479
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

۴۹۵. تفسير الطبري عن ابن عبّاس - في قَولِهِ تَعالى‏ : « وَ كَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ » - : يَقولُ : يَستَنصِرونَ بِخُروجِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله عَلى‏ مُشرِكِي العَرَبِ ، يَعني بِذلِكَ أهلَ الكِتابِ ، فَلَمّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلى اللّه عليه و آله ورَأَوهُ مِن غَيرِهِم ، كَفَروا بِهِ وحَسَدوهُ .۱

۴۹۶. الدرّ المنثور عن ابن عبّاس : كانَ يَهودُ أهلِ المَديَنةِ قَبلَ قُدومِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله إذا قاتَلوا مَن يَليهِم مِن مُشرِكي العَرَبِ مِن أسَدٍ وغَطَفانَ وجُهَينَةَ وعُذرَةَ ، يَستَفتِحونَ عَلَيهِم ويَستَنصِرونَ ، يَدعونَ عَلَيهِم بِاسمِ نَبِيِّ اللَّهِ فَيَقولونَ : اللَّهُمَّ رَبَّنَا انصُرنا عَلَيهِم بِاسمِ نَبِيِّكَ وبِكِتابِكَ الَّذي تُنزِلُ عَلَيهِ ، الَّذي وَعَدتَنا أنَّكَ باعِثُهُ في آخِرِ الزَّمانِ .۲

۴۹۷. تفسير الطبري عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن أشياخ منهم : فينا وَاللَّهِ وفيهِم - يَعني فِي الأَنصارِ وفِي اليَهودِ الَّذينَ كانوا جيرانَهُم - نَزَلَت هذِهِ القِصَّةُ ، يَعني : « وَ لَمَّا جَاءَهُمْ كِتَبٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَ كَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ » قالوا : كُنّا قَد عَلَوناهُم دَهراً فِي الجاهِلِيَّةِ ، ونَحنُ أهلُ الشِّركِ وهُم أهلُ الكِتابِ ، فَكانوا يَقولونَ : إنَّ نَبِيّاً الآنَ مَبعَثُهُ قَد أظَلَّ زَمانُهُ ، يَقتُلُكُم قَتلَ عادٍ وإرَمَ ، فَلَمّا بَعَثَ اللَّهُ تَعالى‏ ذِكرُهُ رَسولَهُ مِن قُرَيشٍ وَاتَّبَعناهُ كَفَروا بِهِ . يَقولُ اللَّهُ : « فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ » .۳

۴۹۸. مجمع البيان عن الكلبي ومحمّد بن إسحاق والربيع بن أنس : نَزَلَت أوائِلُ السّورَةِ۴ إلى‏ نَيِّفٍ وثَمانينَ آيَةً في وَفدِ نَجرانَ ، وكانوا سِتّينَ راكِباً ، قَدِموا عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، وفيهِم أربَعَةَ عَشَرَ رَجُلاً مِن أشرافِهِم ، وفِي الأَربَعَةَ عَشَرَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَؤولُ إلَيهِم

1.تفسير الطبري : ج ۱ الجزء ۱ ص ۴۱۱ ، تفسير ابن كثير : ج ۱ ص ۱۷۸ .

2.الدرّ المنثور : ج ۱ ص ۲۱۶ نقلاً عن دلائل النبوّة لأبي نعيم .

3.تفسير الطبري : ج ۱ الجزء ۱ ص ۴۱۰ ، تفسير ابن كثير : ج ۱ ص ۱۷۸ وراجع: فتح الباري : ج ۷ ص ۲۲۰ ، ودلائل النبوّة للبيهقي : ج ۲ ص ۴۳۴ ، والسيرة النبويّة لابن هشام : ج ۲ ص ۷۰ .

