505
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

ماذا يقول الكتاب المقدّس الحالي؟

رغم أنّ من الممكن أن تكون البشائر المتعلّقة برسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بصراحة أكثر في السنّة الشفوية، وبعض كتب أبوكريفا۱ المتداولة والشائعة في عهد نزول القرآن، إلّا أنّ من السهل العثور عليها في الكتابات بين اليهود والمسيحيين. وهنالك في كتب العهد القديم والعهد الجديد مواضع يمكن اعتبارها دالّة على بشائر أنبياء كبار، مثل: موسى وعيسى وأنبياء بني إسرائيل الآخرين، وسنتناول هنا أهمّ هذه المواضع في العهدين القديم والجديد.

نبوءات التوراة

تمّ الاستشهاد في الكتب المتعلّقة بالبشائر۲ وتفاسير القرآن‏۳ بمواضع كثيرة من نصوص العهد القديم، واعتبرها المؤلّفون والباحثون منطبقة على نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله .

ظهور آخر شريعة إلهية من فوق جبل فاران‏

جاء في التوراة:
هذه هي البركة التي أعطاها الرجل الإلهي موسى لبني إسرائيل قبل وفاته، فقد قال:

1.لليهود والمسيحيين مجموعتان من الكتب والكتابات المقدسة، إحداهما: الكتب القانونية المسماة (Cannon) وما قلناه فيما مضى عن كتب العهدين القديم والجديد، قصدنا به كتبهم القانونية. والاُخرى: هي الكتب المشكوك فيها وغير المعتبرة من وجهة نظر الزعماء الرسميين، وتسمى أبوكريفا (Apocrypha) ومن المحتمل أن بعضها كان شائعاً بين اليهود والمسيحيين في شبه الجزيرة العربية، وربما كانت البشارات المتعلّقة بنبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله فيها أكثر صراحة. وعلى سبيل المثال، فإنّ بعض المعجزات المتعلّقة بعيسى عليه السلام - مثل: الكلام في المهد، والنفخ في هيئة الطير وغير ذلك - لا توجد في النصوص الرسمية للأناجيل، إلّا أنّنا يمكننا مشاهدتها في كتب أبوكريفا المسيحية مثل الإنجيل العربي للطفولة وإنجيل توماس.

2.لدراسة أوسع، راجع: أنيس الأعلام في نصرة الإسلام، محمّد فخر الإسلام: ج ۵؛ بشارات عهدين، محمد صادقي تهراني؛ محمد در تورات وإنجيل، عبدالأحد داود؛ راه سعادت، الميرزا أبو الحسن الشعراني.

3.أوصل رشيد رضا في تفسير المنار عدد البشارات الموجودة في العهدين إلى ثمانية عشر بشارة (راجع: المنار: ج ۹، ص ۲۳۳۰ -۳۰۰).


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
504

منهم، وهي العهد القديم والعهد الجديد.

والشاهد الثاني أنّ المسيحيين يطلقون الآن أيضاً في عرفهم على مجموعة العهد الجديد اسم الإنجيل. وقد نشرت اليوم مجموعة «العهد الجديد» باسم «الإنجيل» بلغات مختلفة.۱

والشاهد الآخر: أنّ الروايات الإسلامية تنسب بشارات التوراة والإنجيل بنبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله إلى كتب ليست ضمن الأسفار الخمسة للتوراة، وكذلك الأناجيل الأربعة، رغم أنّها في مجموعة العهدين القديم والجديد.

ويمكن الاستنتاج في ضوء هذه الشواهد أنّ البشارات التي أشار إليها القرآن الكريم، كانت موجودة في مجموعة العهد القديم والعهد الجديد لليهود والمسيحيين؛ ولذلك فبإمكاننا؛ أن نعتبر البشارات الموجودة في كتب العهدين هي بشائر التوراة والإنجيل.

والملاحظة الاُخرى التي يجب التذكير بها أنّ مجموعة العهدين القديم والجديد الحاليين يكادان يكونان نفس ما كانا عليه في زمان نزول القرآن حيث تداولهما اليهود والمسيحيّون، بغضّ النظر عن بعض الاختلافات في النسخ والتراجم؛ لوجود نسخ من كتب العهدين في المكتبات ومتاحف العالم تطابق نصوصها نصّ العهدين الحاليين إلى حدّ كبير.۲

وبناء على ذلك، فلو كانت البشائر المتعلّقة بنبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله موجودة في التوراة والإنجيل في عهد نزول القرآن، فيجب أن يكون بمقدورنا اليوم أيضاً أن نجدها، أو أن نجد بقايا وآثاراً لها في العهدين.

1.نذكر على سبيل المثال هذه الموارد: إنجيل عيسى مسيح: كتاب عهد جديد، طبع انگلترا ۱۹۹۷؛ إنجيل شريف، دفتر نشر الكتاب المقدّس، الطبعة الاُولى، ۱۹۷۶، عهد الجديد يعني انجيل مقدس خداوند و نجات دهنده ما عيسى مسيح؛ بدون تاريخ ومحلّ الطبع، الإنجيل (الترجمة الجديدة للعهد الجديد).

2.راجع: تاريخ كليساى قديم: ص ۱۷؛ باستان‏شناسى كتاب مقدس: ص ۱۱۶.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27279
صفحه از 616
پرینت  ارسال به