481
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

فَقالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله : ألَستُم تَعلَمونَ أنَّهُ لا يَكونُ وَلَدٌ إلّا ويُشبِهُ أباهُ؟ قالوا : بَلى‏. قالَ : ألَستُم تَعلَمونَ أنَّ رَبَّنا حَيٌّ لا يَموتُ ، وأنَّ عيسى‏ يَأتي عَلَيهِ الفَناءُ؟ قالوا : بَلى‏ . قالَ : ألَستُم تَعلَمونَ أنَّ رَبَّنا قَيِّمٌ‏۱عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ ويَحفَظُهُ ويَرزُقُهُ؟ قالوا : بَلى‏. قالَ : فَهَل يَملِكُ عيسى‏ مِن ذلِكَ شَيئاً؟ قالوا : لا . قالَ : ألَستُم تَعلَمونَ أنَّ اللَّهَ لا يَخفى‏ عَلَيهِ شَي‏ءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ؟ قالوا : بَلى‏ . قالَ : فَهَل يَعلَمُ عيسى‏ مِن ذلِكَ إلّا ما عُلِّمَ؟ قالوا : لا . قالَ : فَإِنَّ رَبَّنا صَوَّرَ عيسى‏ فِي الرَّحِمِ كَيفَ شاءَ ، ورَبُّنا لا يَأكُلُ ولا يَشرَبُ ولا يُحدِثُ . قالوا : بَلى‏. قالَ : ألَستُم تَعلَمونَ أنَّ عيسى‏ حَمَلَتهُ اُمُّهُ كَما تَحمِلُ المَرأَةُ ، ثُمَّ وَضَعَتهُ كَما تَضَعُ المَرأَةُ وَلَدَها ، ثُمَّ غُذِّيَ كَما يُغَذَّى الصَّبِيُّ ، ثُمَّ كانَ يَطعَمُ ويَشرَبُ ويُحدِثُ؟ قالوا : بَلى‏ . قالَ : فَكَيفَ يَكونُ هذا كَما زَعَمتُم؟ فَسَكَتوا .
فَأَنزَلَ اللَّهُ فيهِم صَدرَ سورَةِ آلِ عِمرانَ إلى‏ بِضعٍ وثَمانينَ آيَةً .۲

۴۹۹. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : أخبَرَ اللَّهُ تَعالى‏ أنَّ مَن لا يُؤمِنُ بِالقُرآنِ فَما آمَنَ بِالتَّوراةِ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعالى‏ أخَذَ عَلَيهِمُ الإِيمانَ بِهِما ، لا يَقبَلُ الإِيمانَ بِأَحَدِهِما إلّا مَعَ الإِيمانِ بِالآخَرِ .۳

۵۰۰. الإمام الباقر عليه السلام - في قَولِهِ تَعالى‏ : « لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ » - : ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً مِن لَدُن آدَمَ فَهَلُمَّ جَرّاً إلّا ويَرجِعُ إلَى الدُّنيا فَيُقاتِلُ ويَنصُرُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وأميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام ، ثُمَّ أخَذَ أيضاً ميثاقَ الأَنبِياءِ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَقالَ : « قُلْ - يا مُحَمَّدُ - ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى‏ إِبْرَ هِيمَ وَإِسْمَعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِىَ مُوسَى‏ وَعِيسَى‏ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ »۴.۵

1.قَيِّم : القائم باُمور الخلق ، ومدبّر العالم في جميع أحواله (النهاية : ج ۴ ص ۱۳۴ «قيم») .

2.مجمع البيان : ج ۲ ص ۶۹۵؛ أسباب نزول القرآن : ص ۹۹ ح ۱۹۰ ، تفسير الطبري : ج ۳ الجزء ۳ ص ۱۶۲ ، تفسير ابن كثير : ج ۲ ص ۴۰ كلاهما نحوه .

3.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۴۰۴ ح ۲۷۶ ، بحار الأنوار: ج ۷ ص ۱۸۶ ح ۴۶ .

