عَلَى بَشَرٍ مِّن شَىْءٍ »۱ فَنَزَلَت هذِهِ الآيَةُ ، رَواهُ أبو صالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ .
وكَذلِكَ قالَ سَعيدُ بنُ جُبَيرٍ وعِكرَمَةُ : نَزَلَت في مالِكِ بنِ الصَّيفِ .
وَالثّاني : أنَّ اليَهودَ قالوا : يا مُحَمَّدُ أنزَلَ اللَّهُ عَلَيكَ كِتاباً؟ قالَ : نَعَم ، قالوا : وَاللَّهِ ما أنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ كِتاباً؛ فَنَزَلَت هذِهِ الآيَةُ ، رَواهُ الوالِبِيُّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ .
وَالثّالِثُ : أنَّ اليَهودَ قالوا : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ موسى جاءَ بِأَلواحٍ يَحمِلُها مِن عِندِ اللَّهِ ، فَائتِنا بِآيَةٍ كَما جاءَ موسى ، فَنَزَلَ : « يَسَْلُكَ أَهْلُ الْكِتَبِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَبًا مِّنَ السَّمَاءِ » إلى قَولِهِ « عَظِيمًا »۲ فَلَمّا حَدَّثَهُم بِأَعمالِهِمُ الخَبيثَةِ ، قالوا : وَاللَّهِ ما أنزَلَ اللَّهُ عَلَيكَ ولا عَلى موسى وعيسى ولا عَلى بَشَرٍ مِن شَيءٍ، فَنَزَلَت هذِهِ الآيَةُ؛ قالَهُ مُحَمَّدُ بنُ كَعبٍ.
وَالرّابِعُ : أنَّها نَزَلَت فِي اليَهودِ وَالنَّصارى ، آتاهُمُ اللَّهُ عِلماً فَلَم يَنتَفِعوا بِهِ؛ قالَهُ قَتادَةُ .
وَالخامِسُ : أنَّها نَزَلَت في فنحاص اليَهودِيِّ ، وهُوَ الَّذي قالَ : « مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَىْءٍ » قالَهُ السُّدِّيُّ .
وَالسّادِسُ : أنَّها نَزَلَت في مُشرِكي قُرَيشٍ ، قالوا : وَاللَّهِ « مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَىْءٍ » رَواهُ ابنُ أبي نَجيحٍ عَن مُجاهِدٍ .
وَ السّابِعُ : أنَّ أوَّلَها إلى قَولِهِ « مِّن شَىْءٍ » في مُشرِكي قُرَيشٍ ، وقَولَهُ تَعالى : « مَنْ أَنزَلَ الْكِتَبَ الَّذِى جَاءَ بِهِ مُوسَى » فِي اليَهودِ ، رَواهُ ابنُ كَثيرٍ عَن مُجاهِدٍ .۳
۵۲۵. الإمام الباقر عليه السلام وجماعة من المفسّرين : إنَّ امرَأَةً مِن خَيبَرَ ذاتَ شَرَفٍ بَينَهُم زَنَت مَعَ رَجُلٍ مِن أشرافِهِم وهُما مُحصَنانِ ، فَكَرِهوا رَجمَهُما ، فَأَرسَلوا إلى يَهودِ المَدينَةِ وكَتَبوا إلَيهِم أن يَسأَلُوا النَّبِيَّ عَن ذلِكَ ، طَمَعاً في أن يَأتِيَ لَهُم بِرُخصَةٍ ، فَانطَلَقَ قَومٌ