485
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

أبَا القاسِمِ ، حَدِّثنا عَن خِلالٍ نَسأَ لُكَ عَنهُنَّ لا يَعلَمُهُنَّ إلّا نَبِيٌّ ، قالَ : سَلوني عَمّا شِئتُم ، ولكِنِ اجعَلوا لي ذِمَّةَ اللَّهِ وما أخَذَ يَعقوبُ عليه السلام عَلى‏ بَنيهِ ، لَئِن حَدَّثتُكُم شَيئاً فَعَرَفتُموهُ لَتُتابِعُنّي عَلَى الإِسلامِ ، قالوا : فَذلِكَ لَكَ .
قالَ : فَسَلوني عَمّا شِئتُم ، قالوا: أخبِرنا عَن أربَعِ خِلالٍ نَسأَ لُكَ عَنهُنَّ: أخبِرنا أيَّ الطَّعامِ حَرَّمَ إسرائيلُ عَلى‏ نَفسِهِ مِن قَبلِ أن تُنَزَّلَ التَّوراةُ؟ وأخبِرنا كَيفَ ماءُ المَرأَةِ وماءُ الرَّجُلِ ، كَيفَ يَكونُ الذَّكَرُ مِنهُ؟ وأخبِرنا كَيفَ هذَا النَّبِيُّ الاُمِّيُّ فِي النَّومِ ، ومَن وَلِيُّهُ مِنَ المَلائِكَةِ؟
قالَ : فَعَلَيكُم عَهدُ اللَّهِ وميثاقُهُ لَئِن أنَا أخبَرتُكُم لَتُتابِعُنّي ، قالَ : فَأَعطَوهُ ما شاءَ مِن عَهدٍ وميثاقٍ .
قالَ : فَأَنشُدُكُم بِالَّذي أنزَلَ التَّوراةَ عَلى‏ موسى‏ عليه السلام ، هَل تَعلَمونَ أنَّ إسرائيلَ يَعقوبَ عليه السلام مَرِضَ مَرَضاً شَديداً وطالَ سُقمُهُ ، فَنَذَرَ للَّهِ‏ِ نَذراً لَئِن شَفاهُ اللَّهُ تَعالى‏ مِن سُقمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أحَبَّ الشَّرابِ إلَيهِ وأحَبَّ الطَّعامِ إلَيهِ ، وكانَ أحَبُّ الطَّعامِ إلَيهِ لُحمانَ الإِ بِلِ ، وأحَبُّ الشَّرابِ إلَيهِ ألبانَها؟
قالوا : اللَّهُمَّ نَعَم .
قالَ : اللَّهُمَّ اشهَد عَلَيهِم . فَأَنشُدُكُم بِاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الَّذي أنزَلَ التَّوراةَ عَلى‏ موسى‏ ، هَل تَعلَمونَ أنَّ ماءَ الرَّجُلِ أبيَضُ غَليظٌ وأنَّ ماءَ المَرأَةِ أصفَرُ رَقيقٌ ، فَأَيُّهُما عَلا كانَ لَهُ الوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذنِ اللَّهِ ، إن عَلا ماءُ الرَّجُلِ عَلى‏ ماءِ المَرأَةِ كانَ ذَكَراً بِإِذنِ اللَّهِ ، وإن عَلا ماءُ المَرأَةِ عَلى‏ ماءِ الرَّجُلِ كانَ اُنثى‏ بِإِذنِ اللَّهِ؟
قالوا : اللَّهُمَّ نَعَم .
قالَ : اللَّهُمَّ اشهَد عَلَيهِم . فَأَنشُدُكُم بِالَّذي أنزَلَ التَّوراةَ عَلى‏ موسى‏ ، هَل تَعلَمونَ أنَّ هذَا النَّبِيَّ الاُمِّيَّ تَنامُ عَيناهُ ولا يَنامُ قَلبُهُ؟
قالوا : اللَّهُمَّ نَعَم .
قالَ: اللَّهُمَّ اشهَد .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
484

