في الإنجيل أم لا إلّا أنّ الروايات الإسلامية ذكرت في تفسير هذه الآية: أنّ هذه البشارة من بشائر الإنجيل. وقد جاء في حديث أنّ اسم نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله هو «أحمد» في الإنجيل.۱
ويدلّ هذا الحديث على أنّ بشارة عيسى عليه السلام بالنبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله جاءت في الإنجيل، فضلاً عن أنّ الأناجيل التي كانت متداولة في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله هي في الحقيقة السيرة القولية والعملية لعيسى عليه السلام والتي كتبها الآخرون بتأييد روح القدس على ما يرى المسيحيون، ولم تكن نفس كتابه عليه السلام أبداً.
وبغضّ النظر عن السنّة الشفوية بين أهل الكتاب في عهد نزول القرآن الكريم، والتي لم تصلنا منها معلومات دقيقة، فإنّ هذه المقالة بصدد بيان الإبهام وإزالته عن مسألتين مهمّتين:
إحداهما: معرفة أيّ كتاب أو كتب لليهود والمسيحيين قصد القرآن أساساً عند حديثه عن الآيات السابقة من التوراة والإنجيل، وهل المراد من التوراة، مجرّد الكتاب الذي نزل على موسى عليه السلام ، والمراد من الإنجيل، مجرد الوحي الذي نزل على عيسى، أم أنّ المراد من هذين العنوانين الكتب التي تشمل كتابي موسى وعيسى عليهما السلام ؟
والاُخرى: هل تعرّضت هذه البشائر للتحريف بعد الإسلام؟ أم كانت موجودة في نسخ خاصّة لم يكن يعرفها سوى اليهود و المسيحيّين القاطنين في جزيرة العرب؟ أم أنّه يمكن العثور عليها الآن أيضاً في النسخ المتداولة للكتاب المقدّس اليهودي والمسيحي؟
البشائر في أيّ نسخة من نسخ التوراة والإنجيل؟
تدلّ النظرة المجملة إلى آيات القرآن الكريم والتي ذكر فيها التوراة والإنجيل على أنّ القرآن لم يشر إلى مصداق واحد في جميع المواضع، بل إنّ استعماله لِلَفظَي