543
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

رَجُلاً ، اختارَهُمُ الخَيِّرَ فَالخَيِّرَ ، فَدَخَلوا عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَقَرَأَ عَلَيهِم: « يس * وَ الْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ »۱ فَبَكَوا وعَرَفُوا الحَقَّ ، فَأَنزَلَ اللَّهُ فيهِم: « ذَ لِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ » وأنزَلَ فيهِم: « الَّذِينَ ءَاتَيْنَهُمُ الْكِتَبَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ »... إلى‏ قَولِهِ: « يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ »۲.۳

۵۹۷. المعجم الكبير عن ابن عبّاس - في قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ : « وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى‏ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ »۴- : إنَّهُم كانوا نَوَّاتينَ - يَعني: مَلّاحينَ - قَدِموا مَعَ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ مِنَ الحَبَشِ ، فَلَمّا قَرَأَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله القُرآنَ آمَنوا وفاضَت أعيُنُهُم .۵

۵۹۸. الدرّ المنثور عن قتادة: ذُكِرَ لَنا أنَّ هذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي الَّذينَ أقبَلوا مَعَ جَعفَرٍ مِن أرضِ الحَبَشَةِ ، وكان جَعفَرٌ لَحِقَ بِالحَبَشَةِ هُوَ وأربَعونَ مَعَهُ مِن قُرَيشٍ ، وخَمسونَ مِنَ الأَشعَرِيّينَ ، مِنهُم أربَعَةٌ مِن عَكٍّ ، أكبَرُهُم أبو عامِرٍ الأَشعَرِيُّ وأصغَرُهُم عامِرٌ .
فَذُكِرَ لَنا أنَّ قُرَيشاً بَعَثوا في طَلَبِهِم عَمرَو بنَ العاصِ ، وعُمارَةَ بنَ الوَليدِ ، فَأَتَوُا النَّجاشِيَّ فَقالوا: إنَّ هؤُلاءِ قَد أفسَدوا دينَ قَومِهِم ، فَأَرسَلَ إلَيهِم فَجاؤوا فَسَأَلَهُم ، فَقالوا: بَعَثَ اللَّهُ فينا نَبِيّاً كَما بَعَثَ فِي الاُمَمِ قَبلَنا ، يَدعونا إلَى اللَّهِ وَحدَهُ ، ويَأمُرُنا بِالمَعروفِ ويَنهانا عَنِ المُنكَرِ ، ويَأمُرُنا بِالصِّلَةِ ويَنهانا عَنِ القَطيعَةِ ، ويَأمُرُنا بِالوَفاءِ ، ويَنهانا عَنِ النَّكثِ ، وإنَّ قَومَنا بَغَوا عَلَينا ، وأخرَجونا حينَ صَدَّقناهُ وآمَنّا بِهِ ، فَلَم نَجِد أحَداً نَلجَأُ إلَيهِ غَيرَكَ . فَقالَ مَعروفاً .
فَقالَ عَمرٌو وصاحِبُهُ : إنَّهُم يَقولونَ في عيسى‏ غَيرَ الَّذي تَقولُ! قالَ: وما تَقولونَ

1.يس: ۱ و ۲ .

2.القصص : ۵۲ - ۵۴ .

3.تفسير الطبري : ج ۵ الجزء ۷ ص ۴ ، الدرّ المنثور : ج ۳ ص ۱۳۰ نقلاً عن عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه نحوه.

4.المائدة: ۸۳ .

5.المعجم الكبير : ج ۱۲ ص ۴۳ ح ۱۲۴۵۵ ، المعجم الأوسط : ج ۵ ص ۴۹ ح ۴۶۳۹ وفيه «نوانين» بدل «نوّاتين» ، الدرّ المنثور : ج ۳ ص ۱۳۰ نقلاً عن ابن أبي شيبة وأبي الشيخ عن عروة نحوه.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
542