قالَ : لِأَنَّهُ يَنزِلُ بِالبَلاءِ وَالشِّدَّةِ عَلى‏ بَني إسرائيلَ ، ودَفَعَ «دانيالَ» عَن قَتلِ «بُختَ نَصَّرَ» حَتّى‏ قَوِيَ أمرُهُ وأهلَكَ بَني إسرائيلَ ، وكَذلِكَ كُلُّ بَأسٍ وشِدَّةٍ لا يُنزِلُها إلّا جَبرَئيلُ ، وميكائيلُ يَأتينا بِالرَّحمَةِ .
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : وَيحَكَ ! أجَهِلتَ أمرَ اللَّهِ؟ وما ذَنبُ جَبرَئيلَ إلّا أن أطاعَ اللَّهَ فيما يُريدُهُ بِكُم؟ أرَأَيتُم مَلَكَ المَوتِ ، أ هُوَ عَدُوُّكُم وقَد وَكَّلَهُ اللَّهُ بِقَبضِ أرواحِ الخَلقِ الَّذي أنتُم مِنهُ؟ أرَأَيتُمُ الآباءَ وَالاُمَّهاتِ إذا أوجَرُوا۱ الأَولادَ الدَّواءَ الكَريهَةَ لِمَصالِحِهِم ، أيَجِبُ أن يَتَّخِذَهُم أولادُهُم أعداءً مِن أجلِ ذلِكَ؟ لا ، ولكِنَّكُم بِاللَّهِ جاهِلونَ ، وعَن حُكمِهِ غافِلونَ . أشهَدُ أنَّ جَبرَئيلَ وميكائيلَ بِأَمرِ اللَّهِ عامِلانِ ولَهُ مُطيعانِ ، وأنَّهُ لا يُعادي أحَدَهُما إلّا مَن عادَىَ الآخَرَ ، وأنَّ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّ أحَدَهُما ويُبغِضُ الآخَرَ فَقَد كَفَرَ وكَذَبَ .۲

۵۰۳. صحيح البخاري عن أنس : سَمِعَ عَبدُاللَّهِ بنُ سَلامٍ بِقُدومِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وهُوَ في أرضٍ يَختَرِفُ‏۳ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله فَقالَ : إنّي سائِلُكَ عَن ثَلاثٍ لا يَعلَمُهُنَّ إلّا نَبِيٌّ؛ فَما أوَّلُ أشراطِ السّاعَةِ؟ وما أوَّلُ طَعامِ أهلِ الجَنَّةِ؟ وما يَنزِعُ الوَلَدَ ؛ إلى‏ أبيهِ أو إلى‏ اُمِّهِ؟
قالَ : أخبَرَني بِهِنَّ جِبريلُ آنِفاً . قالَ : جِبريلُ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : ذاكَ عَدُوُّ اليَهودِ مِنَ المَلائِكَةِ .
فَقَرَأَ هذِهِ الآيَةَ : « مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى‏ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ » .۴

۵۰۴. مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس : حَضَرَت عِصابَةٌ۵ مِنَ اليَهودِ نَبِيَّ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَوماً ، فَقالوا: يا

1.تَوجّر الدواء : بَلَعَهُ شيئاً بعد شي‏ء (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۷۹ «وجر») .

2.الاحتجاج : ج ۱ ص ۸۶ ح ۲۵ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۴۰۶ ح ۲۷۷ ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۲۸۳ ح ۱ .

3.يَختَرِفُ : أي يجتني (النهاية : ج ۲ ص ۲۴ «خرف») .

4.صحيح البخاري : ج ۴ ص ۱۶۲۸ ح ۴۲۱۰ ، مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۳۷۸ ح ۱۲۹۶۹ ، صحيح ابن حبّان : ج ۱۶ ص ۱۱۷ ح ۷۱۶۱ ، السنن الكبرى للنسائي: ج ۵ ص ۷۰ ح ۸۲۵۴ ، مسند أبي يعلى‏ : ج ۴ ص ۶۹ ح ۳۸۴۴ كلّها نحوه ؛ علل الشرائع : ص ۹۴ ح ۳ ، بحار الأنوار: ج ۹ ص ۳۰۳ ح ۷ .

5.العِصَابَةُ : هم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين (النهاية : ج ۳ ص ۲۴۳ «عصب») .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27925
صفحه از 616
پرینت  ارسال به