557
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

وَاقضِ ذِمامَ القَومِ ، ودَفَعَت إلَيهِ كَبشاً فَذَبَحَهُ وأصلَحَهُ ، وقَرَّبَ إلَينَا الطَّعامَ ، فَجَعَلنا نَأكُلُ ، ونَتَعَجَّبُ مِن صَبرِها.
فَلَمّا فَرَغنا خَرَجَت إلَينا وقالَت: يا قَومُ ، هَل فيكُم مَن يُحسِنُ مِن كِتابِ اللَّهِ شَيئاً فَقُلتُ: نَعَم ، قالَت: فَاقرَأ عَلَيَّ آياتٍ أتَعَزّى‏ بِها عَن وَلَدي ، فَقُلتُ: يَقولُ اللَّهُ عزّ و جلّ : « وَبَشِّرِ الصَّبِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَ جِعُونَ * أُوْلَل-ِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَ تٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ »۱ قالَت: بِاللَّهِ ، إنَّها في كِتابِ اللَّهِ هكَذا؟ قُلتُ: وَاللَّهِ إنَّها لَفي كِتابِ اللَّهِ هكَذا ، فَقالَت: السَّلامُ عَلَيكُم ، ثُمَّ صَفَّت قَدَمَيها وصَلَّت رَكَعاتٍ ، ثُمَّ قالَت: اللَّهُمَّ إنّي قَد فَعَلتُ ما أمَرتَني بِهِ ، فَأَنجِز لي ما وَعَدتَني بِهِ ، ولَو بَقِيَ أحَدٌ لِأَحَدٍ - قالَ: فَقُلتُ في نَفسي تَقولُ: لَبَقِيَ ابني لِحاجَتي إلَيهِ ، فَقالَت - : لَبَقِيَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه و آله لِاُمَّتِهِ.
فَخَرَجتُ وأنَا أقولُ: ما رَأَيتُ أكمَلَ مِنها ولا أجزَلَ ، ذَكَرَت رَبَّها بِأَكمَلِ خِصالِهِ وأجمَلِ خِلالِهِ. ثُمَّ إنَّها لَمّا عَلِمَت أنَّ المَوتَ لا مَدفَعَ لَهُ ، ولا مَحيصَ عَنهُ ، وأنَّ الجَزَعَ لا يُجدي نَفعاً ، وَالبُكاءَ لا يَرُدُّ هالِكاً ، رَجَعَت إلَى الصَّبرِ الجَميلِ ، وَاحتَسَبَتِ ابنَها عِندَ اللَّهِ تَعالى‏ ذَخيرَةً نافِعَةً لِيَومِ الفَقرِ وَالفاقَةِ.۲

۵ / ۱۴

شابّ سمع آية من القرآن وهو قائم يصلّي باللّيل‏

۶۱۵. المستدرك على الصحيحين عن منصور بن عمار: حَجَجتُ حَجَّةً فَنَزَلتُ سِكَّةً مِن سِكَكِ الكوفَةِ ، فَخَرَجتُ في لَيلَةٍ مُظلِمَةٍ فَإِذا بِصارِخٍ يَصرُخُ في جَوفِ اللَّيلِ وهُوَ يَقولُ : إلهي وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ ما أرَدتُ بِمَعصِيَتي إيّاكَ مُخالَفَتَكَ ، ولَقَد عَصَيتُكَ إذ عَصَيتُكَ وما أنَا بِذلِكَ جاهِلٌ ، ولكِن خَطيئَةٌ عَرَضَت أعانَني عَلَيها شَقائي ، وغَرَّني سِترُكَ

1.البقرة : ۱۵۵ - ۱۵۷ .

