قالَ : لِأَنَّهُ يَنزِلُ بِالبَلاءِ وَالشِّدَّةِ عَلى بَني إسرائيلَ ، ودَفَعَ «دانيالَ» عَن قَتلِ «بُختَ نَصَّرَ» حَتّى قَوِيَ أمرُهُ وأهلَكَ بَني إسرائيلَ ، وكَذلِكَ كُلُّ بَأسٍ وشِدَّةٍ لا يُنزِلُها إلّا جَبرَئيلُ ، وميكائيلُ يَأتينا بِالرَّحمَةِ .
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : وَيحَكَ ! أجَهِلتَ أمرَ اللَّهِ؟ وما ذَنبُ جَبرَئيلَ إلّا أن أطاعَ اللَّهَ فيما يُريدُهُ بِكُم؟ أرَأَيتُم مَلَكَ المَوتِ ، أ هُوَ عَدُوُّكُم وقَد وَكَّلَهُ اللَّهُ بِقَبضِ أرواحِ الخَلقِ الَّذي أنتُم مِنهُ؟ أرَأَيتُمُ الآباءَ وَالاُمَّهاتِ إذا أوجَرُوا۱ الأَولادَ الدَّواءَ الكَريهَةَ لِمَصالِحِهِم ، أيَجِبُ أن يَتَّخِذَهُم أولادُهُم أعداءً مِن أجلِ ذلِكَ؟ لا ، ولكِنَّكُم بِاللَّهِ جاهِلونَ ، وعَن حُكمِهِ غافِلونَ . أشهَدُ أنَّ جَبرَئيلَ وميكائيلَ بِأَمرِ اللَّهِ عامِلانِ ولَهُ مُطيعانِ ، وأنَّهُ لا يُعادي أحَدَهُما إلّا مَن عادَىَ الآخَرَ ، وأنَّ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّ أحَدَهُما ويُبغِضُ الآخَرَ فَقَد كَفَرَ وكَذَبَ .۲
۵۰۳. صحيح البخاري عن أنس : سَمِعَ عَبدُاللَّهِ بنُ سَلامٍ بِقُدومِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وهُوَ في أرضٍ يَختَرِفُ۳ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله فَقالَ : إنّي سائِلُكَ عَن ثَلاثٍ لا يَعلَمُهُنَّ إلّا نَبِيٌّ؛ فَما أوَّلُ أشراطِ السّاعَةِ؟ وما أوَّلُ طَعامِ أهلِ الجَنَّةِ؟ وما يَنزِعُ الوَلَدَ ؛ إلى أبيهِ أو إلى اُمِّهِ؟
قالَ : أخبَرَني بِهِنَّ جِبريلُ آنِفاً . قالَ : جِبريلُ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : ذاكَ عَدُوُّ اليَهودِ مِنَ المَلائِكَةِ .
فَقَرَأَ هذِهِ الآيَةَ : « مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ » .۴
۵۰۴. مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس : حَضَرَت عِصابَةٌ۵ مِنَ اليَهودِ نَبِيَّ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَوماً ، فَقالوا: يا
1.تَوجّر الدواء : بَلَعَهُ شيئاً بعد شيء (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۷۹ «وجر») .
2.الاحتجاج : ج ۱ ص ۸۶ ح ۲۵ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۴۰۶ ح ۲۷۷ ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۲۸۳ ح ۱ .
3.يَختَرِفُ : أي يجتني (النهاية : ج ۲ ص ۲۴ «خرف») .
4.صحيح البخاري : ج ۴ ص ۱۶۲۸ ح ۴۲۱۰ ، مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۳۷۸ ح ۱۲۹۶۹ ، صحيح ابن حبّان : ج ۱۶ ص ۱۱۷ ح ۷۱۶۱ ، السنن الكبرى للنسائي: ج ۵ ص ۷۰ ح ۸۲۵۴ ، مسند أبي يعلى : ج ۴ ص ۶۹ ح ۳۸۴۴ كلّها نحوه ؛ علل الشرائع : ص ۹۴ ح ۳ ، بحار الأنوار: ج ۹ ص ۳۰۳ ح ۷ .
5.العِصَابَةُ : هم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين (النهاية : ج ۳ ص ۲۴۳ «عصب») .