إلّا أنّ المسلمين أنفسهم لا يؤمنون باستدلالات هؤلاء الأشخاص، وهم لا يأخذون بهذه الاُمور ولا يشيرون إليها؛ لأنّ مغالطتهم واضحة».
ثمّ يمضي إلى القول:
نظراً إلى أنّ المسلمين لا يمكنهم أن يجدوا حتّى شاهداً أو إشارة أو حتّى تلميحاً إلى نبيّهم في جميع أرجاء العهد القديم، فقد اضطرّوا لأن يتّهمونا ويقولوا: لقد غيّرتم نصّ التوراة وأزلتم كلّ أثر لاسم محمّد منه!! وهم لا يمكنهم أن يجدوا شيئاً أقوى من هذا الاستدلال القبيح الذي تظهر عدم صحّته بسهولة لنا ولكلّ الباحثين عن الحقيقة.
أوّلاً: أنّ الكتاب المقدّس ترجم قبل ظهور محمّد بمئات السنين.
ثانياً: للشرق والغرب سنّة واحدة بشأن نصّ الكتاب المقدّس ولا نجد أيّ اختلاف فيه، حتّى في إعرابه. كما لا يوجد فيه أيّ اختلاف يؤثّر في المعنى. وعلى هذا فإنّ دافعهم إلى مثل هذه التهمة عدم وجود أيّة إشارة إلى محمّد في التوراة.۱
ويجب القول: إنّ ابن ميمون لم يأتِ - في هذا الردّ - بأيّ دليل على ردّ استدلالات معارضيه، سوى أنّه أصرّ على إنكاراته عبر أجوبة غير علمية ومقرونة بالسخرية والإهانة. وفضلاً عن ذلك، فقد ادّعى أنّ المسلمين لم يستدلّوا أبداً بالجمل المذكورة في التوراة، في حين أنّ الروايات الشيعية والسنّية استشهدت بهذه الجمل ونظائرها منذ القرون الإسلامية الاُولى.
إضافة إلى علمنا بأنّ عدداً كبيراً من اليهود والنصارى كانوا يعيشون في أرض الحجاز، حيث كان الكثير من القساوسة بينهم. فلو لم ترد أيّة إشارة إلى نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله في الكتاب المقدّس - كما يقول ابن ميمون - لكان اليهود والنصارى قد أتوا بكتبهم إلى النبيّ صلى اللّه عليه و آله ولطلبوا منه أن يدلّهم على اسمه، ولو افترضنا أنّه صلى اللّه عليه و آله عجز عن ذلك، لاتنتشر هذا الموضوع من قبل اُولئك الأشخاص، بل لتزلزلت عقائد