563
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

الْمُتَطَهِّرِينَ » .۱
فَواخَيتُهُ بَعدَ ذلِكَ أربَعينَ سَنَةً حَتّى‏ ماتَ قَبلي. فَرَأَيتُهُ فِي المَنامِ ، فَقُلتُ لَهُ: إلامَ صِرتَ؟ قالَ: إلَى الجَنَّةِ. قُلتُ: بِمَ صِرتَ إلَى الجَنَّةِ؟ قالَ: بِقِراءَتِكَ عَلَيَّ: « وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ».۲

۵ / ۱۹

توبة رجل من المهالبة وجاريته‏

۶۲۰. كتاب التوّابين لابن قدامة عن إسماعيل بن عبد اللَّه الخزاعي: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ المَهالِبَةِ۳ مِنَ البَصرَةِ أيّامَ البَرامِكَةِ في حَوائِجَ لَهُ ، فَلَمّا فَرَغَ مِنهَا انحَدَرَ إلَى البَصرَةِ ومَعَهُ غُلامٌ لَهُ وجارِيَةٌ ، فَلَمّا صارَ في دِجلَةَ إذا بِفَتىً عَلى‏ ساحِلِ دِجلَةَ ، عَلَيهِ جُبَّةُ صوفٍ وبِيَدِهِ عُكّازَةٌ ومِزوَدٌ۴ ، قالَ: فَسَأَلَ المَلّاحَ أن يَحمِلَهُ إلَى البَصرَةِ ويَأخُذَ مِنهُ الكِراءَ ، قالَ: فَأَشرَفَ الشَّيخُ المُهَلَّبِيُّ؛ فَلَمّا رَآهُ رَقَّ لَهُ ، فَقالَ لِلمَلّاحِ: قَرِّب وَاحمِلهُ مَعَكَ عَلَى الظِّلالِ ، فَحَمَلَهُ.
فَلَمّا كانَ في وَقتِ الغَداءِ دَعَا الشَّيخُ بِالسُّفرةَِ، وقالَ لِلمَلّاحِ: قُل لِلفَتى‏ يَنزِل إلَينا ، فَأَبى‏ عَلَيهِ ، فَلَم يَزَل يَطلُبُ إلَيهِ حَتّى‏ نَزَلَ ، فَأَكَلوا حَتّى‏ إذا فَرَغوا ذَهَبَ الفَتى‏ لِيَقومَ ، فَمَنَعَهُ الشَّيخُ حَتّى‏ تَوَضَّؤوا؛ ثُمَّ دَعا بِزُكرَةٍ۵ فيها شَرابٌ ، فَشَرِبَ قَدَحاً ، ثُمَّ سَقَى الجارِيَةَ ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَى الفَتى‏ ، فَأَبى‏ وقالَ : اُحِبُّ أن تُعفِيَني ، قالَ: قَد أعفَيناكَ ، اجلِس مَعَنا ، وسَقَى الجارِيَةَ وقالَ: هاتي ما عِندَكِ .

1.البقرة: ۲۲۲ .

2.كتاب التوّابين لابن قدامة : ص ۲۶۸ الرقم ۱۱۰ .

3.المهالبة : هم ولد المهلّب بن أبي صفرة الأزدي الشاعر الأمير . وهم اُمراء ومحدّثون ( اُنظر: تاج العروس : ج ۲ ص ۴۹۵ « هلب » ) .

4.العكّازَة : عَصاً ذات زُجّ [ أي حديدة في أسفلها] . والمِزوَد : ما يُجعَل فيه الزاد (الصحاح : ج ۳ ص ۸۸۷ «عكز» وج‏۲ ص ۴۸۱ «زود» ) .

5.الزُّكْرة: زق للخمر والخلّ (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۴۰ «زكر»).


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
562

عَلِمَ أنَّهُ خَلفَهُ وأنَّهُ قَد سَقَطَ ، تَجَوَّزَ في القِراءَةِ. فَذَهَبوا إلى‏ اُمِّهِ فَقالوا: أدرِكيهِ . فَجاءَت فَرَشَّت عَلَيهِ ماءً ، فَأَفاقَ. فَقالَت لِفُضَيلٍ: أنتَ قاتِلُ هذَا الغُلامِ عَلِيٍّ . فَمَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ، فَظَنَّ أنَّهُ لَيسَ خَلفَهُ ، فَقَرَأَ « وَ بَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ »۱ فَخَرَّ مَيِّتاً وتَجَوَّزَ أبوهُ فِي القِراءَةِ. واُتِيَت اُمُّهُ فَقيلَ لَها: أدرِكيهِ. فَجاءَت فَرَشَّت عَلَيهِ ماءً فَإِذا هُوَ مَيِّتٌ رَحِمَهُ اللَّهُ.۲

۵ / ۱۸

توبة شيخ بسماع آيات‏

۶۱۹. كتاب التوّابين لابن قدامة عن أبي هاشم المذكّر : أرَدتُ البَصرَةَ فَجِئتُ إلى‏ سَفينَةٍ أكتَريها ، وفيها رَجُلٌ ومَعَهُ جارِيَةٌ ، فَقالَ الرَّجُلُ: لَيسَ هاهُنا مَوضِعٌ. فَسَأَلَتهُ الجارِيَةُ أن يَحمِلَني فَحَمَلَني. فَلَمّا سِرنا دَعَا الرَّجُلُ بِالغَداءِ فَوُضِعَ فَقالَ: أنزِلوا ذلِكَ المِسكينَ لِيَتَغَدّى‏ ، فَاُنزِلتُ عَلى‏ أنّي مِسكينٌ. فَلَمّا تَغَدَّينا قالَ: يا جارِيَةُ! هاتي شَرابَكِ. فَشَرِبَ وأمَرَها أن تَسقِيَني ، فَقُلتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ! إنَّ لِلضَّيفِ حَقّاً ، فَتَرَكَني؛ فَلَمّا دَبَّ فيهِ النَّبيذُ قالَ: يا جارِيَةُ! هاتِي العودَ وهاتِي ما عِندَكِ. فَأَخَذَتِ العودَ وغَنَّت تَقولُ:

وكُنّا كَغُصنَي بانَةٍ لَيسَ واحِدُ...
ثُمَّ التَفَتَ إلَيَّ فَقالَ: أتُحسِنُ مِثلَ هذا؟ فَقُلتُ: اُحسِنُ خَيراً مِنهُ. فَقَرَأتُ: « إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَ إِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَ إِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ »۳ فَجَعَلَ الشَّيخُ يَبكي؛ فَلَمّا انتَهَيتُ إلى‏ قَولِهِ: « وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ »۴ قالَ الشَّيخُ : يا جارِيَةُ اذهَبي! فَأَنتِ حُرَّةٌ لِوَجهِ اللَّهِ تَعالى‏. وألقى‏ ما مَعَهُ مِنَ الشَّرابِ فِي الماءِ وكَسَرَ العودَ ، ثُمَّ دَنا إلَيَّ فَاعتَنَقَني وقالَ: يا أخي! أتَرَى اللَّهَ يَقبَلُ تَوبتي؟ فَقُلتُ: « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّ بِينَ وَيُحِبُّ

1.الزمر : ۴۷ .

2.كتاب التوّابين لابن قدامة : ص ۲۰۹ الرقم ۷۸ .

3.التكوير: ۱ - ۳ .

4.التكوير: ۱۰ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27662
صفحه از 616
پرینت  ارسال به