الْكَفِرِينَ » .۱
۴۹۲. الإمام العسكريّ عليه السلام - فِي التَّفسيرِ المَنسوبِ إلَيهِ - : ذَمَّ اللَّهُ تَعالَى اليَهودَ فَقالَ « وَ لَمَّا جَاءَهُمْ » يَعني هؤلاءِ اليَهودَ - الَّذينَ تَقَدَّمَ ذِكرُهُم - وإخوانَهُم مِنَ اليَهودِ ، جاءَهُم « كِتَبٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ » القُرآنُ « مُصَدِّقٌ » ذلِكَ الكِتابُ « لِمَا مَعَهُمْ » مِنَ التَّوراةِ الَّتي بَيَّنَ فيها أنَّ مُحَمَّداً الاُمِّيَّ مِن وُلدِ إسماعيلَ ، المُؤَيَّدَ بِخَيرِ خَلقِ اللَّهِ بَعدَهُ ، عَلِيٍّ وَلِيِّ اللَّهِ ، « وَ كَانُوا » يَعني هؤُلاءِ اليَهودُ « مِن قَبْلُ » ظُهورِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله بِالرِّسالَةِ « يَسْتَفْتِحُونَ » يَسأَلونَ اللَّهَ الفَتحَ وَالظَّفَرَ « عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا » مِن أعدائِهِم وَالمُناوينَ۲ لَهُم ، فَكانَ اللَّهُ يَفتَحُ لَهُم ويَنصُرُهُم .
قالَ اللَّهُ تَعالى : « فَلَمَّا جَاءَهُم » جاءَ هؤُلاءِ اليَهودَ « ما عَرَفُوا » مِن نَعتِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله وصِفَتِهِ « كَفَرُواْ بِهِ » وجَحَدوا نُبُوَّتَهُ حَسَداً لَهُ وبَغياً عَلَيهِ .۳
۴۹۳. عنه عليه السلام - فِي التَّفسيرِ المَنسوبِ إلَيهِ - : قالَ اللَّهُ عزّ و جلّ لِليَهودِ : « وَ ءَامِنُواْ » أيُّهَا اليَهودُ « بِمَا أَنزَلْتُ » عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيّي مِن ذِكرِ نُبُوَّتِهِ ، وإنباءِ إمامَةِ أخيهِ عَلِيٍّ عليه السلام وعِترَتِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ « مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ » فَإِنَّ مِثلَ هذَا الذِّكرِ في كِتابِكُم أنَّ مُحَمَّداً النَّبِيَّ سَيِّدُ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، المُؤَيَّدُ بِسَيِّدِ الوَصِيّينَ وخَليفَةِ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ ، فاروقِ هذِهِ الاُمَّةِ ، وبابِ مَدينَةِ الحِكمَةِ ، ووَصِيِّ رَسولِ رَبِّ الرَّحمَةِ . « وَ لَا تَشْتَرُواْ بَِايَتِى » المُنزَلَةِ لِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله ، وإمامَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وَالطَّيِّبينَ مِن عِترَتِهِ « ثَمَنًا قَلِيلاً » بِأَن تَجحَدوا نُبُوَّةَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله وإمامَةَ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام وآلِهِما ، وتَعتاضوا عَنها عَرَضَ الدُّنيا ؛ فَإِنَّ ذلِكَ وإن كَثُرَ فَإِلى نَفادٍ وخَسارٍ وبَوارٍ .
ثُمَّ قالَ اللَّهُ عزّ و جلّ : « وَ إِيَّىَ فَاتَّقُونِ »۴ في كِتمانِ أمرِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله وأمرِ وَصِيَّهِ عليه السلام ؛ فَإِنَّكُم
1.الكافي : ج ۸ ص ۳۰۸ ح ۴۸۱ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۴۹ ح ۶۹ ، مجمع البيان : ج ۱ ص ۳۱۰ كلّها عن أبي بصير ، بحار الأنوار: ج ۱۵ ص ۲۲۵ ح ۴۹ .
2.ناواهُ : أي عاداه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۵۱۷ «نوى») .
3.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۳۹۳ ح ۲۶۸ ، بحار الأنوار: ج ۹ ص ۱۸۱ ح ۹ .
4.البقرة : ۴۱ .