهكذا فإن عدم التفريق بين الاسم والصفة أدّى إلى أن يذكر الفريق الأوّل عشرات الأسماء للقرآن.۹

1.روض الجنان: ج ۱ ص ۸ .

2.تفسير الفخر الرازي: ج ۲ ص ۱۴ - ۱۸.

3.البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۷۶ - ۲۸۲؛ الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۵۰ -۵۷.

4.البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۷۳.

5.رحمة من الرحمن: ج ۱ ص ۸ و ۱۰.

6.الواقعة، ۷۷.

7.الأنبياء، ۵۰ .

8.التسهيل: ج ۱ ص ۵ .

9.علينا أن نظيف هذه الملاحظة أيضاً وهي أنّ «عدد أسماء القرآن» لم يكن مطروحاً لبعض الباحثين باعتباره مسألة، ولذلك فإنّهم لم يَنبَروا أساساً لتقديم معيار وملاك لها والاستقصاء الكامل لأسماء القرآن.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27246
صفحه از 616
پرینت  ارسال به