۵۹۵. تفسير الطبري عن ابن عبّاس: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وهُوَ بِمَكَّةَ خافَ عَلى‏ أصحابِهِ مِنَ المُشرِكينَ ، فَبَعَثَ جَعفَرَ بنَ أبي طالِبٍ وَابنَ مَسعودٍ وعُثمانَ بنَ مَظعونٍ في رَهطٍ مِن أصحابِهِ إلَى النَّجاشِيِّ مَلِكِ الحَبَشَةِ ، فَلَمّا بَلَغَ ذلِكَ المُشرِكينَ بَعَثوا عَمرَو بنَ العاصِ في رَهطٍ مِنهُم ذَكَرَ أنَّهُم سَبَقوا أصحابَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله إلَى النَّجاشِيِّ ، فَقالوا إنَّهُ خَرَجَ فينا رَجُلٌ سَفَّهَ عُقولَ قُرَيشٍ وأحلامَها ، زَعَمَ أنَّهُ نَبِيٌّ ، وإنَّهُ بَعَثَ إلَيكَ رَهطاً لِيُفسِدوا عَلَيكَ قَومَكَ ، فَأَحبَبنا أن نَأتِيَكَ ونُخبِرَكَ خَبَرَهُم قالَ: إن جاءوني نَظَرتُ فيما يَقولونَ ، فَقَدِمَ أصحابُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله فَأَقاموا بِبابِ النَّجاشِيِّ ، فَقالوا أتَأذَنُ لِأَولِياءِ اللَّهِ؟ فَقالَ: اِئذَن لَهُم ، فَمَرحَباً بِأَولِياءِ اللَّهِ ، فَلَمّا دَخَلوا عَلَيهِ سَلَّموا ، فَقالَ لَهُ الرَّهطُ مِنَ المُشرِكينَ: ألا تَرى‏ أيُّهَا المَلِكُ أنّا صَدَقناكَ ، لَم يُحَيّوكَ بِتَحِيَّتِكَ الَّتي تُحَيّا بِها؟ فَقالَ لَهُم: ما مَنَعَكُم أن تُحَيّوني بِتَحِيَّتي ، فَقالوا: إنّا حَيَّيناَك بِتَحِيَّةِ أهلِ الجَنَّةِ وتَحِيَّةِ المَلائِكَةِ ، قالَ لَهُم: ما يَقولُ صاحِبُكُم في عيسى‏ واُمِّهِ؟ قالَ: يَقولُ: هُوَ عَبدُ اللَّهِ وكَلِمَةٌ مِنَ اللَّهِ ألقاها إلى‏ مَريَمَ وروحٌ مِنهُ ، ويَقولُ في مَريَمَ: إنَّهَا العَذراءُ البَتولُ ، قالَ: فَأَخَذَ عوداً مِنَ الأَرضِ فَقالَ: ما زادَ عيسى‏ واُمُّهُ عَلى‏ ما قالَ صاحِبُكُم قَدرَ هذَا العودِ . فَكَرِهَ المُشرِكونَ قَولَهُ ، وتَغَيَّرَت وُجوهُهُم ، قالَ لَهُم: هَل تَعرِفونَ شَيئاً مِمّا اُنزِلَ عَلَيكُم؟ قالوا: نَعَم ، قالَ: اِقرَؤوا ، فَقَرؤوا ، وهُنالِكَ مِنهُم قِسّيسونَ ورُهبانٌ وسائِرُ النَّصارى‏ ، [فَجَعَلَت طائِفَةٌ مِنَ القِسّيسينَ وَالرُّهبانِ كُلَّما قَرَؤوا آيَةً۱ انحَدَرَت دُموعُهُم مِمّا عَرَفوا مِنَ الحَقِّ ، قالَ اللَّهُ تَعالى‏ ذِكرُهُ: « ذَ لِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ . . . » الآيَةَ.۲

۵۹۶. تفسير الطبري عن سعيد بن جبير - في قَولِهِ تَعالى‏: « ذَ لِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا » - : هُم رُسُلُ النَّجاشِيِّ الَّذينَ أرسَلَ بِإِسلامِهِ وإسلامِ قَومِهِ ، كانوا سَبعينَ

1.]ما بين المعقوفين أثبتناه من الدرّ المنثور ؛ فعبارة المصدر هنا غير مستقيمة .

2.تفسير الطبري : ج ۵ الجزء ۷ ص ۲ ، الدرّ المنثور : ج ۳ ص ۱۳۱ نقلاً عن ابن مردويه وراجع: أسباب نزول القرآن : ص ۲۰۵ ح ۴۰۶ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27669
صفحه از 616
پرینت  ارسال به