وَاقضِ ذِمامَ القَومِ ، ودَفَعَت إلَيهِ كَبشاً فَذَبَحَهُ وأصلَحَهُ ، وقَرَّبَ إلَينَا الطَّعامَ ، فَجَعَلنا نَأكُلُ ، ونَتَعَجَّبُ مِن صَبرِها.
فَلَمّا فَرَغنا خَرَجَت إلَينا وقالَت: يا قَومُ ، هَل فيكُم مَن يُحسِنُ مِن كِتابِ اللَّهِ شَيئاً فَقُلتُ: نَعَم ، قالَت: فَاقرَأ عَلَيَّ آياتٍ أتَعَزّى بِها عَن وَلَدي ، فَقُلتُ: يَقولُ اللَّهُ عزّ و جلّ : « وَبَشِّرِ الصَّبِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَ جِعُونَ * أُوْلَل-ِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَ تٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ »۱ قالَت: بِاللَّهِ ، إنَّها في كِتابِ اللَّهِ هكَذا؟ قُلتُ: وَاللَّهِ إنَّها لَفي كِتابِ اللَّهِ هكَذا ، فَقالَت: السَّلامُ عَلَيكُم ، ثُمَّ صَفَّت قَدَمَيها وصَلَّت رَكَعاتٍ ، ثُمَّ قالَت: اللَّهُمَّ إنّي قَد فَعَلتُ ما أمَرتَني بِهِ ، فَأَنجِز لي ما وَعَدتَني بِهِ ، ولَو بَقِيَ أحَدٌ لِأَحَدٍ - قالَ: فَقُلتُ في نَفسي تَقولُ: لَبَقِيَ ابني لِحاجَتي إلَيهِ ، فَقالَت - : لَبَقِيَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه و آله لِاُمَّتِهِ.
فَخَرَجتُ وأنَا أقولُ: ما رَأَيتُ أكمَلَ مِنها ولا أجزَلَ ، ذَكَرَت رَبَّها بِأَكمَلِ خِصالِهِ وأجمَلِ خِلالِهِ. ثُمَّ إنَّها لَمّا عَلِمَت أنَّ المَوتَ لا مَدفَعَ لَهُ ، ولا مَحيصَ عَنهُ ، وأنَّ الجَزَعَ لا يُجدي نَفعاً ، وَالبُكاءَ لا يَرُدُّ هالِكاً ، رَجَعَت إلَى الصَّبرِ الجَميلِ ، وَاحتَسَبَتِ ابنَها عِندَ اللَّهِ تَعالى ذَخيرَةً نافِعَةً لِيَومِ الفَقرِ وَالفاقَةِ.۲
۵ / ۱۴
شابّ سمع آية من القرآن وهو قائم يصلّي باللّيل
۶۱۵. المستدرك على الصحيحين عن منصور بن عمار: حَجَجتُ حَجَّةً فَنَزَلتُ سِكَّةً مِن سِكَكِ الكوفَةِ ، فَخَرَجتُ في لَيلَةٍ مُظلِمَةٍ فَإِذا بِصارِخٍ يَصرُخُ في جَوفِ اللَّيلِ وهُوَ يَقولُ : إلهي وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ ما أرَدتُ بِمَعصِيَتي إيّاكَ مُخالَفَتَكَ ، ولَقَد عَصَيتُكَ إذ عَصَيتُكَ وما أنَا بِذلِكَ جاهِلٌ ، ولكِن خَطيئَةٌ عَرَضَت أعانَني عَلَيها شَقائي ، وغَرَّني سِترُكَ