« وَذَ لِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ »۱.۲
۵ / ۲
إيمان عثمان بن مظعون
۶۰۰. مجمع البيان : جاءَتِ الرِّوايَةُ أنَّ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ قالَ : كُنتُ أسلَمتُ استِحياءً مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ؛ لِكَثرَةِ ما كانَ يَعرِضُ عَلَيَّ الإِسلامَ ، ولَمّا يَقِرَّ الإِسلامُ في قَلبي .
فَكُنتُ ذاتَ يَومٍ عِندَهُ ، حالَ تَأمُّلِهِ ، فَشَخَصَ بَصَرُهُ نَحوَ السَّماءِ كَأَنَّهُ يَستَفهِمُ شَيئاً ، فَلَمّا سُرِيَ عَنهُ ، سَأَلتُهُ عَن حالِهِ ؟ فَقالَ : نَعَم ، بَينا أنَا أُحَدِّثُكَ ، إذ رَأَيتُ جَبرائيلَ فِي الهَواءِ ، فَأَتاني بِهذِهِ الآيَةِ : « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ . . . »۳، وقَرَأَها عَلَيَّ إلى آخِرِها ، فَقَرَّ الإِسلامُ في قَلبي .
وأتَيتُ عَمَّهُ أبا طالِبٍ فَأَخبَرتُهُ ، فَقالَ : يا آلَ قُرَيشٍ ، اِتَّبِعوا مُحَمَّداً تَرشُدوا ، فَإِنَّهُ لا يَأمُرُكُم إلّا بِمَكارِمِ الأَخلاقِ .
وأتَيتُ الوَليدَ بنَ المُغيرَةِ ، وقَرَأتُ عَلَيهِ هذِهِ الآيَةَ ، فَقالَ : إن كانَ مُحَمَّدٌ قالَهُ فَنِعمَ ما قالَ ، وإن قالَهُ رَبُّهُ فَنِعمَ ما قالَ .
قالَ : فَأَنزَلَ اللَّهُ : « أَفَرَءَيْتَ الَّذِى تَوَلَّى * وَ أَعْطَى قَلِيلاً وَ أَكْدَى »۴، يَعني قَولَهُ : « فَنِعمَ ما قالَ » . ومَعنى قَولِهِ : « وَ أَكْدَى » : أنَّهُ لَم يُقِم عَلى ما قالَهُ وقَطَعَهُ .
وعَن عِكرِمَةَ قالَ : إنَّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ عَلَى الوَليدِ بنِ المُغيرَةِ ، فَقالَ : يَا بنَ أخي ، أعِد . فَأَعادَ ، فَقالَ : إنَّ لَُه لَحَلاوَةً ، وإنَّ عَلَيه لَطلاوَةً ، وإنَّ أعلاهُ لَمُثمِرٌ ، وإنَّ أسفَلَهُ لَمُغدِقٌ ، وما هُوَ قَولُ البَشَرِ !! ۵
راجع : ج ۲ ص ۴۴ (أجمع آية في القرآن) .