المسلمين، هذا في حين أنّه لا توجد أية رواية تاريخية، في مصادر المسلمين ولا في مصادر اليهود والنصارى تدلّ على أنّهم حاجّوا النبيّ صلى اللّه عليه و آله في هذا المجال، بل الأمر على العكس من ذلك، فقد جاء عدد كبير من اليهود والنصارى واعترفوا بوجود اسم النبيّ صلى اللّه عليه و آله وأوصافه أيضاً، وأوصاف دينه وأتباعه في كتبهم. وهي ملاحظة مهمّة أكّدها بعض العلماء الغربيين ممّن كانت لهم سابقة في المسيحية.
يقول نيل روبنسون:
لم يكن المسيحيون المعاصرون لنبيّ الإسلام يعتبرون موضوعات القرآن اُموراً مضطربة ومنحولة، بل كانوا يرونها قيّمة، خلافاً لإخوتهم في الدين الغربيين اليوم.۱
وكتب وليام مونتغمري واط، العالم المسيحي البارز المعاصر:
نحن لا نعرف شيئاً بالفعل عن آراء المسيحيين الذين كانوا يعيشون في مكّة أو يسافرون إليها، ولكن علينا أن نذعن إلى أنّ الرؤية القرآنية عن اعتقاداتهم كانت صحيحة إلى حدّ كبير، كما أنّ هذه الرؤية كانت - حسب الظاهر - حقيقية إلى درجة أنّها تركت تأثيراً بمقدار كافٍ بالنسبة إلى محمّد[ صلى اللّه عليه و آله ] في مفاوضاته مع مسيحيّي مكّة والمسيحيّين الآخرين الساكنين في مناطق الجزيرة العربية الاُخرى، خاصّة في تعامله خلال السنتين الأخيرتين من عمره معهم.۲
ونذكّر في الختام أنّ كتباً مفصّلة قد اُلّفت في البشائر المتعلّقة بالنبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله في التوراة والإنجيل، حيث كتب بعضها بقلم أشخاص حديثي العهد بالإسلام والذين كانوا سابقاً في عداد علماء وزعماء الدين لليهود والنصارى.