553
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

۵ / ۹

فتى بشّره الّنبيّ بالجنّة

۶۱۰. المستدرك على الصحيحين عن ابن عبّاس : لَمّا أنزَلَ اللَّهُ عزّ و جلّ عَلى‏ نَبِيِّهِ صلى اللّه عليه و آله : « يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا »۱، تَلاها رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله عَلى‏ أصحابِهِ ذاتَ لَيلَةٍ - أو قالَ : يومٍ فَخَرَّ فَتىً مَغشِيّاً عَلَيهِ ، فَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله يَدَهُ عَلى‏ فُؤادِهِ فَإِذا هُوَ يَتَحَرَّكُ.
فَقالَ: يا فتى‏ ، قُل: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، فَقالَها ، فَبَشَّرَهُ بِالجَنَّةِ.
فَقالَ أصحابُهُ: يارَسولَ اللَّهِ أمِن بَينِنا؟

1.التحريم: ۶ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
552

أموالِنا؟ فَقالَ صلى اللّه عليه و آله : نَعَم. قالَ: فَإِنَّ لي حائِطَينِ ، أحَدُهُما بِالعالِيَةِ وَالآخَرُ بِالسّافِلَةِ ، فَقَد أقرَضتُ خَيرَهُما رَبّي.
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : هُوَ لِليَتيمِ الَّذي عِندَكُم . ثُمَّ قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : رُبَّ عَذقٍ‏۱ لِابنِ الدَّحداحِ فِي الجَنَّةِ مُذَلَّلٍ !۲

۶۰۹. مستدرك الوسائل عن الشيخ أبي الفتوح الرازي في تفسيره : أنَّهُ لَمّا نَزَلَتِ الآيَةُ « مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا » قالَ: كانَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحابَةِ اسمُهُ أبُو الدَّحداحِ ، جاءَ إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ ، إنَّ اللَّهَ تَعالى‏ يَستَقرِضُ مِنّا وهُوَ غَنِيٌّ عَنّا! فَقالَ‏[ صلى اللّه عليه و آله ]: بَلى‏ ، حَتّى‏ يُدخِلَكُمُ الجَنَّةَ ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ ، إن أقرَضتُ اللَّهَ تَعالى‏ ، فَهَل تَضمَنُ لِيَ الجَنَّةَ؟ فَقالَ: نَعَم ، مَن تَصَدَّقَ بِشَي‏ءٍ فَلَهُ مِثلُهُ فِي الجَنَّةِ .
فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ ، وأهلي - اُمُّ الدَّحداحِ - مَعي؟ قالَ: نَعَم. قالَ: وهذِهِ بِنتي دَحداحَةُ مَعي؟ قالَ: نَعَم ، قالَ: فَأَعطِني يَدَكَ.
فَوَضَعَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَدَهُ في يَدِهِ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ ، إنَّ لي حَديقَتَينِ: إحداهُما فَوقَ المَدينَةِ ، وَالاُخرى‏ في أسفَلِها ، ما لي غَيرُهُما قَد أقرَضتُهُمَا اللَّهَ تَعالى‏.
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : لا ، أقرِض واحِدَةً ، وأطلِقِ الاُخرى‏ ، يَكونُ عيشَةً لَكَ ولِعِيالِكَ.
فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ ، لَمّا قُلتَ هذا ، فَاشهَد بِأَنَّ أحسَنَ الحَديقَتَينِ للَّهِ‏ِ تَعالى‏ ، وهِيَ حائِطٌ فيها سِتّونَ نُخَيلَةً ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : إذاً يَجزِيَكَ اللَّهُ الجَنَّةَ .
فَأَتى‏ أبُو الدَّحداحِ إلى‏ أهلِهِ ووُلدِهِ ، وهُم فِي الحَديقَةِ يَطوفونَ حَولَ الأَشجارِ ويَعمَلونَ عَمَلاً ، فَنادى‏ وأنشَأَ يَقولُ:
هَداكِ رَبّي سُبُلَ الرَّشادِإلى‏ سَبيلِ الخَيرِ وَالسَّدادِ
بِيني مِنَ الحائِطِ لي بِالزّادِفَقَد مَضى‏ قَرضاً إلَى التَّنادِ
أقرَضتُهُ اللَّهَ عَلَى اعتِمادي‏بِالطَّوعِ لا مَنٍّ ولَا ارتِدادِ
إلّا رَجاءَ الضِّعفِ فِي المَعادِفَارتَحِلي بِالنَّفسِ وَالأَولادِ
وَالبِرُّ لا شَكَّ فَخَيرُ زادِقَدَّمَهُ المَرءُ إلَى المَعادِ .
فَقالَت أمُّ الدَّحداحِ: بارَكَ اللَّهُ لَكَ فيمَا اشتَرَيتَ ، وأنشَأَت تَقولُ:

بَعلُكِ أدّى‏ ما لَدَيهِ ونَصَح‏أنَّ لَكِ الخَطَّ إذَا الخَطُّ وَضَح‏
قَد مَتَّعَ اللَّهُ عِيالي ومَنَح‏بِالعَجوَةِ السَّوداءِ وَالزَّهرِ البَلَح‏
وَالعَبدُ يَسعى‏ ولَهُ ما قَد كَدَح‏طولَ اللَّيالي وعَلَيهِ ما اجتَرَح‏
وأخَذَ ما كانَ في حُجورِ الأَولادِ وأكمامِهِم وطَرَحَهُ ، وما كانَ في أفواهِهِم أخَذَهُ وطَرَحَهُ ، وخَرَجوا ودَخَلوا حَديقَةً اُخرى‏.
وقالَ الرَّسولُ صلى اللّه عليه و آله : كَم مِن عَذقٍ رَداحٍ ودارٍ فَيّاحٍ فِي الجَنَّةِ لِأَبِي الدَّحداحِ.۳

1.العَذقُ - بالفتح - : النَّخلَةُ . وبالكسر : العرجون بما فيه من الشماريخ (النهاية : ج ۳ ص ۱۹۹ «عذق») .

2.المعجم الأوسط : ج ۲ ص ۲۴۳ ح ۱۸۶۶ ، تفسير الطبري : ج ۲ الجزء ۲ ص ۵۹۳ ، تفسير عبد الرزّاق: ج ۱ ص ۳۵۷ ح ۳۰۷ كلاهما عن زيد بن أسلم ، تفسير ابن كثير : ج ۱ ص ۴۴۱ ، تفسير ابن أبي حاتم : ج ۲ ص ۴۶۰ ح ۲۴۳۰ كلاهما عن عبد اللَّه بن مسعود وكلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۳۵۴ ح‏۴۲۲۴ .

3.مستدرك الوسائل : ج ۷ ص ۲۶۴ ح ۸۲۰۳ . في المصدر أغلاط كثيرة في متن الأبيات وجملة الأخرى ، لذلك أثبتناهم كما في تفسير القرطبي (ج ۳ ص ۲۳۸) عن زيد بن اسلم .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27647
صفحه از 616
پرینت  ارسال به