549
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

فَتَجَهَّزَ النّاسُ ثُمَّ تَهَيَّؤوا لِلخُروجِ ، وهُم ثَلاثَةُ آلافٍ ، فَلَمّا حَضَرَ خُروجُهُم وَدَّعَ النّاسُ اُمَراءَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وسَلَّموا عَلَيهِم. ووَدَّعوهُم فَلَمّا وُدِّعَ عَبدُ اللَّهِ بنُ رَواحَةَ مَعَ مَن وُدِّعَ مِن اُمَراءِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بَكى‏ ، فَقالوا لَهُ : ما يُبكيكَ يَابنَ رَواحَةَ؟
فَقالَ: أما وَاللَّهِ ما بي حُبُّ الدُّنيا ولا صَبابَةٌ۱ بِكُم ، ولكِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَقرَأُ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ يَذكُرُ فيهَا النّارَ: « وَ إِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى‏ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا »۲، فَلَستُ أدري كَيفَ لي بِالصَّدَرِ بَعدَ الوُرودِ!
فَقالَ المُسلِمونَ: صَحِبَكُمُ اللَّهُ ودَفَعَ عَنكُم ، ورَدَّكُم إلَينا صالِحينَ ، فَقالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ رَواحَةَ:

لكِنَّني أسأَلُ الرَّحمنَ مَغفِرَةًوضَربَةً ذاتَ فَرغٍ‏۳ تَقذِفُ الزَّبَدا
أو طَعنَةً بِيَدَي حَرّانَ مُجهِزَةًبِحَربَةً تُنفِذُ الأَحشاءَ وَالكَبِدا
حَتّى‏ يَقولوا إذا مَرّوا عَلى‏ جَدَثي‏أرشَدَكَ اللَّهُ مِن غازٍ وقَد رَشَدا۴

۵ / ۵

تأثير آيتين من سورة الزِّلزال‏

۶۰۳. السنن الكبرى عن صعصعة عمّ الفرزدق : قَدِمتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله فَسَمِعتُهُ يَقولُ: « فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَ مَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ »۵ قالَ: ما اُبالي ألّا أسمَعَ غَيرَها ، حَسبي حَسبي .۶

1.الصَّبابَةُ : الشوق، وقيل : رقّتُهُ وحرارته (لسان العرب : ج ۱ ص ۵۱۸ «صبب») .

2.مريم: ۷۱ .

3.ضَرْبَةٌ فرِيغةٌ : واسعةٌ ، والفرغُ هو السَّعَةُ ( الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۲۵ « فرغ » ) .

4.تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۳۶ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۴ ص ۱۵ ، اُسد الغابة : ج ۳ ص ۲۳۷ ح ۲۹۴۳ ، تاريخ دمشق : ج ۲۸ ص ۱۲۳ كلاهما نحوه.

5.الزلزلة: ۷ و ۸ .

6.السنن الكبرى للنسائي : ج ۶ ص ۵۲۱ ح ۱۱۶۹۴ ، مسند ابن حنبل : ج ۷ ص ۳۵۰ ح ۲۰۶۱۶ ، الطبقات الكبرى : ج ۷ ص ۳۹ ، تفسير القرطبي : ج ۲۰ ص‏۱۵۳ ، تفسير ابن كثير : ج ۸ ص ۴۸۲ ، الإصابة : ج ۵ ص ۳۰۰ الرقم ۷۰۵۰ عن صعصعة بن معاوية عن الفرزدق وكلّها نحوه ؛ الأمالي للسيّد المرتضى : ج‏۴ ص ۱۹۲ ، مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۸۰۰ كلاهما نحوه .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
548

۵ / ۳

إسلام جبير بن مطعم‏

۶۰۱. البرهان في علوم القرآن للزركشي : قالَ الخَطّابِيُّ: وقُلتُ في إعجازِ القُرآنِ وَجهاً آخَرَ ذَهَبَ عَنهُ النّاسُ ، فَلا يَكادُ يَعرِفُهُ إلّا الشّاذُّ في آحادِهِم وهُوَ : صَنيعُهُ بِالقُلوبِ ، وتَأثيرُهُ فِي النُّفوسِ ، فَإِنَّكَ لا تَسمَعُ كَلاماً غَيرَ القُرآنِ مَنظوماً ولا مَنثوراً ، إذا قَرَعَ السَّمعَ خَلَصَ لَهُ إلَى القَلبِ مِنَ اللَّذَّةِ وَالحَلاوَةِ في حالٍ ، ومِنَ الرَّوعَةِ وَالمَهابَةِ في حالٍ اُخرى‏ ما يَخلُصُ مِنهُ إلَيهِ.
قالَ اللَّهُ تَعالى‏: « لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى‏ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ » .۱
وقالَ تَعالى‏: « اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَبًا مُّتَشَبِهًا مَّثَانِىَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ »۲ الآيَةَ .
قُلتُ: ولِهذا أسلَمَ جُبَيرُ بنُ مُطعِمٍ لَمّا سَمِعَ قِراءَةَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله لِلطّورِ ، حَتّى‏ انتَهى‏ إلى‏ قَولِهِ: « إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَ قِعٌ »۳، قالَ: خَشيتُ أن يُدرِكَنِي العَذابُ. وفي لَفظٍ: كادَ قَلبي يَطيرُ ، فَأَسلَمَ .۴

۵ / ۴

بكاء عبد اللَّه بن رواحة

۶۰۲. تاريخ الطبري عن عروة بن الزبير : بَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بَعثَهُ إلى‏ مُؤتَةَ في جُمادَى الاُولى‏ مِن سَنَةِ ثَمانٍ، وَاستَعمَلَ عَلَيهِم زَيدَ بنَ حارِثَةَ، وقالَ: إن اُصيبَ زَيدُ بنُ حارِثَةَ فَجَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ عَلَى النّاسِ ، فَإِن اُصيبَ جَعفَرٌ فَعَبدُ اللَّهِ بنُ رَواحَةَ عَلَى النّاسِ.

1.الحشر : ۲۱ .

2.الزمر : ۲۳ .

3.الطور: ۷ .

4.البرهان في علوم القرآن للزركشي : ج ۲ ص ۱۰۶ وراجع: صحيح البخاري : ج ۴ ص ۱۸۳۹ ح ۴۵۷۳ و ص ۱۴۷۵ ح ۳۷۹۸ و سنن ابن ماجة : ج ۱ ص ۲۷۲ ح ۸۳۲ و مسند الحميدي : ج ۱ ص ۲۵۴ ح ۵۵۶ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27852
صفحه از 616
پرینت  ارسال به