في عيسى؟
قالوا: نَشهَدُ أنَّهُ عَبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ ، وكَلِمَتُهُ وروحُهُ ، وَلَدَتهُ عَذراءُ بَتولٌ .
قالَ : ما أخطَأتُم ، ثُمَّ قالَ لِعَمرٍو وصاحِبِهِ : لَولا أنَّكُما أقبَلتُما في جِواري لَفَعَلتُ بِكُما .
وذُكِرَ لَنا أنَّ جَعفَراً وأصحابَهُ إذ أقبَلوا جاءَ اُولئِكَ مَعَهُم فَآمَنوا بِمُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله ، قالَ قائِلٌ: لَو قَد رَجَعوا إلى أرضِهِم لَحِقوا بِدينِهِم ، فَحُدِّثنا أنَّهُ قَدِمَ مَعَ جَعفَرٍ سَبعونَ مِنهُم ، فَلَمّا قَرَأَ عَلَيهِم نَبِيُّ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله فاضَت أعيُنُهُم.۱
۵۹۹. تفسير القمّي : قَولُهُ : « لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَ وَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَرَى » ، فَإِنَّهُ كانَ سَبَبُ نُزولِها أنَّهُ لَمَّا اشتَدَّت قُرَيشٌ في أذى رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وأصحابِهِ الَّذينَ آمَنوا بِهِ بِمَكَّةَ قَبلَ الهِجرَةِ ، أمَرَهُم رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله أن يَخرُجوا إلَى الحَبَشَةِ ، وأمَرَ جَعفَرَ بنَ أبي طالِبٍ أن يَخرُجَ مَعَهُم ، فَخَرَجَ جَعفَرٌ ومَعَهُ سَبعونَ رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ حَتّى رَكِبُوا البَحرَ ، فَلَمّا بَلَغَ قُرَيشاً خُروجُهُم بَعَثوا عَمرَو بنَ العاصِ وعُمارَةَ بنَ الوَليدِ إلَى النَّجاشِيِّ لِيَرُدّوهُم إلَيهِم ، وكانَ عَمرٌو وعُمارَةُ مُتَعادِيَينِ ، فَقالَت قُرَيشٌ : كَيفَ نَبعَثُ رَجُلَينِ مُتَعادِيَينِ؟! فَبَرِئَت بَنو مَخزومٍ مِن جِنايَةِ عُمارَةَ ، وبَرِئَت بَنو سَهمٍ مِن جِنايَةِ عِمرِو بنِ العاصِ .
فَخَرَجَ عُمارَةُ وكانَ حَسَنَ الوَجهِ شابّاً مُترَفاً ، فَأَخرَجَ عَمرُو بنُ العاصِ أهلَهُ مَعَهُ ، فَلَمّا رَكِبُوا السَّفينَةَ شَرِبُوا الخَمَر ، فَقالَ عُمارَةُ لِعَمرِو بنِ العاصِ : قُل لِأَهلِكَ تُقَبِّلني ، فَقالَ عَمرٌو: أيَجوزُ هذا؟ سُبحانَ اللَّهِ! فَسَكَتَ عُمارَةُ . فَلَمَّا انتَشى۲ عَمرٌو وكانَ عَلى صَدرِ السَّفينَةِ ، دَفَعَهُ عُمارَةُ وألقاهُ فِي البَحرِ ، فَتَشَبَّثَ عَمرٌو بِصَدرِ السَّفينَةِ وأدرَكوهُ فَأَخرَجوهُ.