493
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

۵۲۲. تفسير العيّاشي عن عبداللَّه بن سنان : سَأَلتُ أبا عَبدِاللَّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللَّهِ : « قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَبَ الَّذِى جَاءَ بِهِ مُوسَى‏ نُورًا وَهُدىً لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا » قالَ : كانوا يَكتُمونَ ما شاؤوا ويُبدونَ ما شاؤوا ، وفي رِوايَةٍ اُخرى‏ عَنهُ عليه السلام قالَ : كانوا يَكتُبونَهُ فِي القَراطيسِ ثُمَّ يُبدونَ ما شاؤوا ويُخفونَ ما شاؤوا ، وقالَ : كُلُّ كِتابٍ اُنزِلَ فَهُوَ عِندَ أهلِ العِلمِ .۱

۵۲۳. تفسير القمّي : وقَولُهُ : « وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ » قالَ : لَم يَبلُغوا مِن عَظَمَةِ اللَّهِ أن يَصِفوهُ بِصِفاتِهِ : « إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى‏ بَشَرٍ مِّن شَىْ‏ءٍ » وهُم قُرَيشٌ وَاليَهودُ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيهِم وَاحتَجَّ وقالَ : « قُلْ » لَهُم يا مُحَمَّدُ « مَنْ أَنزَلَ الْكِتَبَ الَّذِى جَاءَ بِهِ مُوسَى‏ نُورًا وَهُدىً لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا » يَعني تُقِرّونَ بِبَعضِها « وَتُخْفُونَ كَثِيرًا » يَعني مِن أخبارِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله « وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلَا ءَابَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ » يَعني فيما خاضوا فيهِ مِنَ التَّكذيبِ .۲

۵۲۴. زاد المسير : في سَبَبِ نُزولِها۳ سَبعَةُ أقوالٍ :
أحَدُها : أنَّ مالِكَ بنَ الصَّيفِ رَأسَ اليَهودِ ، أتى‏ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ذاتَ يَومٍ فَقالَ لَهُ رَسولُ اللَّهُ صلى اللّه عليه و آله : أنشُدُكَ بِالَّذي أنزَلَ التَّوراةَ عَلى‏ موسى‏ ، أتَجِدُ فيها أنَّ اللَّهُ يُبغِضُ الحِبرَ السَّمينَ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَأَنتَ الحِبرُ السَّمينُ .۴ فَغَضِبَ ، ثُمَّ قالَ : « مَا أَنزَلَ اللَّهُ

1.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۳۶۹ ح ۵۸ - ۵۹ ، بحار الأنوار: ج ۹ ص ۲۰۶ ح ۷۲ .

2.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۲۰۵ ح ۷۱ .

3.إشارة إلى الآية (۹۱) من سورة الأنعام : « مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى‏ بَشَرٍ مِّن شَىْ‏ءٍ ».

4.وزاد في تفسير الكشّاف (ج ۲ ص ۲۵) : قد سمنت من مالك الّذي يطعمك اليهود ، فضحك القوم . وراجع : تفسير السمرقندي : ج ۱ ص ۴۸۶ و تفسير الفخر الرازي : ج ۱۳ ص ۷۴ . ويحتمل أن يكون له معنى مجازياً وهي كما قال القرطبي في تفسيره (ج ۱۵ ص ۳۳۳) بعد نقل الحديث النبويّ «إنّ اللَّه يبغض البذخين الفرحين ويحبّ كلّ قلب حزين ويبغض أهل بيت لحميّن ويبغض كلّ حبر سمين» ؛ فأمّا أهل بيت لحمين : فالّذي يأكلون لحوم النّاس بالغيبة وأمّا الحبر السمين ، فالمتحبّر يعلم ولا يخبر بعلمه النّاس ، يعنى المتكثر من علمه ولا ينتفع به النّاس ، ذكره الماوردي . وجاء في الكافي ما يؤيّد هذا المعنى بالنسبة إلى بيت اللحم عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ رجلاً قال له : إنّ من قبلنا يروون أنّ اللَّه - عزّ وجلّ - يبغض بيت اللحم ، فقال : صدقوا وليس حيث ذهبوا ، إنّ اللَّه - عزّ وجلّ - يبغض البيت الّذي تؤكل فيه لحوم الناس .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
492

