497
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

بحث في بشائر التوراة والإنجيل بخاتم الأنبياء ۱

عرض لموضوع البحث‏

يعتبر الظهور المتتالي لأنبياء اللَّه من ذرّية إبراهيم عليه السلام من التعاليم الملازمة التي وردت في كلّ من الديانات الإبراهيمية الكبرى، أي الإسلام والمسيحية واليهودية. ومع أخذ معتقدات أتباع هذه الأديان الثلاثة بعين الاعتبار، يمكن تقسيم حقبة ظهور أنبياء اللَّه إلى ثلاثة عصور: عصر العهد القديم، عصر العهد الجديد، عصر ختم النبوّة.

وحسب السنّة المسيحية، فإنّ أنبياء العهد القديم كانوا يضطلعون برسالة اُخرى غير هداية الناس، هي التنبّؤ بظهور عيسى ودخول البشرية في عصر العهد الجديد مع اللَّه؛ ولذلك فقد سمّي عند المسيحيين قسم ملفت للنظر من كتابات العهد القديم باسم كتب «التنبّؤ»۲ و «النبوءة» وأسّس المسيحيون ادّعاءهم بكون عيسى هو المسيح على تلك النبوءات.

وحسب السنّة الإسلامية، فإنّ كلّ الأنبياء متّصلون ببعضهم البعض كحلقات سلسلة واحدة، وكلّ نبي مصدّق لما قبله من الأنبياء، ومبشّر بالنبيّ أو الأنبياء من بعده؛ ولأنّ الشريعة الإسلامية في آخر حلقة الكمال، تبيّن العهد النهائي للَّه مع البشر، قد اُبلغ هذا العهد والميثاق، مع خصوصيّات خاتم الأنبياء صلى اللّه عليه و آله واُمّة الإسلام

1.كتب هذا البحث الفاضل الكريم الدكتور محمّد كاظم شاكر.

2.Prophecy


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
496

مَلِكٍ لَنا فَلَم نَرجُمهُ ، ثُمَّ زَنى‏ رَجُلٌ آخَرُ ، فَأَرادَ المَلِكُ رَجمَهُ ، فَقالَ لَهُ قَومُهُ : لا ، حَتّى تَرجُمَ فُلاناً ، يَعنونَ ابنَ عَمِّهِ . فَقُلنا : تَعالَوا نَجتَمِع فَلنَضَع شَيئاً دونَ الرَّجمِ ، يَكونُ عَلَى الشَّريفِ وَالوَضيعِ ، فَوَضَعنَا الجَلدَ وَالتَّحميمَ ، وهَُو أن يُجلَدَ۱ أربَعينَ جَلدَةً ، ثُمَّ يُسَوَّدَ وُجوهُهُما ، ثُمَّ يُحمَلانِ عَلى‏ حِمارَينِ ، ويُجعَلُ وُجوهُهُما مِن قِبَلِ دُبُرِ الحِمارِ ، ويُطافُ بِهِما . فَجَعَلوا هذا مَكانَ الرَّجمِ .
فَقالَتِ اليَهودُ لِابنِ صورِيا : ما أسرَعَ ما أخبَرتَهُ بِهِ ! وما كُنتَ لِما أتَينا۲ عَلَيكَ بِأَهلٍ ، ولكِنَّكَ كُنتَ غائِباً فَكَرِهنا أن نَغتابَكَ! فَقالَ : إنَّهُ أنشَدَني بِالتَّوراةِ ولَولا ذلِكَ لَما أخبَرتُهُ بِهِ . فَأَمَرَ بِهِمَا النَّبِيُّ فَرُجِما عِندَ بابِ مَسجِدِهِ .
وقالَ : أنَا أوَّلُ مَن أحيا أمرَكَ إذ أماتوهُ ، فَأَنزَلَ اللَّهُ فيهِ : « يَأَهْلَ الْكِتَبِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَبِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ » فَقامَ ابنُ صورِيا ، فَوَضَعَ يَدَيهِ عَلى‏ رُكبَتَي رَسولِ اللَّهِ ، ثُمَّ قالَ : هذا مَقامُ العائِذِ بِاللَّهِ وبِكَ أن تَذكُرَ لَنَا الكَثيرَ الَّذي اُمِرتَ أن تَعفُوَ عَنهُ ، فَأَعرَضَ النَّبِيُّ عَن ذلِكَ .۳

۵۲۶. الدرّ المنثور عن ابن جريج : لَمّا أخبَرَ الأَعوَرُ سُمَويل بنُ صورِيا الَّذي صَدَّقَ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله عَلَى الرَّجمِ أنَّهُ في كِتِابِهِم ، وقالَ : لكِنّا نُخفيهِ ، فَنَزَلَت : « يَأَهْلَ الْكِتَبِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَبِ » وهُوَ شابٌّ أبيَضُ طَويلٌ مِن أهلِ فَدَكَ .۴

1.في بحار الأنوار : «يجلدا» بدل «يجلد» وهو الأنسب .

2.في بحار الأنوار : «أثنينا» بدل «أتينا» .

3.مجمع البيان : ج ۳ ص ۲۹۹ ، التبيان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۵۲۰ نحوه وليس فيه من «ولكن أخبرني» إلى «فأنزل اللَّه فيه» ، بحار الأنوار: ج ۲۲ ص ۲۵ وراجع: عوالي اللآلي : ج ۲ ص ۱۵۴ ح ۴۲۹ .

4.الدرّ المنثور : ج ۳ ص ۴۳ نقلاً عن ابن المنذر .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27564
صفحه از 616
پرینت  ارسال به