591
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

فاتحة الكتاب شفاء من كلّ داء.۱

واعتبرت هذه السورة نفسها في موضع آخر علاجاً للسمّ‏۲، والصرع‏۳، وكلّ الأمراض، إلّا الموت.۴

واعتبر بعض المفسّرين الشفاء الجسمي بقراءة القرآن وسورة الحمد أمراً مجرّباً وأكيداً.۵

والنموذج الآخر هو الرواية المنقولة عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله في سورة التكاثر، حيث اعتبرت قراءتها عند النوم أماناً من فتنة القبر۶. وفضيلة آية الكرسي معروفة بين الآيات، وقد نقل عن الإمام الرضا عليه السلام أنّ قراءتها عند النوم أمان من الشلل، وتلاوتها بعد الصلاة الواجبة أمان من لسع الهوامّ السامّة.۷

تأمّل في أحاديث العلاج بالقرآن‏

هنالك ملاحظات تستحقّ الذكر في التعامل مع الروايات السابقة، وهي كالتالي:

۱. يرى بعض العلماء أنّ الخواصّ العلاجية للسور والآيات ليست من باب العلّية التامّة، ويعتبرون تأثير القراءة في العلاج متوقّفاً علي اقترانه بالفهم والفكر والعمل والإخلاص.۸

۲. ويرى بعض آخر من العلماء أنّ دور القرآن كالدواء، وهو مؤثّر حتّى إذا لم يقترن بالإيمان والإخلاص، وعلى سبيل المثال، فإنّ عبد الدائم الكحيل توصّل -

1.مجمع البيان: ج ۱ ص ۸۷.

2.كنز العمّال: ج ۱ ضص ۵۵۷.

3.الدرّ المنثور: ج ۱ ص ۵.

4.بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۲۳۷.

5.التبيان في تفسير القرآن: ج ۶ ص ۵۱۳، أطيب البيان: ج ۱ ص ۵۸.

6.الكافي: ج ۲ ص ۵۸۷ و ۶۲۴.

7.راجع: الكافي: ج ۲ ص ۵۸۶ و ۶۲۰.

8.راجع: البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۹۷ النوع ۲۷، تفسير نمونه: ج ۱۲ ص ۲۴۲.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
590

والاُخروية للقرآن.۱

ويمكن تقسيم روايات موضوع البحث إلى عدّة مجاميع:

۱. تضمّنت بعض الأحاديث ، بعض التعابير مثل: «القرآن هو الدواء»۲، و«خير الدواء القرآن»۳، و«دواء دائكم»۴، فاعتبرت القرآن الشافي بنحو مطلق لآللام والأمراض. وتتضمّن هذه الروايات العلاجين: الروحي والجسمي بسبب إطلاقها. وهي مقبولة ومعتبرة بسبب موافقتها للعديد من الآيات التي تعتبر القرآن الكريم شفاء وهدى.۵

۲. وتعتبر روايات اُخرى - من دون ذكر اسم سور وآيات خاصة - قراءة القرآن شفاء لبعض الأمراض الجسمية، مثل: ما قاله النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله جواباً لرجل شكا إليه من الخناق، فأمره بقراءة القرآن:
عليك بقراءة القرآن.۶

كما يفيد قول آخر عنه صلى اللّه عليه و آله :
أنّ قراءة القرآن تزيل البلغم.۷

۳. كما أشار عدد كبير من الروايات - بنحو خاصّ ومحدّد - إلى فضل مجموعة من سور القرآن، مثل: «الحواميم» أو «المسبّحات»۸، أو تناولت سورة وآية معيّنة، وبيّنت في هذا الأطار خواصّ بعض السور. وعلى سبيل المثال: اعتبرت سورة الحمد في إحدى الروايات شفاء لكلّ الأمراض؛ ولذلك سمّيت «سورة الشفاء»:

1.راجع: الذريعة: ج ۲۲ ص ۳۰۶ - ۳۰۸.

2.بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۱۷۶.

3.كنز العمّال: ج ۱۰ ص ۸.

4.نهج البلاغة، الخطبة ۱۵۸ وراجع : بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۲۰۲.

5.يونس: ۵۷، الإسراء: ۸۲ و ۱۰۷ - ۱۰۹؛ فصّلت: ۴۴؛ إبراهيم: ۱.

6.كنز العمّال: ج ۱ ص ۵۴۹؛ وسائل الشيعة: ج ۱۱ ص ۱۳۰.

7.بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۲۰۲.

8.راجع: تفسير نور الثقلين: ج ۴ ص ۵۱۰؛ الكافي: ج ۲ ص ۵۸۴ و ۶۲۰.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27462
صفحه از 616
پرینت  ارسال به