4.آل عمران : ۸۴ .

5.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۴۷ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۱۶۷ كلاهما عن أبي بصير ، بحار الأنوار: ج ۵ ص ۲۳۷ ح ۱۳ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
480

أمرُهُم : العاقِبُ‏۱ أميرُ القَومِ وصاحِبُ مَشوَرَتِهِمُ الَّذي لا يُصدِرونَ إلّا عَن رَأيِهِ ، وَاسمُهُ عَبدُالمَسيحِ .
وَالسَّيِّدُ ثِمالُهُم‏۲ وصاحِبُ رَحلِهِم ، وَاسمُهُ الأَيهَمُ ، وأبو حارِثَةَ بنُ عَلقَمَةَ اُسقُفُهُم‏۳ وحِبرُهُم‏۴ وإمامُهُم وصاحِبُ مِدراسِهم‏۵ . وكانَ قَد شَرُفَ فيهِم ، ودَرَسَ كُتُبَهُم ، وكانَت مُلوكُ الرّومِ قَد شَرَّفوهُ ومَوَّلوهُ ، وبَنَوا لَهُ الكَنائِسَ لِعِلمِهِ وَاجتِهادِهِ .
فَقَدِموا عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله المَدينَةَ ، ودَخَلوا مَسجِدَهُ حينَ صَلَّى العَصرَ ، عَلَيهِم ثِيابُ الحِبَراتِ ، جُبَبٌ وأردِيَةٌ في جَمالِ رِجالِ بَلحارِثِ‏۶بنِ كَعبٍ ، يَقولُ بَعضُ مَن رَآهُم مِن أصحابِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : ما رَأَينا وَفداً مِثلَهُم ، وقَد حانَت صَلاتُهُم فَأَقبَلوا يَضرِبونَ بِالنّاقوسِ ، وقاموا فَصَلّوا في مَسجِدِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَقالَتِ الصَّحابَةُ : يا رَسولَ اللَّهِ! هذا في مَسجِدِكَ ! فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : دَعوهُم ، فَصَلّوا إلَى المَشرِقِ .
فَتَكَلَّمَ السَّيِّدُ وَالعاقِبُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ۷ ، فَقالَ لَهُما رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله :
أسلِما. قالا : قَد أسلَمنا قَبلَكَ . قالَ : كَذَبتُما ! يَمنَعُكُما مِنَ الإِسلامِ دُعاؤُكُما للَّهِ‏ِ وَلَداً ، وعِبادَتُكُمَا الصَّليبَ ، وأكلُكُمَا الخِنزيرَ . قالا : إن لَم يَكُن وَلَدَ اللَّهِ ، فَمَن أبوهُ؟ وخاصَموهُ جَميعاً في عيسى‏ .

1.العاقب : الذي يخلف مَن قبله في الخير ، والعاقب والسيّد [للنصارى‏] هما من رؤسائهم وأصحاب مراتبهم (لسان العرب : ج ۱ ص ۶۱۴ «عقب») .

2.الثِّمال : الملجأ والغياث والمطعم في الشدّة (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۹۴ «ثمل») .

3.الاُسقُف : عالم من علماء النصارى ورؤسائهم (النهاية : ج ۲ ص ۳۷۹ «سقف») .

4.الحِبْرُ والحَبْرُ : العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه (الصحاح : ج ۲ ص ۶۲۰ «حبر») .

5.في المصدر: «مَدارسهم» ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى . ومِدراس اليهود : كنيستُهم ، والجمع مَداريس (المصباح المنير : ص ۱۹۲ «درس») .

6.قولهم : بَلحارِثٍ لبني الحارِثِ من شواذ التخفيف (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۶۵ «حرث») .

7.كذا في المصدر ، ولعلّ الصواب : « فكلّم السيّدُ والعاقب رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله » ، أو : « فتكلّم السيّدُ و العاقبُ إلى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله » .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27614
صفحه از 616
پرینت  ارسال به