539
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

۵۸۹. عنه عليه السلام : اِعلَموا أنَّ هذَا القُرآنَ هُوَ النّاصِحُ الَّذي لا يَغُشُّ ، وَالهادِي الَّذي لا يُضِلُّ ، وَالمُحَدِّثُ الَّذي لا يَكذِبُ ، وما جالَسَ هذَا القُرآنَ أحَدٌ إلّا قامَ عَنهُ بِزِيادَةٍ أو نُقصانٍ ، زِيادَةٍ في هُدىً ، أو نُقصانٍ مِن عَمىً.
وَاعلَموا أنَّهُ لَيسَ عَلى‏ أحَدٍ بَعدَ القُرآنِ مِن فاقَةٍ ، ولا لِأَحَدٍ قَبلَ القُرآنِ مِن غِنىً ، فَاستَشفوهُ مِن أدوائِكُم وَاستَعينوا بِهِ عَلى‏ لَأوائِكُم ، فَإِنَّ فيهِ شِفاءً مِن أكبَرِ الدّاءِ وهُوَ الكُفرُ وَالنِّفاقُ وَالغَيُّ وَالضَّلالُ... وَاعلَموا أنَّهُ شافِعٌ مُشَفَّعٌ ، وقائِلٌ (ماحِلٌ) مُصَدَّقٌ ، وأنَّهُ مَن شَفَعَ لَهُ القُرآنُ يَومَ القِيامَةِ شُفِّعَ فيهِ ، ومَن مَحَلَ بِهِ القُرآنُ يَومَ القِيامَةِ صُدِّقَ عَلَيهِ.۱

۵۹۰. عنه عليه السلام : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ... وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، أرسَلَهُ بِالدّينِ المَشهورِ ، وَالعَلَمِ المَأثورِ ، وَالكِتابِ المَسطورِ ، وَالنّورِ السّاطِعِ ، وَالضِّياءِ اللّامِعِ ، وَالأَمرِ الصّادِعِ ، إزاحَةً لِلشُّبُهاتِ ، وَاحتِجاجاً بِالبَيِّناتِ ، وتَحذيراً بِالآياتِ ، وتَخويفاً بِالمَثُلاتِ‏۲ ، وَالنّاسُ في فِتَنٍ انجَذَمَ‏۳ فيها حَبلُ الدّينِ وتَزَعزَعَت سَوارِي اليَقينِ وَاختَلَفَ النَّجرُ۴ وتَشَتَّتَ الأَمرُ ، وضاقَ المَخرَجُ وعَمِيَ المَصدَرُ ، فَالهُدى‏ خامِلٌ وَالعَمى‏ شامِلٌ ، عُصِيَ الرَّحمنُ ، ونُصِرَ الشَّيطانُ ، وخُذِلَ الإِيمانُ.۵

۵۹۱. فاطمة عليها السلام : للَّهِ‏ِ فيكُم عَهدٌ قَدَّمَهُ إلَيكُم ، وبَقِيَّةٌ استَخلَفَها عَلَيكُم ، كِتابُ اللَّهِ بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ ، وآيٌ مُنكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ ، وبُرهانٌ مُتَجَلِّيَةٌ ظَواهِرُهُ ، مُديمٌ لِلبَرِيَّةِ استِماعُهُ ، وقائِدٌ إلَى الرِّضوانِ أتباعَهُ ، مُؤَدِّياً إلَى النَّجاةِ أشياعَهُ ، فيهِ تِبيانُ حُجَجِ اللَّهِ المُنَوَّرَةِ ، ومَحارِمِهِ المَحدودَةِ ، وفَضائِلِهِ المَندوبَةِ ، وجُمَلِهِ الكافِيَةِ ، ورُخَصِهِ المَوهوبَةِ ، وشَرايِعِهِ

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۴ ح ۲۴ .

2.المثُلات: عقوبات أمثالهم من المكذّبين ، كما في قوله تعالى : «قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَتُ» (مجمع البحرين: ج ۳ ص ۱۶۷۱ «مثل»).

3.الجَذْمُ: القَطْع (المصباح المنير: ص ۹۴ «جذم»).

4.النَّجْر : الطَّبْع والأصل (النهاية: ج ۵ ص ۲۱ «نجر»).

