فَقالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله : ألَستُم تَعلَمونَ أنَّهُ لا يَكونُ وَلَدٌ إلّا ويُشبِهُ أباهُ؟ قالوا : بَلى. قالَ : ألَستُم تَعلَمونَ أنَّ رَبَّنا حَيٌّ لا يَموتُ ، وأنَّ عيسى يَأتي عَلَيهِ الفَناءُ؟ قالوا : بَلى . قالَ : ألَستُم تَعلَمونَ أنَّ رَبَّنا قَيِّمٌ۱عَلى كُلِّ شَيءٍ ويَحفَظُهُ ويَرزُقُهُ؟ قالوا : بَلى. قالَ : فَهَل يَملِكُ عيسى مِن ذلِكَ شَيئاً؟ قالوا : لا . قالَ : ألَستُم تَعلَمونَ أنَّ اللَّهَ لا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ؟ قالوا : بَلى . قالَ : فَهَل يَعلَمُ عيسى مِن ذلِكَ إلّا ما عُلِّمَ؟ قالوا : لا . قالَ : فَإِنَّ رَبَّنا صَوَّرَ عيسى فِي الرَّحِمِ كَيفَ شاءَ ، ورَبُّنا لا يَأكُلُ ولا يَشرَبُ ولا يُحدِثُ . قالوا : بَلى. قالَ : ألَستُم تَعلَمونَ أنَّ عيسى حَمَلَتهُ اُمُّهُ كَما تَحمِلُ المَرأَةُ ، ثُمَّ وَضَعَتهُ كَما تَضَعُ المَرأَةُ وَلَدَها ، ثُمَّ غُذِّيَ كَما يُغَذَّى الصَّبِيُّ ، ثُمَّ كانَ يَطعَمُ ويَشرَبُ ويُحدِثُ؟ قالوا : بَلى . قالَ : فَكَيفَ يَكونُ هذا كَما زَعَمتُم؟ فَسَكَتوا .
فَأَنزَلَ اللَّهُ فيهِم صَدرَ سورَةِ آلِ عِمرانَ إلى بِضعٍ وثَمانينَ آيَةً .۲
۴۹۹. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : أخبَرَ اللَّهُ تَعالى أنَّ مَن لا يُؤمِنُ بِالقُرآنِ فَما آمَنَ بِالتَّوراةِ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعالى أخَذَ عَلَيهِمُ الإِيمانَ بِهِما ، لا يَقبَلُ الإِيمانَ بِأَحَدِهِما إلّا مَعَ الإِيمانِ بِالآخَرِ .۳
۵۰۰. الإمام الباقر عليه السلام - في قَولِهِ تَعالى : « لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ » - : ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً مِن لَدُن آدَمَ فَهَلُمَّ جَرّاً إلّا ويَرجِعُ إلَى الدُّنيا فَيُقاتِلُ ويَنصُرُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وأميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام ، ثُمَّ أخَذَ أيضاً ميثاقَ الأَنبِياءِ عَلى رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَقالَ : « قُلْ - يا مُحَمَّدُ - ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَ هِيمَ وَإِسْمَعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِىَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ »۴.۵
1.قَيِّم : القائم باُمور الخلق ، ومدبّر العالم في جميع أحواله (النهاية : ج ۴ ص ۱۳۴ «قيم») .
2.مجمع البيان : ج ۲ ص ۶۹۵؛ أسباب نزول القرآن : ص ۹۹ ح ۱۹۰ ، تفسير الطبري : ج ۳ الجزء ۳ ص ۱۶۲ ، تفسير ابن كثير : ج ۲ ص ۴۰ كلاهما نحوه .
3.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۴۰۴ ح ۲۷۶ ، بحار الأنوار: ج ۷ ص ۱۸۶ ح ۴۶ .
4.آل عمران : ۸۴ .
5.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۴۷ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۱۶۷ كلاهما عن أبي بصير ، بحار الأنوار: ج ۵ ص ۲۳۷ ح ۱۳ .