بحث في بشائر التوراة والإنجيل بخاتم الأنبياء ۱
عرض لموضوع البحث
يعتبر الظهور المتتالي لأنبياء اللَّه من ذرّية إبراهيم عليه السلام من التعاليم الملازمة التي وردت في كلّ من الديانات الإبراهيمية الكبرى، أي الإسلام والمسيحية واليهودية. ومع أخذ معتقدات أتباع هذه الأديان الثلاثة بعين الاعتبار، يمكن تقسيم حقبة ظهور أنبياء اللَّه إلى ثلاثة عصور: عصر العهد القديم، عصر العهد الجديد، عصر ختم النبوّة.
وحسب السنّة المسيحية، فإنّ أنبياء العهد القديم كانوا يضطلعون برسالة اُخرى غير هداية الناس، هي التنبّؤ بظهور عيسى ودخول البشرية في عصر العهد الجديد مع اللَّه؛ ولذلك فقد سمّي عند المسيحيين قسم ملفت للنظر من كتابات العهد القديم باسم كتب «التنبّؤ»۲ و «النبوءة» وأسّس المسيحيون ادّعاءهم بكون عيسى هو المسيح على تلك النبوءات.
وحسب السنّة الإسلامية، فإنّ كلّ الأنبياء متّصلون ببعضهم البعض كحلقات سلسلة واحدة، وكلّ نبي مصدّق لما قبله من الأنبياء، ومبشّر بالنبيّ أو الأنبياء من بعده؛ ولأنّ الشريعة الإسلامية في آخر حلقة الكمال، تبيّن العهد النهائي للَّه مع البشر، قد اُبلغ هذا العهد والميثاق، مع خصوصيّات خاتم الأنبياء صلى اللّه عليه و آله واُمّة الإسلام