5.نهج البلاغة : الخطبة ۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۱۷ ح ۴۹ ؛ مطالب السؤول : ص ۵۸ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
538

۵۸۷. الإمام عليّ عليه السلام : كَفى‏ بِاللَّهِ مُنتَقِماً ونَصيراً ، وكَفى‏ بِالكِتابِ حَجيجاً وخَصيماً.۱

۵۸۸. عنه عليه السلام : ثُمَّ أنزَلَ عَلَيهِ الكِتابَ نوراً لا تُطفَأُ مَصابيحُهُ ، وسِراجاً لا يَخبو تَوَقُّدُهُ ، وبَحراً لا يُدرَكُ قَعرُهُ ، ومِنهاجاً لا يُضِلُّ نَهجُهُ ، وشُعاعاً لا يُظلِمُ ضَوؤُهُ ، وفُرقاناً لا يُخمَدُ بُرهانُهُ ، وتِبياناً لا تُهدَمُ أركانُهُ ، وشِفاءً لا تُخشى أسقامُهُ ، وعِزّاً لا تُهزَمُ أنصارُهُ ، وحَقّاً لا تُخذَلُ أعوانُهُ.
فَهُوَ مَعدِنُ الإِيمانِ وبُحبوحَتُهُ ، ويَنابيعُ العِلمِ وبُحورُهُ ، ورِياضُ العَدلِ وغُدرانُهُ ، وأثافِيُ‏۲ الإِسلامِ وبُنيانُهُ ، وأودِيَةُ الحَقِّ وغيطانُهُ‏۳ ، وبَحرٌ لا يَنزِفُهُ المُستَنزِفونَ ، وعُيونٌ لا يُنضِبُهَا الماتِحونَ‏۴ ، ومَناهِلُ لا يَغيضُهَا الوارِدونَ ، ومَنازِلُ لا يَضِلُّ نَهجَها المُسافِرونَ ، وأعلامٌ لا يَعمى‏ عَنهَا السّائِرونَ ، وآكامٌ‏۵ لا يَجوزُ عَنهَا القاصِدونَ.
جَعَلَهُ اللَّهُ رِيّاً لِعَطَشِ العُلَماءِ ، ورَبيعاً لِقُلوبِ الفُقَهاءِ ، ومَحاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحاءِ ، ودَواءً لَيسَ بَعدَهُ داءٌ ، ونوراً لَيسَ مَعَهُ ظُلمَةٌ ، وحَبلاً وَثيقاً عُروَتُهُ ، ومَعقِلاً مَنيعاً ذِروَتُهُ ، وعِزّاً لِمَن تَولّاهُ ، وسِلماً لِمَن دَخَلَهُ ، وهُدىً لِمَنِ ائتَمَّ بِهِ ، وعُذراً لِمَنِ انتَحَلَهُ ، وبُرهاناً لِمَن تَكَلَّمَ بِهِ ، وشاهِداً لِمَن خاصَمَ بِهِ ، وفَلجاً لِمَن حاجَّ بِهِ ، وحامِلاً لِمَن حَمَلَهُ ، ومَطِيَّةً لِمَن أعمَلَهُ ، وآيَةً لِمَن تَوَسَّمَ ، وجُنَّةً لِمَنِ استَلأَمَ ، وعِلماً لِمَن وَعى‏ ، وحَديثاً لِمَن رَوى‏ ، وحُكماً لِمَن قَضى‏.۶

1.نهج البلاغة : الخطبة ۸۳ ، تحف العقول : ص ۲۱۱ و ص ۲۳۶ وفيه «معتصماً» بدل «منتقماً» وكلاهما عن الإمام الحسن عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۴۲۷ ح ۴۴ ؛ دستور معالم الحكم : ص ۵۸ .

2.الأثافيّ : جمع أثْفية ، وهي الحجارة التي تنصب وتُجعل عليها القِدْر (النهاية : ج ۱ ص ۲۳ «أثِف») .

3.غيطان : جمع غائط ، وهو المطمئنّ من الأرض الواسع (الصحاح : ج ۳ ص ۱۴۷ «غوط») .

4.الماتح : المستقي من البئر بالدلو من أعلى البئر (النهاية : ج ۴ ص ۲۹۱ «متح») .

5.آكام : جمع الجمع ، والمفرد أكمة ، وهي الرابية (النهاية : ج ۱ ص ۵۹ «أكم») .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۱ ح ۲۱ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27698
صفحه از 616
پرینت  ارسال به