منهم، وهي العهد القديم والعهد الجديد.
والشاهد الثاني أنّ المسيحيين يطلقون الآن أيضاً في عرفهم على مجموعة العهد الجديد اسم الإنجيل. وقد نشرت اليوم مجموعة «العهد الجديد» باسم «الإنجيل» بلغات مختلفة.۱
والشاهد الآخر: أنّ الروايات الإسلامية تنسب بشارات التوراة والإنجيل بنبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله إلى كتب ليست ضمن الأسفار الخمسة للتوراة، وكذلك الأناجيل الأربعة، رغم أنّها في مجموعة العهدين القديم والجديد.
ويمكن الاستنتاج في ضوء هذه الشواهد أنّ البشارات التي أشار إليها القرآن الكريم، كانت موجودة في مجموعة العهد القديم والعهد الجديد لليهود والمسيحيين؛ ولذلك فبإمكاننا؛ أن نعتبر البشارات الموجودة في كتب العهدين هي بشائر التوراة والإنجيل.
والملاحظة الاُخرى التي يجب التذكير بها أنّ مجموعة العهدين القديم والجديد الحاليين يكادان يكونان نفس ما كانا عليه في زمان نزول القرآن حيث تداولهما اليهود والمسيحيّون، بغضّ النظر عن بعض الاختلافات في النسخ والتراجم؛ لوجود نسخ من كتب العهدين في المكتبات ومتاحف العالم تطابق نصوصها نصّ العهدين الحاليين إلى حدّ كبير.۲
وبناء على ذلك، فلو كانت البشائر المتعلّقة بنبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله موجودة في التوراة والإنجيل في عهد نزول القرآن، فيجب أن يكون بمقدورنا اليوم أيضاً أن نجدها، أو أن نجد بقايا وآثاراً لها في العهدين.