وسيناء لا يمكن أن يكونا في مكان واحد من وجهة نظر التوراة نفسها، فإنّ ذلك يخالف النصوص الأصلية العبرية واليونانية، وكلّ الترجمات المعتبرة للكتاب المقدّس.۱
الوعد بظهور نبيّ من ذرّية إسماعيل عليه السلام
يقول موسى عليه السلام طبقاً لما ورد في التوراة:
سوف يبعث اللَّه من بينكم، من بين إخوتكم، نبيّاً مثلي.۲
ثمّ يمضي إلى تكرار كلام اللَّه بحذافيره حيث يقول:
سوف يبعث اللَّه في المستقبل نبيّاً مثلك، من بين إخوتهم وسأضع كلامي في فمه.۳
ويشار في هذه الفقرات من خلال التعبير ب«إخوة بني إسرائيل» إلى أنّ النبيّ سيظهر من ذرّية إسماعيل. وأمّا القبائل التي كانت من ذرّية إسماعيل أو عيسو۴، الذين يعدّون في الحقيقة أبناء عمومة بني إسرائيل، فقد عدّتهم التوراة إخوة بني إسرائيل۵. والنبيّ الوحيد الذي نعلم مجيئه من ذرّية إسماعيل هو النبيّ محمّد صلى اللّه عليه و آله .
وفضلاً عن ذلك فالنصوص الدينية تفيد بأنّه سيأتي بشريعة كموسى عليه السلام ، ولم يدّع أيّ من أنبياء بني إسرائيل أنّه مثل موسى عليه السلام ، كما أنّ التوراة تصرّح بأنّه سوف لا يأتي نبي كموسى بين بني إسرائيل۶، في حين أنّ الإشارة وردت بنحو تلويحي في
1.كلّ الترجمات المعتبرة للعهد القديم - علي حدّ علي - سواء تلك التي ترجمت على أساس النصّ الأصلي العبري أو التي ترجمت من النصّ اليوناني، استخدمت في هذا النصّ جبل فاران (Mount Paran) على سبيل المثال راجع:
2.التثنية، الإصحاح ۱۸ الفقرة ۱۵.
3.التثنية، الإصحاح ۱۸ الفقرة ۱۸.
4.عيسو الأخ التوأم يعقوب عليه السلام .
5.على سبيل المثال. راجع: التثنية: الإصحاح ۲: الفقرة ۴و الإصحاح ۲۳: الفقرة ۷.
6.التثنية: الإصحاح ۳۴، الفقرة ۱۰.