وكلتا الكلمتين هما المعادلان القريبان من الكلمة اليونانية «بيراقلوتوس»۱ التي تشتمل على نفس العدد من الحروف الصامتة لكلمة «باراقلوتوس»۲؛ ولذلك فإنّها ذات روح معنوية واحدة بالنسبة إلى الناطقين باللغات السامية؛ وعليه فمن غير الضروري أن نفترض أنّ المسيحيين تصرّفوا في الإنجيل عمداً ووضعوا كلمة «باراقلوتوس» مكان «بيراقلوتوس» كي يزيلوا نبوءة عيسى بشأن نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله .۳
جدير ذكره أنّ بعض المسلمين ادّعوا أنّ هذه الكلمة كانت في الأصل «بريقلوتوس» بمعنى أحمد، وأنّ المسيحيين غيّروها إلى «باراقلوتوس» بمعنى المواسي.۴
ويقول المسيحيون في الردّ على هذه التهمة: إنّ كلمة «باراقلوتوس» سجّلت في بعض النسخ من أناجيل يعود تاريخها إلى قرون قبل ظهور الإسلام، وبذلك فإنّهم يشكّكون في ادّعاء تحريف الأناجيل الذي اُثير من قبل بعض المسلمين، ويقولون: أنّى لشخص أن يبدّل اسم نبيّ الإسلام من الأناجيل إلى كلمة اُخرى قبل ظهور الإسلام ونزول القرآن بقرون لمحو التنبّؤ بظهوره صلى اللّه عليه و آله ؟! وبناء على ذلك، فإنّ من غير الضروري - بعد إيضاحات البروفسور روبنسون - أن تتّهموا المسيحيين بتحريف الأناجيل، بل إنّ هاتين الكلمتين كتبتا عند الناطقين بالسامية هكذا: Parakletos في الكثير من الأناجيل؛ بسبب تماثل الحروف الصامتة في كلتيهما، ولروحهما المعنوية الواحدة.
وقد قال الإمام الرضا عليه السلام للجاثليق في المناظرة التي جرت في مجلس المأمون:
يا نصراني: هل تعرف في الإنجيل قول عيسى عليه السلام : إنّي ذاهب إلى ربّكم وربّي والبارقليطا جاء هو الّذي يشهد لي بالحقّ كما شهدت له،وهو الّذي يفسّر لكم كلّ