4.آل عمران .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
478

إن تَتَّقوا لَم تَقدَحوا۱ في نُبُوَّةِ النَّبِيِّ ولا في وَصِيَّةِ الوَصِيِّ ، بَل حُجَجُ اللَّهِ عَلَيكُم قائِمَةٌ ، وبَراهينُهُ بِذلِكَ واضِحَةٌ ، قَد قَطَعَت مَعاذيرَكُم ، وأبطَلَت تَمويهَكُم . وهؤُلاءِ يَهودُ المَدينَةِ جَحَدوا نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله وخانوهُ ، وقالوا : نَحنُ نَعلَمُ أنَّ مُحَمَّداً نَبِيٌّ وأنَّ عَلِيّاً وَصِيُّهُ ، ولكِن لَستَ أنتَ ذاكَ ولا هذا - يُشيرونَ إلى‏ عَلِيٍّ عليه السلام - فَأَنطَقَ اللَّهُ تَعالى‏ ثِيابَهُمُ الَّتي عَلَيهِم ، وخِفافَهُمُ الَّتي في أرجُلِهِم ، يَقولُ كُلُّ واحِدٍ مِنها لِلابِسِهِ : كَذَبتَ يا عَدُوَّ اللَّهِ ، بَلِ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه و آله هذا ، وَالوَصِيُّ عَلِيٌّ هذا ، ولَو أذِنَ اللَّهُ لَنا لَضَغَطناكُم وعَقَرناكُم‏۲ وقَتَلناكُم .
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : إنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ يُمهِلُهُم لِعِلمِهِ بِأَنَّهُ سَيَخرُجُ مِن أصلابِهِم ذُرِّيّاتٌ طَيِّباتٌ مُؤمِناتٌ . ولَو تَزَيَّلوا ۳ لَعَذَّبَ اللَّهُ هؤُلاءِ عَذاباً أليماً ، إنَّما يَعجَلُ مَن يَخافُ الفَوتَ .۴

۴۹۴. مجمع البيان عن ابن عبّاس : كانَتِ اليَهودُ يَستَفتِحونَ ؛ أي يَستَنصِرونَ عَلَى الأَوسِ وَالخَزرَجِ بِرَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله قَبلَ مَبعَثِهِ . فَلَمّا بَعَثَهُ اللَّهُ مِنَ العَرَبِ ولَم يَكُن مِن بَني إسرائيلَ ، كَفَروا بِهِ ، وجَحَدوا ما كانوا يَقولونَ فيهِ .
فَقالَ لَهُم مُعاذُ بنُ جَبَلٍ وبِشرُ بنُ البَراءِ بنِ مَعرورٍ : يا مَعشَرَ اليَهودِ! اِتَّقُوا اللَّهَ وأسلِموا ، فَقَد كُنتُم تَستَفتِحونَ عَلَينا بِمُحَمَّدٍ ونَحنُ أهلُ الشِّركِ ، وتَصِفونَهُ وتَذكُرونَ أنَّهُ مَبعوثٌ .
فَقالَ سَلامُ بنُ مِشكَمٍ أخو بَنِي النَّضيرِ : ما جاءَنا بِشَي‏ءٍ نَعرِفُهُ ، وما هُوَ بِالَّذي كُنّا نَذكُرُ لَكُم . فَأَنزَلَ اللَّهُ تَعالى‏ هذِهِ الآيَةَ۵ .۶

1.قَدَحَ فلان في فلان : عابَهُ وتنقّصَهُ (المصباح المنير : ص ۴۹۱ «قدح») .

2.عَقَرَه : جَرَحَه ، وقيل : نَحرَه (المصباح المنير : ص ۴۲۱ «عقر») .

3.زيَّلْتُه : أي فرّقته (الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۲۰ «زيل») .

4.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۲۲۸ ح ۱۰۸ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۵۱ ح ۲۶ ، بحار الأنوار: ج ۹ ص ۱۷۹ ح ۶ .

5.إشارة إلى الآية : «وَ لَمَّا جَآءَهُمْ كِتَبٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَ كَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الكافِرِينَ» (البقرة : ۸۹) .

6.مجمع البيان : ج ۱ ص ۳۱۰ ، التبيان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۳۴۴ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۵۱ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۶۵ ؛ تفسير الطبري : ج ۱ الجزء ۱ ص ۴۱۰ ، دلائل النبوّة لأبي نعيم : ج ۱ ص ۸۲ ح ۴۳ ، تفسير ابن كثير : ج ۱ ص ۱۷۸ كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27920
صفحه از 616
پرینت  ارسال به