رَجُلاً ، اختارَهُمُ الخَيِّرَ فَالخَيِّرَ ، فَدَخَلوا عَلى رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَقَرَأَ عَلَيهِم: « يس * وَ الْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ »۱ فَبَكَوا وعَرَفُوا الحَقَّ ، فَأَنزَلَ اللَّهُ فيهِم: « ذَ لِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ » وأنزَلَ فيهِم: « الَّذِينَ ءَاتَيْنَهُمُ الْكِتَبَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ »... إلى قَولِهِ: « يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ »۲.۳
۵۹۷. المعجم الكبير عن ابن عبّاس - في قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ : « وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ »۴- : إنَّهُم كانوا نَوَّاتينَ - يَعني: مَلّاحينَ - قَدِموا مَعَ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ مِنَ الحَبَشِ ، فَلَمّا قَرَأَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله القُرآنَ آمَنوا وفاضَت أعيُنُهُم .۵
۵۹۸. الدرّ المنثور عن قتادة: ذُكِرَ لَنا أنَّ هذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي الَّذينَ أقبَلوا مَعَ جَعفَرٍ مِن أرضِ الحَبَشَةِ ، وكان جَعفَرٌ لَحِقَ بِالحَبَشَةِ هُوَ وأربَعونَ مَعَهُ مِن قُرَيشٍ ، وخَمسونَ مِنَ الأَشعَرِيّينَ ، مِنهُم أربَعَةٌ مِن عَكٍّ ، أكبَرُهُم أبو عامِرٍ الأَشعَرِيُّ وأصغَرُهُم عامِرٌ .
فَذُكِرَ لَنا أنَّ قُرَيشاً بَعَثوا في طَلَبِهِم عَمرَو بنَ العاصِ ، وعُمارَةَ بنَ الوَليدِ ، فَأَتَوُا النَّجاشِيَّ فَقالوا: إنَّ هؤُلاءِ قَد أفسَدوا دينَ قَومِهِم ، فَأَرسَلَ إلَيهِم فَجاؤوا فَسَأَلَهُم ، فَقالوا: بَعَثَ اللَّهُ فينا نَبِيّاً كَما بَعَثَ فِي الاُمَمِ قَبلَنا ، يَدعونا إلَى اللَّهِ وَحدَهُ ، ويَأمُرُنا بِالمَعروفِ ويَنهانا عَنِ المُنكَرِ ، ويَأمُرُنا بِالصِّلَةِ ويَنهانا عَنِ القَطيعَةِ ، ويَأمُرُنا بِالوَفاءِ ، ويَنهانا عَنِ النَّكثِ ، وإنَّ قَومَنا بَغَوا عَلَينا ، وأخرَجونا حينَ صَدَّقناهُ وآمَنّا بِهِ ، فَلَم نَجِد أحَداً نَلجَأُ إلَيهِ غَيرَكَ . فَقالَ مَعروفاً .
فَقالَ عَمرٌو وصاحِبُهُ : إنَّهُم يَقولونَ في عيسى غَيرَ الَّذي تَقولُ! قالَ: وما تَقولونَ