511
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

وكلتا الكلمتين هما المعادلان القريبان من الكلمة اليونانية «بيراقلوتوس»۱ التي تشتمل على نفس العدد من الحروف الصامتة لكلمة «باراقلوتوس»۲؛ ولذلك فإنّها ذات روح معنوية واحدة بالنسبة إلى الناطقين باللغات السامية؛ وعليه فمن غير الضروري أن نفترض أنّ المسيحيين تصرّفوا في الإنجيل عمداً ووضعوا كلمة «باراقلوتوس» مكان «بيراقلوتوس» كي يزيلوا نبوءة عيسى بشأن نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله .۳

جدير ذكره أنّ بعض المسلمين ادّعوا أنّ هذه الكلمة كانت في الأصل «بريقلوتوس» بمعنى أحمد، وأنّ المسيحيين غيّروها إلى «باراقلوتوس» بمعنى المواسي.۴

ويقول المسيحيون في الردّ على هذه التهمة: إنّ كلمة «باراقلوتوس» سجّلت في بعض النسخ من أناجيل يعود تاريخها إلى قرون قبل ظهور الإسلام، وبذلك فإنّهم يشكّكون في ادّعاء تحريف الأناجيل الذي اُثير من قبل بعض المسلمين، ويقولون: أنّى لشخص أن يبدّل اسم نبيّ الإسلام من الأناجيل إلى كلمة اُخرى قبل ظهور الإسلام ونزول القرآن بقرون لمحو التنبّؤ بظهوره صلى اللّه عليه و آله ؟! وبناء على ذلك، فإنّ من غير الضروري - بعد إيضاحات البروفسور روبنسون - أن تتّهموا المسيحيين بتحريف الأناجيل، بل إنّ هاتين الكلمتين كتبتا عند الناطقين بالسامية هكذا: Parakletos في الكثير من الأناجيل؛ بسبب تماثل الحروف الصامتة في كلتيهما، ولروحهما المعنوية الواحدة.

وقد قال الإمام الرضا عليه السلام للجاثليق في المناظرة التي جرت في مجلس المأمون:
يا نصراني: هل تعرف في الإنجيل قول عيسى عليه السلام : إنّي ذاهب إلى ربّكم وربّي والبارقليطا جاء هو الّذي يشهد لي بالحقّ كما شهدت له،وهو الّذي يفسّر لكم كلّ

1.Perikluto

2.Parakletos = Paraclete

3.المصدر نفسه، ص ۱۵۵.

4.راجع: محمد خاتم پيامبران: ج ۱ ص ۵۱۱ - ۵۱۲.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
510

بشائر الإنجيل‏

صرّح القرآن - كما مرّ - بأنّ الإنجيل كان يحوي بعض المعلومات عن النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله و أصحابه ، و أنّ هذه المعلومات كانت في متناول المسيحيين أيضاً. والسؤال المطروح اليوم هو: في أيّ كتابٍ للمسيحيين توجد هذه المعلومات؟

ويعتبر البروفسور نيل روبنسون‏۱ - العالم والقسيس المسيحي الذي تشرّف باعتناق الدين الإسلامي، ويعكف منذ سنين على البحوث القرآنية - رواية القرآن الكريم عن مَثَل أصحاب النبيّ في الإنجيل‏۲ إشارة إلى مَثَل الفلاح في الإنجيل‏۳. وقد كتب قائلاً: يرى القرآن أنّ التعاليم التوحيدية لعيسى عليه السلام - التي حرّفت لمدّة طويلة بواسطة الكنيسة - أتت اُكلها في النهاية كبذرة زرعت في أرض خصبة.۴

كما وكتب حول إشارة إنجيل يوحنّا إلى نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله قائلاً: يفيد هذا الإنجيل بأنّ «فارقليط الموعود (محمّد) يهدي المؤمنين إلى الحقيقة بتمامها»؛ ولأنّه عاجز عن القراءة والكتابة (اُمّي) «فإنّه لا يتكلّم من جانبه»، أي: إنّه لا يتكلّم إلّا بما يسمعه عن طريق الوحي‏۵. وكلمة محمّد تعني في اللغة «المحمود»۶، وتعني أحمد «المحمود للغاية».۷

1.تعرفت بهذا الأستاذ في السنة الدراسية ۲۰۰۲ - ۲۰۰۳م عندما ذهبت إلى جامعة ويلز في بريطانيا. وهو من تلاميذ جان هيك، وعمل في التدريس لسنين في جامعتي: ليدز وويلز في بريطانيا. والبروفسور روبنسون بريطاني الأصل، ويجيد اللغات: العبرية، اليونانية، اللاتينية، الألمانية، الفرنسية، العربية، وهو يعمل الآن في جامعة سيؤل في كوريا الجنوبية. ونشرت له عدّة كتب ومقالات عن الإسلام والمسيحية.

2.راجع: الحجرات: الآية ۲۹.

3.راجع: مرقس: الإصحاح ۴ الفقرات ۳ - ۱۵.

4.عيسى در قرآن: عسياي تاريخي وأسطورة تجسد: ص ۱۵۵.

5.يوحنّا: الإصحاح ۱۳ الفقرة ۱۶.

6.Praised

7.Highly praised

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27637
صفحه از 616
پرینت  ارسال به