۵۱۷. تفسير الطبري عن ابن زيد في قوله :« الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ » قالَ : هؤُلاءِ يَهودُ ، وقَرَأَ : « وَيَكْتُمُونَ مَا ءَاتَل-هُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ » قالَ : يَبخَلونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنَ الرِّزقِ، ويَكتُمونَ ما آتاهُمُ‏اللَّهُ مِنَ الكُتُبِ، إذا سُئِلوا عَنِ الشَّي‏ءِ وما أنزَلَ اللَّهُ كَتَموهُ.۱

۵۱۸. تفسير الثعالبي : رُوِيَ أنَّ الآيَةَ۲ نَزَلَت في أحبارِ اليَهودِ بِالمَدينَةِ ، إذ كَتَموا أمرَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله وبَخِلوا بِهِ ، وَالتَّوَعُّدِ بِالعَذابِ المُهينِ لَهُم، « وَأَعْتَدْنَا » مَعناهُ: يَسَّرنا وأحضَرنا، وَالعَتيدُ: الحاضِرُ، وَالمُهينُ: الَّذي يَقتَرِنُ بِهِ خِزيٌ وذُلٌّ، وهُوَ أنكى‏ وأشَدُّ عَلَى المُعَذَّبِ.۳

۵۱۹. التبيان في تفسير القرآن عن ابن عبّاس ومجاهد والسدّي وابن زيد : إنَّ الآيَةَ۴ نَزَلَت فِي اليَهودِ ؛ إذ بَخِلوا بِإِظهارِ ما عَلِموهُ وكَتَموهُ مِن صِفَةِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله .۵

۵۲۰. الإمام الباقر عليه السلام - في قَولِهِ : « وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَبَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ » - : وذلِكَ أنَّ اللَّهَ أخَذَ ميثاقَ الَّذينَ اُوتُوا الكِتابَ في محُمَّدٍ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ إذا خَرَجَ ولا يَكتُمونَهُ « فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ » يَقولُ : نَبَذوا عَهدَ اللَّهِ وَراءَ ظُهورِهِم « وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ » .۶

۵۲۱. تفسير الطبري عن ابن عبّاس : قالَ عَبدُاللَّهِ بنُ الصَّيفِ وعَديِ‏ُّ بنُ زَيدٍ وَالحَرثُ بنُ عَوفٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ : تَعالَوا نُؤمِن بِما اُنزِلَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وأصحابِهِ غُدوَةً ونَكفُر بِهِ عَشِيَّةً ، حَتّى‏ نَلبِسَ عَلَيهِم دينَهُم ، لَعَلَّهُم يَصنَعونَ كَما نَصنَعُ ، فَيَرجِعوا عَن دينِهِم . فَأَنزَلَ اللَّهُ عزّ و جلّ فيهِم : « يَأَهْلَ الْكِتَبِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَطِلِ » إلى‏ قَولِهِ « وَاللَّهُ وَ سِعٌ عَلِيمٌ »۷.۸

1.تفسير الطبري : ج ۴ الجزء ۵ ص ۸۶ .

2.النساء : ۳۷ .

3.تفسير الثعالبي : ج ۲ ص ۲۳۶ .

4.إشارة إلى الآية : «الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ...» (النساء : ۳۷) .

5.التبيان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۱۹۶ .

6.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۲۸ عن أبي الجارود ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۱۹۲ ح ۳۵ .

7.آل عمران : ۷۱ - ۷۳ .

8.تفسير الطبري : ج ۳ الجزء ۳ ص ۳۱۰ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۲ ص ۲۰۲ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27881
صفحه از 616
پرینت  ارسال به