وهي من الأفعال البشرية.۱
ويؤكّد القرآن على أنّ نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله مأمور بتلاوة الوحي، ولا يتبع إلّا ما يُتلى عليه: « فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ »۲، وقد أكّد فعل القراءة في هذه الآية، فضلاً عن أنّ اسم الكتاب المنزل على نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله هو «القرآن» بمعنى «القراءة».
النبيّ المنتظر
جاء في إنجيل يوحنّا:
أرسل زعماء اليهود من مدينة اُورشليم ذات يوم عدداً من الكهنة إلى يحيى كي يعلموا هل يدّعي أنّه المسيح أم لا؟
فقال يحيى بصراحة ووضوح: كلّا، أنا لست المسيح، فسألوه: طيب، فمن أنت؟ هل أنت إلياس النبيّ؟ فأجاب: كلّا! فسألوا: هل أنت النبيّ الذي ننتظره؟
فأجاب مرّة اُخرى:
كلّا!۳
وجاء في الإصحاح السابع من هذا الإنجيل نفسه:
عندما جاء عيسى بين الناس، وأظهر معجزاته، اختلف الناس فيه، فقال بعضهم: هو المسيح. وقال بعض آخر: إنّه حقّاً نفس النبيّ الذي كنّا ننتظره.۴
ترى أيّ نبيّ كان اليهود ينتظرونه في عصر عيسى عليه السلام ؟ إنّه نفس النبيّ الذي وعد اللَّه في التوراة بظهوره قائلاً: إنّه كموسى عليه السلام ومن ذرّية إخوة بني إسرائيل. ويتّضح من هذه العبارة أنّ نبوءات أنبياء العهد القديم فيما يتعلّق بعيسى عليه السلام كانت بشأنه عليه السلام وعصر العهد الجديد، وبشأن محمّد صلى اللّه عليه و آله وعصر العهد النهائي وختام النبوّة.