۵ / ۱۶
توبة فضيل بن عياض
۶۱۷. تهذيب الكمال عن الفضل بن موسى : كانَ الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ شاطِراً۱ يَقطَعُ الطَّريقَ بَينَ أبيوَردَ وسَرخَسَ ، وكانَ سَبَبُ تَوبَتِهِ أنَّهُ عَشِقَ جارِيَةً ، فَبَينا هُوَ يَرتَقِي الجُدرانَ إلَيها إذ سَمِعَ تالِياً يَتلو : « أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ »۲ فَلَمّا سَمِعَها قالَ: بَلى يا رَبِّ ، قَد آنَ ، فَرَجَعَ فَآواهُ اللَّيلُ إلى خَرِبَةٍ ، فَإِذا فيها سابِلَةٌ ، فَقالَ بَعضُهُم: نَرتَحِلُ وقالَ بَعضُهُم: حَتّى نُصبِحَ ، فَإِنَّ فُضَيلاً عَلَى الطَّريقِ يَقطَعُ عَلَينا.
قالَ: فَفَكَّرتُ وقُلتُ: أنَا أسعى بِاللَّيلِ فِي المَعاصي ، وقَومٌ مِنَ المُسلِمينَ هاهُنا يَخافونَني ، وما أرَى اللَّهَ ساقَني إلَيهِم إلّا لِأَرتَدِعَ ، اللَّهُمَّ إنّي قَد تُبتُ إلَيكَ ، وجَعَلتُ تَوبَتي مُجاوَرَةَ البَيتِ الحَرامِ.۳
۵ / ۱۷
توبة عليّ بن فضيل بن عِياض
۶۱۸. كتاب التوّابين لابن قدامة عن يعقوب بن يوسف : كانَ الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ إذا عَلِمَ أنَّ ابنَهُ عَلِيّاً خَلفَهُ - يَعني فِي الصَّلاةِ - مَرَّ ولَم يَقِف ولَم يُخَوِّف؛ وإذا عَلِمَ أنَّهُ لَيسَ خَلفَهُ تَنَوَّقَ۴ فِي القُرآنِ وحَزَّنَ وخَوَّفَ. فَظَنَّ يَوماً أنَّهُ لَيسَ خَلفَهُ فَأَتى عَلى ذِكرِ هذِهِ الآيَةِ: « رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَ كُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ »۵ قالَ: فَخَرَّ عَلِيٌّ مَغشِيّاً عَلَيهِ. فَلَمّا
1.الشّاطِر : من أعيا أهله ومؤدّبه خُبثاً ومكراً ، وهو مأخوذ من شَطَرَ عنهم ؛ إذا نَزَحَ عنهم وتركهم مراغماً أو مخالفاً (تاج العروس : ج ۷ ص ۲۴ «شطر») .
2.الحديد : ۱۶ .
3.تهذيب الكمال : ج ۲۳ ص ۲۸۵ ، تهذيب التهذيب : ج ۴ ص ۴۸۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۸ ص ۴۲۳ ، تاريخ دمشق : ج ۴۸ ص ۳۸۳ ، البداية والنهاية : ج ۱۰ ص ۱۹۸ وراجع: تاريخ دمشق : ج ۴۸ ص ۳۸۲ و ص ۳۸۴ .
4.تنوَّق في الأمر : تأنّق فيه . وتنوَّق في مطعمه وملبسه : تجوّد وبالغ (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۵۰ «نوق») .
5.المؤمنون : ۱۰۶ .