509
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

وتخبرنا روايات الشيعة عن انعقاد مجلس بحضور الإمام الرضا عليه السلام ، عقده المأمون العبّاسي للمحاورة والمناظرة، وشارك فيه كبار علماء الأديان والمذاهب، ومن جملتهم اليهود والنصارى. وفي هذا المجلس خاطب الإمام الرضا عليه السلام العالم اليهودي قائلاً:
يا يهودي، اقبل عليّ أسألك بالعشر الآيات التي انزلت علي موسي بن عمران عليه السلام : هل تجد في التّوراة مكتوباً بنبإ محمّد صلى اللّه عليه و آله وامّته: إذا جاءت الامّة الأخيرة اتّباع راكب البعير يسبّحون الرّبّ جدّاً جدّاً، تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد، فليفرغ (فليفزغ) بنو إسرائيل إليهم وإلى ملكهم، لتطمئنّ قلوبهم، فإنّ بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الامم الكافرة في أقطار الأرض؛ أ هكذا هو في التّوراة مكتوب؟ قال رأس الجالوت: نعم، إنّا لنجده كذلك.
ثمّ قال للجاثليق: يا نصراني! كيف علمك بكتاب شيعا عليه السلام ؟ قال: أعرفه حرفاً حرفاً. قال لهما: أ تعرفان هذا من كلامه: يا قوم إنّي رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النّور، ورأيت راكب البعير ضوء مثل ضوء القمر؟ فقالا: قد قال ذلك شعيا.۱

و قد وردت الإشارة في بعض مصادر أهل السنّة إلى هذا التنبّؤ في كتاب أشعيا النبيّ.۲

ونلاحظ أنّ كتاب أشعيا اعتبر - في هذه الرواية - قسماً من التوراة، وهو شاهد على صدق نظريتنا القائلة بأنّ مجموعة العهد القديم كانت تسمّى في عهد نزول القرآن بالتوراة.

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۳۹ - ۱۵۸.

2.راجع: ربيع الأبرار في نصوص الأخبار: ج ۱ ص ۴۵، الكشف والبيان في تفسير القرآن: ج ۷ ص ۴۷۴.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
508

القرآن الكريم إلى أنّ محمّداً صلى اللّه عليه و آله هو نبيّ مثل موسى عليه السلام ، حيث يقول:
« إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى‏ فِرْعَوْنَ رَسُولًا » .۱

كما يعرّف كتاب (شريعة) نبيّ الإسلام بوصفه الكتاب المنزل بعد كتاب موسى: « إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى‏ »۲، و « وَ مِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى‏ إِمَامًا وَرَحْمَةً ».۳

ومن جهة اُخرى، فإنّ العبارة «سوف أضع كلامي في فمه» هي إشارة إلى أنّ ذلك النبيّ الموعود اُميّ لا يعرف القراءة والكتابة، ويبلّغ كلام اللَّه إلى الناس عن طريق الوحي الشفوي. في بعض التراجم الأخيرة للكتاب المقدّس أبدلت عبارة «من بين إخوتكم» بعبارة «من قوم إسرائيل»۴. ومع ذلك، فقد نقل قول موسى عليه السلام هذا في العهد الجديد أيضاً، فجاء في كتاب أعمال الرسل:
قال موسى لقوم إسرائيل: سوف يبعث اللَّه من بين إخوتكم نبيّاً مثلي لكم.۵

من هو راكب البعير؟

تنبّأ العدد السادس من الإصحاح الحادي والعشرين من كتاب أشعيا النبيّ، من كتب العهد القديم، بظهور عيسى عليه السلام ومحمّد صلى اللّه عليه و آله باستخدام التعبيرين الرمزيين: «راكب الحمار» و«راكب البعير». وطرأت على هذين التعبيرين فيما بعد بعض التغييرات في الترجمات، قد تغيّرت في هذا الكتاب عبارة «الشخص الراكب للحمار» إلى «الأشخاص الراكبين للحمار»، وعبارة «الشخص الراكب للبعير» إلى «الأشخاص الراكبين للبعير».۶

1.المزمل: ۱۵.

2.الأحقاف: ۳.

3.الأحقاف: ۱۲.

4.راجع: كتاب مقدس، ترجمه تفسيري : ص ۱۹۱.

5.أعمال الرسل: الإصحاح ۷، الفقرة ۳۷.

6.الرحلة المدرسية: ص ۷۹. راجع: التكوين: الإصحاح ۱۲ الفقرة ۱۶ والإصحاح ۲۴ الفقرات ۳۰، ۳۱و ۳۵؛ الإعداد: الإصحاح ۳۱، الفقرتان ۲۸، ۳۰؛ الخروج: الإصحاح ۲۲، الفقرتان: ۸و۹؛ اللاويين: الإصحاح ۱۱، الفقرة ۴ التثنية: الإصحاح ۱۴، الفقرة ۷؛ رسالة قضاة بني إسرائيل: الإصحاح ۵، الفقرة۱۰ والإصحاح ۱۰ الفقرة ۴ الإصحاح ۱۲، الفقرة ۱۴.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27444
صفحه از 616
پرینت  ارسال به