الأندروفين. وبما أنّ أهمّ آثار المادّة المذكورة تسكين الآلام وإحداث حالة البهجة والسرور لدى الإنسان، فإنّ بالإمكان اكتشاف القيمة العلاجية للقرآن الذي يؤدّي من الناحية العملية إلى إطلاق مادّة الأندروفين.^۱

النتيجة النهائية

يمكن القول من خلال استنتاج عام: إنّ رسالة القرآن الرئيسة هي علاج الأمراض النفسية والرذائل العقيدية والأخلاقية والسلوكية. ومع ذلك، فقد وصلتنا روايات كثيرة في علاج أمراض الجسم بالقرآن،وبالرغم من أنّ سند بعضها ومضمونه ضعيفان، إلّا أنّ الموضوع نفسه مسلَّم به بسب كثرة الروايات والتجربة العملية أيضاً. وبالطبع يبدو أنّ مستوى تأثير القرآن في العلاج يتناسب مع درجات الإيمان، وإخلاص قارئ القرآن، ويقينه؛ ولذلك فالأشخاص الذين يحتلّون درجات أعلى يحصلون على المزيد من النتائج‏^۲، كما جاء في رواية:
ما قرأتُ الحمدَ عَلى وَجَعٍ سبعينَ مَرّةً إلا سكنَ.^۳

وفي الختام، يجدر بنا التذكير بأنّ استعراض نماذج وأمثلة من نتائج الدراسات والبحوث العلمية، لا يعني أنّنا نؤيّد هذه الدراسات والتجارب والبحوث، وعدم إمكانية تفسيرها، بل لا يعني إلّا التأييد العام والإجمالي للروايات السابقة بهذه النتائج.

كما أنّ تأثير صوت القرآن في التخفيف من آلام الجسم بعد العمليات الجراحية هو من اكتشافات الباحثين أيضاً^۱؛ إذ أدرك فريق من المتخصّصين في أميركا - من خلال تركيب الأجهزة الطبّية على جماجم عدد من المرضى غير المسلمين - أنّ تلاوة القرآن لها تأثير في التخفيف من القلق والضغوط النفسية.^۲

واكتشف البروفسور فإندرهوفن - الهولندي المتخصّص في علم النفس - بعد ثلاث سنوات من الدراسات، التأثير الإيجابي لذكر اسم اللَّه وقراءة القرآن الكريم في صحّة الإنسان‏^۳. واستناداً إلى دراسة اُخرى اُجريت في جامعة علوم الطبّ في مشهد، فإنّ صوت القرآن يؤدّي إلى التقليل من آلام الولادة، وقصر مدّتها، والتقليل من حدّة اضطراباتها، وتنشيط عملية إطلاق البويضات عند النساء العقيمات، وغير ذلك.^۴

ويرى بعضهم - في كيفية تأثير القرآن في علاج الآلام - أنّ الأمراض هي نتيجة لانعدام الانسجام في وجود الإنسان، والقرآن بقدرته الإعجازية يمكنه أن يجلب الصحّة إليه من خلال إعادة الانسجام والنظام إلى الجسم.

وتظهر الدراسات أنّ الهيبوتلاموس باعتباره أهمّ جزء في دماغ الإنسان، يستلم المؤثّرات الصوتية بواسطة الأنظمة العصبية ويستجيب لها إلى جانب الذاكرة والتخيّل. كما أنّ غدّة الهيبوفيز التي تتلّقى الأوامر من الهيبوتلاموس، تستجيب للمؤثّرات الصوتية وتؤدّي إلى إفراز أنزيمات تكون نتيجتها تحرير مادّة مهدّئة باسم