۵۸۹. عنه عليه السلام : اِعلَموا أنَّ هذَا القُرآنَ هُوَ النّاصِحُ الَّذي لا يَغُشُّ ، وَالهادِي الَّذي لا يُضِلُّ ، وَالمُحَدِّثُ الَّذي لا يَكذِبُ ، وما جالَسَ هذَا القُرآنَ أحَدٌ إلّا قامَ عَنهُ بِزِيادَةٍ أو نُقصانٍ ، زِيادَةٍ في هُدىً ، أو نُقصانٍ مِن عَمىً.
وَاعلَموا أنَّهُ لَيسَ عَلى أحَدٍ بَعدَ القُرآنِ مِن فاقَةٍ ، ولا لِأَحَدٍ قَبلَ القُرآنِ مِن غِنىً ، فَاستَشفوهُ مِن أدوائِكُم وَاستَعينوا بِهِ عَلى لَأوائِكُم ، فَإِنَّ فيهِ شِفاءً مِن أكبَرِ الدّاءِ وهُوَ الكُفرُ وَالنِّفاقُ وَالغَيُّ وَالضَّلالُ... وَاعلَموا أنَّهُ شافِعٌ مُشَفَّعٌ ، وقائِلٌ (ماحِلٌ) مُصَدَّقٌ ، وأنَّهُ مَن شَفَعَ لَهُ القُرآنُ يَومَ القِيامَةِ شُفِّعَ فيهِ ، ومَن مَحَلَ بِهِ القُرآنُ يَومَ القِيامَةِ صُدِّقَ عَلَيهِ.۱
۵۹۰. عنه عليه السلام : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ... وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، أرسَلَهُ بِالدّينِ المَشهورِ ، وَالعَلَمِ المَأثورِ ، وَالكِتابِ المَسطورِ ، وَالنّورِ السّاطِعِ ، وَالضِّياءِ اللّامِعِ ، وَالأَمرِ الصّادِعِ ، إزاحَةً لِلشُّبُهاتِ ، وَاحتِجاجاً بِالبَيِّناتِ ، وتَحذيراً بِالآياتِ ، وتَخويفاً بِالمَثُلاتِ۲ ، وَالنّاسُ في فِتَنٍ انجَذَمَ۳ فيها حَبلُ الدّينِ وتَزَعزَعَت سَوارِي اليَقينِ وَاختَلَفَ النَّجرُ۴ وتَشَتَّتَ الأَمرُ ، وضاقَ المَخرَجُ وعَمِيَ المَصدَرُ ، فَالهُدى خامِلٌ وَالعَمى شامِلٌ ، عُصِيَ الرَّحمنُ ، ونُصِرَ الشَّيطانُ ، وخُذِلَ الإِيمانُ.۵
۵۹۱. فاطمة عليها السلام : للَّهِِ فيكُم عَهدٌ قَدَّمَهُ إلَيكُم ، وبَقِيَّةٌ استَخلَفَها عَلَيكُم ، كِتابُ اللَّهِ بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ ، وآيٌ مُنكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ ، وبُرهانٌ مُتَجَلِّيَةٌ ظَواهِرُهُ ، مُديمٌ لِلبَرِيَّةِ استِماعُهُ ، وقائِدٌ إلَى الرِّضوانِ أتباعَهُ ، مُؤَدِّياً إلَى النَّجاةِ أشياعَهُ ، فيهِ تِبيانُ حُجَجِ اللَّهِ المُنَوَّرَةِ ، ومَحارِمِهِ المَحدودَةِ ، وفَضائِلِهِ المَندوبَةِ ، وجُمَلِهِ الكافِيَةِ ، ورُخَصِهِ المَوهوبَةِ ، وشَرايِعِهِ
1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۴ ح ۲۴ .
2.المثُلات: عقوبات أمثالهم من المكذّبين ، كما في قوله تعالى : «قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَتُ» (مجمع البحرين: ج ۳ ص ۱۶۷۱ «مثل»).
3.الجَذْمُ: القَطْع (المصباح المنير: ص ۹۴ «جذم»).
4.النَّجْر : الطَّبْع والأصل (النهاية: ج ۵ ص ۲۱ «نجر»).
5.نهج البلاغة : الخطبة ۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۱۷ ح ۴۹ ؛ مطالب السؤول : ص ۵۸ .