547
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

« وَذَ لِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ »۱.۲

۵ / ۲

إيمان عثمان بن مظعون‏

۶۰۰. مجمع البيان : جاءَتِ الرِّوايَةُ أنَّ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ قالَ : كُنتُ أسلَمتُ استِحياءً مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ؛ لِكَثرَةِ ما كانَ يَعرِضُ عَلَيَّ الإِسلامَ ، ولَمّا يَقِرَّ الإِسلامُ في قَلبي .
فَكُنتُ ذاتَ يَومٍ عِندَهُ ، حالَ تَأمُّلِهِ ، فَشَخَصَ بَصَرُهُ نَحوَ السَّماءِ كَأَنَّهُ يَستَفهِمُ شَيئاً ، فَلَمّا سُرِيَ عَنهُ ، سَأَلتُهُ عَن حالِهِ ؟ فَقالَ : نَعَم ، بَينا أنَا أُحَدِّثُكَ ، إذ رَأَيتُ جَبرائيلَ فِي الهَواءِ ، فَأَتاني بِهذِهِ الآيَةِ : « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ . . . »۳، وقَرَأَها عَلَيَّ إلى‏ آخِرِها ، فَقَرَّ الإِسلامُ في قَلبي .
وأتَيتُ عَمَّهُ أبا طالِبٍ فَأَخبَرتُهُ ، فَقالَ : يا آلَ قُرَيشٍ ، اِتَّبِعوا مُحَمَّداً تَرشُدوا ، فَإِنَّهُ لا يَأمُرُكُم إلّا بِمَكارِمِ الأَخلاقِ .
وأتَيتُ الوَليدَ بنَ المُغيرَةِ ، وقَرَأتُ عَلَيهِ هذِهِ الآيَةَ ، فَقالَ : إن كانَ مُحَمَّدٌ قالَهُ فَنِعمَ ما قالَ ، وإن قالَهُ رَبُّهُ فَنِعمَ ما قالَ .
قالَ : فَأَنزَلَ اللَّهُ : « أَفَرَءَيْتَ الَّذِى تَوَلَّى‏ * وَ أَعْطَى‏ قَلِيلاً وَ أَكْدَى‏ »۴، يَعني قَولَهُ : « فَنِعمَ ما قالَ » . ومَعنى‏ قَولِهِ : « وَ أَكْدَى‏ » : أنَّهُ لَم يُقِم عَلى‏ ما قالَهُ وقَطَعَهُ .
وعَن عِكرِمَةَ قالَ : إنَّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ عَلَى الوَليدِ بنِ المُغيرَةِ ، فَقالَ : يَا بنَ أخي ، أعِد . فَأَعادَ ، فَقالَ : إنَّ لَُه لَحَلاوَةً ، وإنَّ عَلَيه لَطلاوَةً ، وإنَّ أعلاهُ لَمُثمِرٌ ، وإنَّ أسفَلَهُ لَمُغدِقٌ ، وما هُوَ قَولُ البَشَرِ !! ۵

راجع : ج ۲ ص ۴۴ (أجمع آية في القرآن) .

1.المائدة : ۸۲ - ۸۵ .

2.تفسير القمّي: ج ۱ ص ۱۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۴۱۴ ح ۱ .

3.النحل : ۹۰ .

4.النجم : ۳۳ - ۳۴ .

5.مجمع البيان : ج ۶ ص ۵۸۷ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
546

لَاُفقِدَنَّكَ نَفسَكَ.
فَقامَ عَمرُو بنُ العاصِ مِن عِندِهِ وَالدِّماءُ تَسيلُ عَلى‏ وَجهِهِ وهُوَ يَقولُ : إن كانَ هذا كَما تَقولُ أيُّهَا المَلِكُ فَإِنّا لا نَتَعَرَّضُ لَهُ ... .
فَلَم يَزَل [ جَعفَرٌ ] بِها حَتّى‏ هادَنَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله قُرَيشاً وصالَحَهُم وفَتَحَ خَيبَرَ ، فَوافى‏ بِجَميعِ مَن مَعَهُ ، ووُلِدَ لِجَعفَرٍ بِالحَبَشَةِ مِن أسماءَ بِنتِ عُمَيسٍ عَبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ ، ووُلِدَ لِلنَّجاشِيِّ ابنٌ فَسَمّاهُ مُحَمَّداً ، وكانَت اُمُّ حَبيبٍ بِنتُ أبي سُفيانَ تَحتَ عَبدِ اللَّهِ‏۱ ، فَكَتَبَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله إلَى النَّجاشِيِّ يَخطُبُ اُمَّ حَبيبٍ ، فَبَعَثَ إلَيهَا النَّجاشِيُّ فَخَطَبَها لِرَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله فَأَجابَتهُ ، فَزَوَّجَها مِنهُ وأصدَقَها أربَعَمِئَةِ دينارٍ وساقَها عَن رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، وبَعَثَ إلَيها بِثِيابٍ وطيبٍ كَثيرٍ ، وجَهَّزَها وبَعَثَها إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، وبَعَثَ إلَيهِ بِمارِيَةَ القِبطِيَّةِ اُمِّ إبراهيمَ ، وبَعَثَ إلَيهِ بِثِيابٍ وطيبٍ وفَرَسٍ ، وبَعَثَ ثَلاثينَ رَجُلاً مِنَ القِسّيسينَ ، فَقالَ لَهُم : اُنظُروا إلى‏ كَلامِهِ وإلى‏ مَقعَدِهِ ومَشرَبِهِ ومُصَلّاهُ .
فَلَمّا وافَوُا المَدينَةَ ، دَعاهُم رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله إلَى الإِسلامِ وقَرَأَ عَلَيهِمُ القُرآنَ و « إِذْ قَالَ اللَّهُ يَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَى‏ وَ لِدَتِكَ » - إلى قَولِهِ : - « فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ »۲، فَلَمّا سَمِعوا ذلِكَ مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بَكَوا وآمَنوا ، ورَجَعوا إلَى النَّجاشِيِّ فَأَخبَروهُ خَبَرَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وقَرَأُوا عَلَيهِ ما قَرَأَ عَلَيهِم ، فَبَكَى النَّجاشِيُّ وبَكَى القِسّيسونَ وأسلَمَ النَّجاشِيُّ ، ولَم يُظهِر لِلحَبَشَةِ إسلامَهُ وخافَهُم عَلى‏ نَفسِهِ ، وخَرَجَ مِن بِلادِ الحَبَشَةِ إلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله ، فَلَمّا عَبَرَ البَحرَ تُوُفِّيَ ، فَأَنزَلَ اللَّهُ عَلى‏ رَسولِهِ: « لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَ وَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ الْيَهُودَ » - إلى‏ قَولِهِ : -

1.الصواب : «عبيد اللَّه» ، وهو عبيد اللَّه بن جحش الأسدي زوج اُمّ حبيب ، بنت أبي سفيان ، وكان قد هاجر بها إلى الحبشة فتنصّر بها ومات هناك (راجع : الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۵۹ وذخائر العقبى : ص ۴۲۴ وإعلام الورى : ج ۱ ص ۲۷۷) .

2.المائدة : ۱۱۰.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27331
صفحه از 616
پرینت  ارسال به