555
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

مِنكَ ؛ فَإِنّي اُحِبُّكَ فِي اللَّهِ حُبّاً شَديداً ، وَادعُ بِدَعَواتٍ وأوصِ بِوَصِيَّةٍ أحفَظها عَنكَ . قالَ : فَأَخَذَ بِيَدي عَلى‏ شاطِئِ الفُراتِ وقالَ:
أعوذُ بِاللَّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، قالَ : فَشَهِقَ شَهقَةً ، ثُمَّ بَكى‏ مَكانَهُ ثُمَّ قالَ: قالَ رَبّي تَعالى‏ ذِكرُهُ ، وأحَقُّ القَولِ قَولُهُ ، وأصدَقُ الحَديثِ حَديثُهُ ، وأحسَنُ الكَلامِ كَلامُهُ : « وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا لَعِبِينَ * مَا خَلَقْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِ‏ّ » حَتّى‏ بَلَغَ إلى‏ « مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ »۱ ثُمَّ شَهِقَ شَهقَةً ثُمَّ سَكَتَ ، فَنَظَرتُ إلَيهِ وأنَا أحسَبُهُ قَد غُشِيَ عَلَيهِ.۲

۵ / ۱۲

آية الرّزق وأعرابيّ جلف‏

۶۱۳. تفسير القرطبي عن الأصمعي : أقبَلتُ ذاتَ مَرَّةٍ مِن مَسجِدِ البَصرَةِ ، إذ طَلَعَ أعرابِيُّ جِلفٌ جافٍ عَلى‏ قَعودٍ۳ لَهُ مُتَقَلِّداً سَيفَهُ وبِيَدِهِ قَوسُهُ ، فَدَنا وسَلَّمَ وقالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قُلتُ : مِن بَني أصمَعَ ، قالَ: أنتَ الأَصمَعِيُّ؟ قُلتُ: نَعَم. قالَ: ومِن أينَ أقبَلتَ ؟ قُلتُ: مِن مَوضِعٍ يُتلى‏ فيهِ كَلامُ الرَّحمنِ ، قالَ: ولِلرَّحمنِ كَلامٌ يَتلوهُ الآدَمِيّونَ؟ قُلتُ: نَعَم؛ قالَ: فَاتلُ عَلَيَّ مِنهُ شَيئاً ؛ فَقَرَأتُ « وَ الذَّ رِيَتِ ذَرْوًا » إلى‏ قَولِهِ: « وَ فِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ »۴ فَقالَ: يا أصمَعِيُّ حَسبُكَ!! ثُمَّ قامَ إلى‏ ناقَتِهِ فَنَحَرَها وقَطَّعَها بِجِلدِها ، وقالَ: أعِنِّي عَلى‏ تَوزيعِها ، فَفَرَّقناها عَلى‏ مَن أقبَلَ وأدبَرَ ، ثُمَّ عَمَدَ إلى‏ سَيفِهِ وقَوسِهِ فَكَسَرَهُما ، ووَضَعَهُما تَحتَ الرَّحلِ ووَلّى‏ نَحوَ البادِيَةِ وهُوَ يَقولُ: « وَ فِى السَّمَاءِ

1.الدخان : ۳۸ - ۴۲ .

2.المستدرك على الصحيحين: ج ۳ ص ۴۵۹ ح ۵۷۲۶ ، تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۴۲۷ نحوه وراجع: الطبقات الكبرى : ج ۶ ص ۱۶۵ و ج ۷ ص ۱۳۲ و تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۴۴۸ .

3.القَعُود : هو البَكرُ من الإبل حين يُركب ، ولا تكون البَكرةُ قَعُوداً ، وإنّما قَلُوصاً (الصحاح : ج ۲ ص ۵۲۵ «قعد») .

4.الذاريات : ۱ - ۲۲ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
554

فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : أما سَمِعتُم قَولَ اللَّهِ عزّ و جلّ : « ذَ لِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِى وَ خَافَ وَعِيدِ »۱.۲

۵ / ۱۰

شابّ اتّخذه سلمان أخاً في اللَّه‏

۶۱۱. الإمام الصادق عليه السلام : مَرَّ سَلمانُ عَلَى الحَدّادينَ بِالكوفَةِ ، فَرَأى‏ شابّاً صَعِقَ وَالنّاسُ قَدِ اجتَمَعوا حَولَهُ ، فَقالوا لَهُ: يا أبا عَبدِ اللَّهِ هذَا الشّابُّ قَد صُرِعَ ، فَلَو قَرَأتَ في اُذُنِهِ. قالَ: فَدَنا مِنهُ سَلمانُ ، فَلَمّا رَآهُ الشّابُّ أفاقَ ، وقالَ: يا أبا عَبدِ اللَّهِ لَيسَ بي ما يَقولُ هؤُلاءِ القَومُ ، ولكِنّي مَرَرتُ بِهؤُلاءِ الحَدّادينَ وهُم يَضرِبونَ بِالمِرزَباتِ ، فَذَكَرتُ قَولَهُ تَعالى‏: « وَ لَهُم مَّقَمِعُ مِنْ حَدِيدٍ »۳ فَذَهَبَ عَقلي خَوفاً مِن عِقابِ اللَّهِ تَعالى‏.
فَاتَّخَذَهُ سَلمانُ أخاً ، ودَخَلَ قَلبَهُ حَلاوَةُ مَحَبَّتِهِ فِي اللَّهِ تَعالى‏ ، فَلَم يَزَل مَعَهُ حَتّى‏ مَرِضَ الشّابُّ ، فَجاءَهُ سَلمانُ فَجَلَسَ عِندَ رَأسِهِ وهُوَ يَجودُ بِنَفسِهِ.
فَقالَ: يا مَلَكَ المَوتِ ، ارفُق بِأَخي. فَقالَ: يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، إنّي بِكُلِّ مُؤمِنٍ رَفيقٌ.۴

۵ / ۱۱

شهقة اويس القرنيّ‏

۶۱۲. المستدرك على الصحيحين عن هرم بن حيان العبدي : قَدِمتُ الكوفَةَ فَلَم يَكُن لي بِها هَمٌّ إلّا اُوَيسَ القَرَنِيَّ ، أطلُبُهُ وأسأَلُ عَنهُ حَتّى‏ سَقَطتُ عَلَيهِ جالِساً وَحدَهُ عَلى‏ شاطِئِ الفُراتِ نِصفَ النَّهارِ.... فَقُلتُ : يا أخي ، اقرَأ عَلَيَّ آياتٍ مِن كِتابِ اللَّهِ أسمَعهُنَّ

1.إبراهيم: ۱۴ .

2.المستدرك على الصحيحين: ج ۲ ص ۳۸۲ ح ۳۳۳۸ ، شُعب الإيمان : ج ۱ ص ۴۶۷ ح ۷۳۴ ، تفسير ابن كثير : ج ۸ ص‏۱۹۵ عن عبد العزيز نحوه؛ تفسير نور الثقلين : ج‏۲ ص‏۵۳۰ ح ۳۵ نقلاً عن كتاب محمّد بن الدوريستي.

3.الحجّ: ۲۱ .

4.الأمالي للمفيد : ص ۱۳۶ ح ۴ ، رجال الكشّي : ج ۱ ص ۷۲ ح ۴۳ كلاهما عن عمر بن يزيد ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۳۸۵ ح ۲۶ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27865
صفحه از 616
پرینت  ارسال به