2.مسكّن الفؤاد : ص ۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۸۲ ص ۱۵۲ ح ۱ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
556

رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ »۱ فَمَقَتُّ نَفسي ولُمتُها ، ثُمَّ حَجَجتُ مَعَ الرَّشيدِ ، فَبَينَما أنَا أطوفُ إذا أنَا بِصَوتٍ رَقيقٍ ، فَالتَفَتُّ فَإِذا أنَا بِالأَعرابِيِّ وهُوَ ناحِلٌ مُصفَرٌّ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وأخَذَ بِيَدي وقالَ: اُتلُ عَلَيَّ كَلامَ الرَّحمنِ ، وأجلَسَني مِن وَراءِ المَقامِ ، فَقَرَأتُ « وَ الذَّ رِيَتِ » حَتّى‏ وَصَلتُ إلى‏ قَولِهِ تَعالى‏: « وَ فِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ » فَقالَ الأَعرابِيُّ: لَقَد وَجَدنا ما وَعَدَنَا الرَّحمنُ حَقّاً ، وقالَ: وهَل غَيرُ هذا؟ قُلتُ: نَعَم ، يَقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى‏: « فَوَ رَبِ‏ّ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ »۲ قالَ: فَصاحَ الأَعرابِيُّ وقالَ: يا سُبحانَ اللَّهِ! مَنِ الَّذي أغضَبَ الجَليلَ حَتّى‏ حَلَفَ! ألَم يُصَدِّقوهُ في قَولِهِ حَتّى‏ ألجَؤوهُ إلَى اليَمينِ؟ فَقالَها ثَلاثاً وخَرَجَت بِها نَفسُهُ.۳

۵ / ۱۳

آية الاسترجاع وامرأة من أهل البادية

۶۱۴. مُسكّن الفؤاد : عَن بَعضِهِم قالَ: خَرَجتُ أنَا وصَديقٌ لي إلَى البادِيَةِ ، فَضَلَلنَا الطَّريقَ ، فَإِذا نَحنُ بِخَيمَةٍ عَن يَمينِ الطَّريقِ فَقَصَدنا نَحوَها فَسَلَّمنا ، فَإِذا بِامرَأَةٍ تَرُدُّ عَلَينَا السَّلامَ ، وقالَت: ما أنتُم؟ قُلنا: ضالّونَ فَأَتَيناكُم فَاستَأنَسنا بِكُم ، فَقالَت: يا هؤُلاءِ ، وَلّوا وُجوهَكُم عَنّي ، حَتّى‏ أقضِيَ مِن حَقِّكُم ما أنتُم لَهُ أهلٌ ، فَفَعَلنا ، فَأَلقَت لَنا مِسحاً۴ ، وقالَت: اِجلِسوا عَلَيهِ إلى‏ أن يَأتِيَ ابني.
ثُمَّ جَعَلَت تَرفَعُ طَرَفَ الخَيمَةِ وتَرُدُّها ، إلى‏ أن رَفَعَتهُ مَرَّةً فَقالَت: أسأَلُ اللَّهَ بَرَكَةَ المُقبِلِ ، أمَّا البَعيرُ فَبَعيرُ ابني ، وأمَّا الرّاكِبُ فَلَيسَ هُوَ بِهِ ، قالَ: فَوَقَفَ الرّاكِبُ عَلَيها ، وقالَ: يا اُمَّ عَقيلٍ ، عَظَّمَ اللَّهُ أجرَكِ في عَقيلٍ وَلَدِكِ ، فَقالَت: وَيحَكَ ماتَ! قالَ: نَعَم ، قالَت: وما سَبَبُ مَوتِهِ؟ قالَ: اِزدَحَمَت عَلَيهِ الإِبِلُ فَرَمَت بِهِ فِي البِئرِ ، فَقالَت: اِنزِل

1.الذاريات: ۲۲ .

2.الذاريات : ۲۳ .

3.تفسير القرطبي: ج ۱۷ ص ۴۲ ، كتاب التوّابين لابن قدامة : ص ۲۷۴ ح ۱۱۲ .

4.المِسْح : الكساءُ من الشَّعَر (لسان العرب : ج ۲ ص ۵۹۶ «مسح») .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27416
صفحه از 616
پرینت  ارسال به