العالمية إلى كلّ الأنبياء والاُمم السابقة.
وفضلاً عن القرآن الكريم فقد أكّدت الروايات الإسلامية أيضاً هذا الأمر، وهو أنّ أنبياء العهد القديم بشّروا كذلك في كتبهم - وخاصة في الكتب المعروفة بالنبوءات، مثل كتاب النبيّ أشعيا - بظهور النبيّ محمّد صلى اللّه عليه و آله ، إضافة إلى تبشير النبيّ عيسى عليه السلام به وبنبوّته صلى اللّه عليه و آله .۱
ويمكن تصنيف إخبار القرآن الكريم وتعاليمه في باب بشارة الأنبياء السابقين بنبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله في ثلاث مراحل:
فقد أعلن القرآن الكريم في المرحلة الاُولى أنّ اللَّه أخذ العهد من كلّ الأنبياء على أن يبلّغوا اُممهم بأن تؤمن بكلّ نبيّ يأتي ويصدّق التعاليم الإلهية للأنبياء السابقين وتنصره. جاء في سورة آل عمران:
« وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِوَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِى قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّهِدِينَ ».۲
فإنّ هذه الآية - تبيّن حسب الروايات التفسيرية - أنّ كلّ الأنبياء السابقين أخذوا العهد من أقوامهم على أن يؤمنوا بنبيّ الإسلام وينصروه، حيث يدلّ هذا الأمر بحدّ ذاته وبنحو تلويحي على بشارة الأنبياء بنبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله أيضاً. وبغضّ النظر عن دلالة الآية على هذا الأمر، فالأحاديث تخبرنا هي أيضاً بأنّ اللَّه أخذ مثل هذا العهد على كلّ الأنبياء۳. كما أنّ كلّ نبيّ كان يبشّر بالنبيّ أو الأنبياء من بعده۴. وقد جاء - في حديث - عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال: